10 فبراير، 2025 3:52 ص

مضايف الشرقاط عامرة بأهلها، ترحب بضيوفها

مضايف الشرقاط عامرة بأهلها، ترحب بضيوفها

ما أجمل اللقاء عندما تلتقي بشخصيات دولة وشيوخ ووجهاء عشائر أثبتوا وجودهم في المجتمع العراقي، وبعضهم أثبت وجوده في عالم دولنا العربية عموماً.
نعم، عندما يكون اللقاء هكذا، فإن للكلمات وأسطرها معانٍ كبيرة وكثيرة، لأنها تكتب عن لقاء جمع أبناء العراق من شماله إلى جنوبه بعد أن أصاب الجفاف وابتعد بعضنا عن بعض بسبب الظروف السياسية التي مر بها العراق وبسبب التناحرات الطائفية التي ولدتها فينا الإرادة الدولية البغيضة.
وجهت لنا دعوة اليوم في مضيف آل الزويد، وكان الشوق يسبق اللقاء، لأن من يلتقي بهؤلاء الكرماء يجب أن يعرف جيداً أنه أمام شخصيات اجتماعية كبيرة، وأنه أمام قامات ثقافية تحمل في عقولها العلم والثقافة والأدب، مثلما تحمل في قلوبها الطيبة والمحبة والألفة ومساعدة الناس.
نعم، لقد اجتمع الملأ اليوم من شمال العراق ووسطه وجنوبه، جمعتهم العراقية وطيبة القلوب وحبهم للوحدة الوطنية.
اليوم نقف أمام جبال شامخة قدمت لهذا الوطن الكثير والكثير، واستطاعوا أن يساعدوا في بناء وحدة بلادهم بعيداً عن حب الأنا وحساسية رجال السياسة، وبعيداً عن شهوات السلطة ومحبة المال الكثير.
نعم، إنهم رجال ما زالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم وكل سلفهم الصالح.
سارت بنا السيارة الخاصة من مدينة الموصل إلى قضاء الشرقاط، حيث حللنا ضيوفاً في مضيف العشم، هذه العائلة التي كتبت في مسيرتها النضالية مقارعة الظلم في عهد تخاف الناس من السلطان. وكان المطبلون يمجدون الصورة والصنم، فكان موقف هذه العائلة الثابت فخراً وعزاً لقبيلة الجبور كافة. نعم، إنهم شيوخ بكل صفاتهم من الصغير إلى الكبير، شيوخ بطيبة القلوب وباستقبال الضيف وكرم الضيافة.
بعدها توجهنا لتلبية الدعوة الكريمة في مضيف آل الزويد في قضاء الشرقاط، قرية الحورية، مضيف الشيخ خالد يوسف محيمد الزويد وأخيه الشيخ رافع يوسف الزويد. مضيف الحظ والبخت، مضيف العلم والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، مضيف الكرم بأهله ومضيف المحبين بضيوفه. نجتمع في هذا المكان المبارك ونحن نعيد الذكريات إلى سبعينات القرن الماضي، إلى اللحمة الوطنية التي كنا نحملها في عراقيتنا الكبيرة والتي كنا نعتبرها جزءاً من الكرامة التي نعيش بها ونتفاخر بأننا نحمل اسمها أمام كل المجتمعات الدولية. إن عائلة الزويد من العوائل العربية العريقة التي ما زالت تحمل الأصالة، ومضيفهم مفتوح أمام كل الزوار وهم يقدمون واجبات الضيافة مع الهلا ومرحبا ومع فنجان القهوة العربية للضيف.
استمعنا خلال الجلسة إلى قصائد الشعراء وحديث الأدباء.
بعدها تناول الضيوف وجبة الغداء في هذا المضيف العامر، ثم غادر الحاضرون ولسانهم يشكر صاحب المضيف على حفاوة الاستقبال والتوديع.
وكانت آخر المحطات في قرية شكرا في مضيف الشيخ أحمد عبود العميري أبو فرحان. وزيارة عائلة العبود العميري لها طعم خاص وأنت تسمع الحديث عن وحدة القبائل واللحمة الوطنية والعروبة وعراقة الأصل، مع فنجان القهوة وقصيدة المهوال بحق الضيوف.
نعم، إنهم عائلة كبيرة كتبت عنها الأقلام، وقام بزيارة مضيفهم أغلب المسؤولين في الحكومات العراقية المتعاقبة وشيوخ العشائر العراقية من شماله إلى جنوبه.
هذا وقد لبى الدعوة كل من الفريق الركن سعد حربية والفريق الركن عبد المحسن قائد عمليات صلاح الدين ومن معه من الضباط والمراتب واللواء الركن حسن هادي نايل قائد فرقة ٢١ وعدد من الضباط المرافقين له واللواء الركن سلطان الجميلي أبو سيف والعميد عبد السليمان الجبوري مدير شؤون عشائر صلاح الدين والشيخ جوهر محي الدين الهركي والشيخ حسين علي عاتي حربية وأبناء عمومته من الدور والشيخ عبدالعزيز المثقال الجربا والشيخ أحمد عبدالقادر العزاوي شيخ عشيرة العزة في كركوك والوفد المرافق له والشيخ إدريس الحجي ظاهر والشيخ مؤيد العصاد شيخ عام عشيرة العبادة في الناصرية، وعدد من الشيوخ ووجهاء القوم.
ولا بد لنا أن نذكر الإعلامي الكبير فهمي الزرزور أبو فرقان الذي كان حاضراً بكلماته وأبياته الشعرية، فكل كلمات الأستاذ فهمي الزرزور تعتبر قصائد شعرية، شكراً له وهو يشارك المعازيب بالترحاب وحسن استقبال الضيوف وله البصمة والدور الكبير في كل المناسبات الاجتماعية حيث تجده مع المعازيب دوماً.
فشكراً يا أبا فرقان وشكراً وشكراً.
شكراً لكل أهلنا في مضايف الشرقاط العريقة، شكراً للعشم، شكراً للزويد، شكراً للعبود العميري. شكراً لكل من لم نستطع أن نصل إلى مضيفه في هذه الزيارة.
شكراً لكل السادة المسؤولين وشيوخ الأفاضل ووجهاء القوم الذين التقينا معهم واستمعنا إلى حديثهم وكلماتهم النابعة من القلوب.