مداخلاتٌ وتقاطعاتٌ دخلت على الخط , حتى امسى قصف المنشآت البترولية لشركة ارامكو السعودية يوازي وقد يفوق أبعاد احتجاز الناقلات النفطية في مياه الخليج وتعرّض بعضها الى عمليات تخريبٍ وتفجيرٍ جزئي في بداية انطلاق الأزمة او الشروع بتسخينها .
اكثرُ من 10 أيّامٍ مرّت على ذلك الحدث ” والذي يختلف فيه المحللون على اعداد ” الدرون ” واذا ما كانت الضربة صاروخية او ” بالمسيّرات ” او كلاهما , مع ترجيحٍ بأستخدام صواريخ سكود الأيرانية , لكنّ الأمر الأكثر سخونةً في ذلك هو الإعلان الرسمي والدولي عن مكان ومنطقة انطلاق الصواريخ ,وماذا سيترتّب عن ذلك .!
وبالصددِ هذا تقتضي المقتضيات للإشارة الى أنّ كلا القمرين الصناعيين الأمريكي والروسي يمتازان بقدراتهما التقنية بتصوير كلّ كيلومتر مربّع على وجه الأرض كلّ ساعةٍ ونصف .! , وذلك يعني – فيما يعني – أنّ كلتا الدولتين العظمتين على إطّلاعٍ مسبق على المكان والإتجاه او الدولة التي انطلقت منها الصواريخ والمسيّرات , لكنه ولغايةٍ سياسيةٍ في نفسِ يعقوب – Jacob .! لمْ يجرِ الإعلان عن ذلك , كما ممّا يعزز ذلك أنّ منظومات صواريخ ” الباتريوت ” في السعودية مزوّدة براداراتٍ فائقة الدقّة في تحديد اتجاه الصواريخ القادمة او المهاجمة , وبالرغم ممّا تؤكده السعودية بأنّ قصف ارامكو لم يكن من قبل او من اتجاه الحوثيين جنوباً .! إنّما يبدو أنها آثرت أن يكون الإعلان الرسمي عن كلّ ذلك بطريقةٍ وبصيغةٍ دولية , حيث انهوا خبراء الأمم المتحدة تحقيقاتهم في الحقول النفطية التي تعرّضت للقصف , وهم الآن بصدد رفع تقريرهم النهائي الى مجلس الأمن الذي يبتّ في ذلك وفي ما ينبغي او قد يترتّب على ذلك ! من ردود فعلٍ عملية او نظرية من الدول الأعضاء في مجلس الأمن .
وبجانبِ تحوّلٍ نسبيٍّ ملحوظ لموقف فرنسا بالأتجاه المضاد لطهران جرّاء إفشال الرئيس روحاني لمحاولة ” ايمانويل ماكرون – الرئيس الفرنسي ” في التوسط لحلحلة الأزمة بين واشنطن وايران وسيما لترتيب لقاءٍ مشترك بين ترامب وروحاني , وكذلك موقف بريطانيا المتحوّل نحو الجانب الأمريكي بسبب احتجاز الناقلة البريطانية من قبل الأيرانيين , والأمر في الحقيقة يتجاوز ذلك الى ما هو اكثر , من خلال السياسة البريطانية التي يتبّعها رئيس الوزراء البريطاني جونسون , ومع اعتباراتٍ افتراضية او افتراضاتٍ اعتبارية لإحتمال فيتو من الصين او روسيا لقرار مجلس الأمن المرتقب , إنّما ينبغي الأخذ بالأعتبار الحارّ ! أنّ الرئيس بوتين في صدد زيارة قريبة الى الرياض للترويج لبيع منظومة صواريخ S 400 المتطورة , وهذا ما يُبعد او يستبعد ايّ فيتو روسي مفترض , كما من الصعب الى حدٍ ما صدور فيتو صيني حول ذلك جرّاء المكالمة الهاتفية للرئيس الصيني مع العاهل السعودي في اليوم الأول لقصف ارامكو وإبدائه تعاطفه مع الحدث , حيث للصين مصالح اقتصادية كبرى مع المملكة , وإذ الأمور مُعلّقة ” من زاويةٍ محددة ” حتى انعقاد مجلس الأمن للبتّ في تقرير خبراء الأمم المتحدة والتي يوحي استقراؤها < من قبل أن يصدر ! > بأنه سيوجّه التهمة وقصف ارامكو من قبل الأيرانيين .!
إنَّ اشدّ واكثر ما يُشوّش على الإعلام في هذه الأزمة الشديدة التأزّم , هو الأحتمالات الأفتراضية المتوقّعة والممكنة للمحاولات الجادّة والفاعلة للسّت ” نانسي بيلوسي ” رئيسة مجلس النواب الأمريكي < ولادتها في بالتيمور ومن عائلة ايطالية الأصل والجذر > في تسخيرها وتجييرها الأوضاع في واشنطن لعزل وإقالة الرئيس ترامب المحتملة , ومدى انعكاسات ذلك على الأزمة في الخليج .!
بعيداً – قريباً عن كلّ ذلك , وبرؤىً إعلاميةً فالوضع الراهن في الخليج يدخل في مرحلةٍ آنيّةٍ مؤقتة من الهدوء المشوب بالحذر الشديد , والتي قد لا تستمر لأسابيعٍ قلائلٍ لا تتجاوز نهاية شهر تشرين \ نوفبمر .! , ليحدث فيها ما يحدث من احداثٍ سابقة او مستجّدة .!