ثانياً : المنظومة الأمنية واستقطاب المجاهدين
المنظومة الأمنية العراقية عانت سابقاً من مجموعة من المشاكل الداخلية، منها ما ارتبط بقدراتها القتالية، ومنها ما ارتبط بمهارات وتدريب أفرادها وخبرتهم التي استمدوها من التجارب التي خاضتها هذه المنظومة، وكذلك الفساد الذي استشرى في بعض مفاصلها حتى كان سبباً لانهيارها قبل ثلاث سنوات، ليتم اعادة هيكلتها وتشكيل مفاصلها اثناء المعارك، مما جعل ذلك اكثر صعوبة من جهة، بينما جعل ما تم بناءه منها في تلك الظروف بناءاً حديدياً من جهة اخرى، لانه اتسم باللا مجاملة نظراً للظروف والتحديات التي مرت بها هذه المؤسسة .
بناء المؤسسة الأمنية لم يكتمل بعد، أو على الأقل هي بحاجة الى دماء جديدة تزيد من فاعليتها وقدراتها العسكرية، لا سيما الرجال الذين اثبتوا ولاء ً منقطع النظير لوطنهم وشعبهم حسب وصف المرجعية الدينية، الذين كان لهم دور كبير كقوات رديفة لإسناد القوات النظامية في المعارك، وحققوا نتائج مذهلة قد لا تستطيع تحقيقها اَي قوات نظامية ومسلحة بشكل أفضل، ليذهلوا العالم بقدراتهم وتضحياتهم التي وقفت بوجه ابشع هجمة بربرية عرفتها البشرية .
الطاقات الشبابية التي أظهرت قدراً كبيراً من القدرات القيادية والقتالية في نفس الوقت، من الذين اكتسبوا خبرات كبيرة ولَم يصبهم التخاذل رغم شدة وطيس المعارك، هم اهم ما يجب على المؤسسة الأمنية ان تلاحظه ولا تغض الطرف عنه، فهم من جانب لهم الحق في ان يكونوا ضمن التشكيلات العسكرية النظامية، لما يمتلكونه من قدرات وامكانيات اكتسبوها من ساحات المعارك، اما من الجانب الاخر فالمؤسسة الأمنية ستكون هي الرابح الأكبر لانتفاعها من هكذا طاقات، بعدما صُدمت بأداء بعض القيادات التي هربت عند اول إطلاقة، بعدما مُنحت هذه القيادات جميع الامكانات والصلاحيات، ليكون استقطاب المقاتلين الافذاذ ضمن الاطر القانونية، وضمن حدود الدولة، لأنهم اكثر من ضحى وقدم واستبسل، رغم فراغ جيوبهم من خيرات وطنهم، بينما من امتلئت بطونهم وجيوبهم من خيرات الوطن كانوا اول الهاربين ! .