بعد أن بادر الرئيس الايراني الى إلغاء مشارکته المتوقعة في مؤتمر COP26 بعد أن قامت مجموعة من السجناء السياسيين السابقين والناجين وأسر ضحايا مذبحة عام 1988 بتقديم شكوى قانونية ضده في المملكة المتحدة واسكتلندا بموجب الولاية القضائية العالمية للمملكة المتحدة، تطلب القبض عليه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في حال حضر قمة الأمم المتحدة في غلاسكو. لکن لايبدو إن الجالية الايرانية من أنصار المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق إکتفت بتهرب رئيسي من حضور ذلك المٶتمر تخوفا من إعتقاله بل إنها وبعد أن أعلن رئيسي عدم حضوره الى غلاسکو فإنها صممت على مواصلة نشاطاتها وفعالياتها أکثر فأکثر من أجل متابعة مطاردة رئيسي حتى تتحقق أهدافها بإلقاء القبض عليه ومحاکمته.
من أجل تکثيف التحرکات والنشاطات التي ترکز على ضرورة فضح إجرام الرئيس الايراني وضرورة إعتقاله ومحاکمته فقد عقدت الجالية الأنجلو-إيرانية، من أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، في المملكة المتحدة، مسيرة يوم الاثنين الماضي المصادف الاول من نوفمبر، في ساحة جورج بالتزامن مع عقد مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ (COP26) في غلاسكو لحث قادة العالم للوقوف إلى جانب الشعب الإيراني واتخاذ إجراءات فورية لوقف الإفلات من العقاب في إيران من خلال محاسبة قادة النظام على الجرائم ضد الإنسانية وأربعة عقود من الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان .
هذا التجمع الذي سلط الاضواء على تورط رئيس النظام، إبراهيم رئيسي، ومسؤولين كبار آخرين في مذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي ودورهم في عمليات الإبادة الجماعية والمنهجية واضطهاد دعاة الحرية كأعداء للدولة. جاء لينبه القادة والزعماء السياسيين الذين يشارکون في مؤتمر COP26، وکذلك الرأي العام العالمي بأن هناك مجرم مطلوب دوليا على رأس النظام الايراني وإن ذلك يعتبر بمثابة إهانة وإستخفاف بالمبادئ والقيم الانسانية والقوانين الدولية وبصورة خاصة الميثاق العالمي لحقوق الانسان، والذي يلفت النظر هنا ولابد من الانتباه إليه هو إن العالم بدأ يصغي وبإمعان لهذه النشاطات والفعاليات خصوصا وإنها تستند على حقائق ووقائع ليس بالامکان إنکارها أبدا.
مجزرة صيف عام 1988، التي کان رئيسي واحدا من أبرز أقطاب تنفيذها وإعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق، ستبقى ککعب إيخيل بالنسبة لرئيسي بصورة خاصة وقادة آخرين في النظام الايراني بصورة عامة وليس بالامکان أبدا التغطية والتستر على ذلك وإن هذا المطاردة ستستمر وتتواصل حتى تحقيق الاهداف المرجوة من ورائها.