مما لا يخفى على الجميع, إن العراق أصبح ساحة صراع وقتال وتصفية حساب للدول الاستكبارية الشرقية والغربية, والسبب في ذلك هو المكانة الجغرافية التي يتميز بها, والتي تعتبر كحد فاصل بين المحورين – الغربي والشرقي – فمن يسيطر على هذه الرقعة الجغرافية, يضمن إيجاد بوابة تطل على المحور المتصارع معه وبالتالي يستطيع أن يسيطر على تحركات خصمه والتأثير عليه.
لذا أصبح التكالب والصراع والقتال على هذه الأرض من اجل الاستحواذ عليها, خصوصا بعد أن أصبحت الساحة في العراق خالية وخاوية من الأصوات الوطنية العراقية الأصيلة, وإن وجدت فإنها سوف تباد بشكل أو بأخر, من جهة, ومن جهة أخرى, زرع وإيجاد العملاء والمرتزقة ممن يخدم هذا المعسكر أو ذاك, الأمر الذي سهل عمل الاستخبارات العالمية في العراق حتى آل الأمر إلى ما هو عليه الآن.
ولعل أبرز المتصارعين الآن في الساحة العراقية هما الغريمين التقليديين إيران والتي تمثل المحور الشرقي, وأمريكا التي تمثل المحور الغربي, والهدف من هذا الصراع هو السيطرة والاستحواذ على تلك البوابة – العراق – عليها سوف يضمن امتداد هذا المحور أو ذاك في المنطقة وسيطرته على الخصم وتقييده, فأصبح العراق الآن – أرضا وشعبا – وبشكل عام عبارة عن خطين, خط موالي إلى الشرق – إيران – وخط موالي إلى الغرب – أمريكا – وهذا الولاء حصل بفعل الإعلام والتغرير والحقن والشحن الطائفي والمذهبي بحيث اخذ شكل وعنوان الطائفية لكنه في الأساس صراع سلطوي, فبات العراق الآن حبيس الاحتلالين الأمريكي والإيراني وأذنابهما.
أما بالنسبة إلى الأصوات الوطنية والعراقية التي رفضت الاحتلال الإيراني ومن قبله الاحتلال الأمريكي, فإن مصيرها هو أما القتل, أو التهميش, أو التعتيم والتغييب الإعلامي, وحرب الإشاعات والدعايات الكاذبة, التي يشنها الاحتلالين على هذا الصوت, فالحرب على كل جهة وطنية مخلصة تثمل حلقة الوصل ونقطة اللقاء والمسالة التي تجمع بين الخصماء, فهم يتفقون على تغييب هكذا أصوات ورموز وطنية لأنها تهدد مشاريعهم ومخططاتهم وتفضحهم, فالخلاص هو الحل.
وما حدث للمرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ولأتباعه ومقلديه ومريديه في 1 / 7 / 2014م, المصادف 2/ رمضان / 1435هـ, من اعتداء وقتل وحرق وتمثيل بالجثث وهدم منازل واعتقالات وتشريد وتطريد وحبس مؤبد وحملات إعلامية تسقيطية وكذب وافتراءات, كلها من أجل رفضها لتلك المشاريع التي أوجدها الاحتلالين الإيراني والأمريكي وعملائهما.
وهذا ما أكد عليه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في الحوار الذي اجرته معه صحيفة الوطن المصرية يوم السبت 21 / 2 / 2015 م, عندما أجاب على سؤال الصحيفة عن سبب الاعتداء الذي حصل عليه في صيف العام الماضي – مجزرة كربلاء – فكان جوابه هو…
{ … لأننا رفضنا احتلال أمريكا لنا كما رفضنا احتلال إيران، ولأننا رفضنا الطائفية والتقاتل الطائفي والاحتراب، ولأننا رفضنا الفتاوى الممنهجة التي أسست وأمضت الاحتلال وما ترتب ويترتب عليه من فساد. ولأننا رفضنا فتاوى الطائفية والاقتتال، ولأننا رفضنا كلّ منبر وقول ومنهج وسلوك يؤسس للتناحر والتنافر بين أبناء الوطن والدين، ورفضنا كل تقسيم وتشقيق وتدمير للعراق وشعب العراق…}.
وهذه هي حقيقة ما يجري في العراق, فكل من يرفض أي مشروع لأي جهة خارجية, او حتى مشروع تطرحه جهة تابعة لأي من الاحتلالين, فان مصيره هو القتل والتهجير والتشريد والاتهام بالإرهاب والعمالة والحرب الإعلامية ستشن عليه, خلاصة القول إن كنت عراقيا, ترفض الاحتلال, وترفض التبعية, وترفض التقسيم والطائفية, سيكون مصيرك – صرخيا – لان اسم الصرخي أصبح كابوسا مرعبا يهدد الاحتلالين ومصالحهم وعملائهم في العراق, وهذا يعني انك سوف تتعرض لكل أنواع الحرب وبكل الوسائل المتاحة.