19 ديسمبر، 2024 1:02 ص

مضاعفات ومداخلات عن تفجير الناقلات !

مضاعفات ومداخلات عن تفجير الناقلات !

لا ريب أنّ الأخطار المتعلقة بتفجير ناقلتي النفط وما رافقهما عن انكشاف واكتشاف عملية نزع اللغم الذي لم ينفجر , فتكمن هذه الخطورة في ما منتظر أن يحدث من ردودٍ افعالٍ دولية واقليمية ثقيلة الوزن نوعياً , رغم انها ما برحت في طور التفاعل الأولي والبحث والدراسة بتأنٍّ , كي تغدو الحسابات دقيقة مع امكانية التحكم بها ومع ما قد ينجم عنها .

وبالرغم ممّا اشرنا له من أنّ الأزمة الحالية ” التي هي من ضمن ازمةٍ اكبر ” , فأنّ ما كتبته الصحافة العالمية في مختلف العواصم , وكذلك ما بثّته الشبكات وعموم القنوات الفضائية خلال اليومين الماضيين بهذا الشأن , فلا تستوعبه ” انسكلوبيديات ولا ويكيبيديات ” واعداد من مجلدات , فالمسألة متخمة بمعانٍ وابعادٍ , وحتى ابعادٍ لأبعاد .!

وبقدر تعلّق الأمر بالعراق المجرّد ” للأسف ” من ايّ تأثيرٍ في هذه الأزمة القائمة , فالدبلوماسية العراقية اضحت مكمّمة بالمطلق وكأنّ تكميمها جرى بشريطٍ لاصق ! فالخارجية العراقية ليس بمقدورها ادانة عملية التفجير لأسبابٍ معروفة ! , ومن المحال تأييدها والإعلان عن تعاطفها القلبي لهذه العملية , ولأسبابٍ معروفةٍ اكثر وأشهر .! , والأمر مسحوبٌ على احزاب السلطة الحاكمة وقياداتها , والتي لعلها او ربما تحاول إبعاد الشبهات والأتهامات الدولية الموجهة الى طهران ودورها في ذلك , ولعلّها ستبتكر جهةً مجهولة في الوقوف وراء التفجير والألغام والإبهام .! إنّما بصراحة فأنّ اية تصريحاتٍ ومواقفٍ عراقية في هذا الشأن , فأنها غير قابلة للصرف في محلات الصيرفة السياسية والبورصات العالمية .! , ولعلّ وكالات الأنباء العالمية قد تتجاوز نقل اي تصريحاتٍ عراقية بهذا الخصوص .!

من الملاحظ بدء تحوّل الموقف البريطاني بأتجاه الأدارة الأمريكية في هذه الحادثة التفجيرية الأخيرة , بعدما حاولت رئيسة الوزراء البريطانية ” تيريزا ماي ” اتخاذ موقفٍ اقرب للتظاهر بالحياد منذ اندلاع الأزمة مع ايران , بالرغم من أنّ السيدة تيريزا على وشك مغادرة منصبها , فالموقف على مستوى دولة عظمى يتجاوز مسألة الأنتخابات الحزبية والمناصب .. والى ذلك فلم يتّضح بعد موقف الحكومة اليابانية المعروفة بالدبلوماسية الهادئة والتي تبني سياساتها وحساباتها على الأرباح والخسائر الأقتصادية , لكنّ تفجير ناقلة النفط اليابانية اثناء وجود رئيس الوزراء الياباني السيد ” شينزو آبي – Shinzo Abe ” في ايران لممارسة دور الوساطة مع الولايات المتحدة , وبتكليفٍ خاص من الرئيس الأمريكي ترامب , فأنها بلا شكّ تعتبر اهانة لليابان برمّتها , بالرغم من أنّ ” الرسالة الإعلامية ” قد تغدو موجّهةً الى الأدارة الأمريكية بشكلٍ غير مباشر , ويبدو أنّ ادارة اللعبة الدبلوماسية هذه لم تتم بمهارة وافتقدت الى الكفاءة .! , ويصعب الجزم أنّ حكومة اليابان ستبتلع هذه الإهانة وكأنها لم تكن .!

منْ زاويةِ نظرٍ استخباراتية خاصة , فليس يمستبعدٍ وجود عملاء او وكلاء في بعض دول الخليج العربي او معظمها ” ومن ايّ جنسيةٍ كانت ” وهم الذين يتولون تزويد الطرف الآخر ! بالمعلومات المطلوبة عن حركة ناقلات النفط وسواها , وعن جنسياتها والأعلام التي ترفعها , وسيما عن توقيتات إبحارها بالساعةِ والدقيقة , وخصوصاً اثناء الشروع في مغادرتها لمياه الخليج , وفي ذلك آياتٌ واعتبارات .!