لا ادري إن كانت كلمات أغنية ( قد مات شهيدا ياولدي ) تنطبق على حال الصحفيين وعموم أسرة السلطة الرابعة ، يوم صادرت كل من وزارة الثقافة ووزارة المالية سلطتها ، وتآمرت عليها هذا العام في ( سابقة ) لم تالفها حتى السنوات العجاف من قبل!!
أما صاحبة الجلالة وعميدها نقيب الصحفيين العراقيين الاستاذ مؤيد اللامي فلم تفلح كل محاولاته كما يبدو نفعا، لا مع قادة الكتل السياسية، ولا مع وزارتي الثقافة والمالية، في وقت يندب الصحفيون حظهم العاثر لأن أحوال البلد وصلت الى هذا الحال!!
بل انه حتى الرئاسات الثلاث لم تتطرق من قريب أو بعيد الى الأسرة الصحفية الى الاعتراف بهذه ( المنحة ) كحق لهم وواجب على الحكومة تنفيذه ، بالرغم من كثير من المناشدات كتب عنها زملاء كثيرون لاعادة تلك المنحة في أقرب وقت ، وسعت قيادة النقابة مع رؤساء كتل سياسية كما يبدو ولكن جهودها لم تفلح حتى الان في التوصل الى نتيجة!!
وبالرغم من ان كل قيادات البلد وبخاصة رئيس البرلمان سليم الجبوري ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي قد أكدوا في أكثر من مناسبة على الدور الكبير الذي تقوم به الأسرة الصحفية في تطوير المجتمع والعمل على النهوض به وتحشيد طاقاته ودعم الحكومة وانشطتها، الا انه عندما تصل الامور الى ( منحة ) بسيطة للأسرة الصحفية اعتادت على استلامها نهاية كل عام، فلا احد يعترف حينها ان للأسرة الصحفية دور أو مكانة!!
صحيح ان احوال البلد الاقتصادية هذا العام متردية بسبب انخفاض أسعار النفط ، ولكن هذه المنحة هي محط انظار أكثر من عشرة الاف صحفي تعاتش عوائلهم على هذه ( المنحة ) نهاية كل عام أو في بدايته، بعد ان أكل الدهر على احوالهم وشرب، ولم يجدوا ما يعينهم على تخطي صعاب الظرف الحاد الذي تعاني منه معظم عوائلهم التي عانت الأمرين من جراء ظلم متعدد الأشكال والالوان تعرضت له، وكان الارهاب إحدى تلك الأشكال من الظلم والتعسف الأمى وحصد من ارواح زملائهم المئات بلا رحمة!!
ولم يجد صحفيو العراق هذا العام مايرفع من معنويات عوائلهم، وبخاصة انهم يدخلون ساحات المواجهة مع الارهاب من اوسع أبوابها وقد حصد منهم اعدادا كبيرة تجاوزت المئات قدموا خلالها أرواحهم من اجل ان يحفظوا للعراق موقعه ومكانته، لكن نقابة الصحفيين ووزارة الثقافة صامتة هذه الايام، كما ان وزارة المالية لم يصدر عنها أي بيان يوضح حقيقة ماجرى بشأن هذه المنحة!!
إن صحفيي العراق وجلهم ممن أضناه الدهر او فتكت بهم الاحوال وواجهوا من الصعاب والاهوال ، يأملون ان يجدوا من يحسن أوضاعهم المعيشية ويساعد عوائلهم على تخطي صعاب العيش واذا بقرارات مرتجلة تغمط حق الاسرة الصحفية وتعرضها لمخاطر الفناء والهلاك منذ بدايات هذا العام ، لانها قطعت عنهم أحد روافد تلك الحياة وهي ( المنحة ) على رغم ضآلة المبلغ، وهو ربما لا يساوي رواتب الارامل والمطلقات ، ومع هذا لم تول وزارة الثقافة التي ما وجدنا انها قدمت خدمة للأسرة الصحفية منذ ان تولى وزيرها الحالي ، ما يمكن ان تعين الأسرة الصحفية في هذا الظرف العصيب!!
وأمل الكثير من ابناء وأسرة صاحبة الجلالة ان يتحرك السيد نقيب الصحفيين الاستاذ مؤيد اللامي لتثبيت حق هؤلاء هذا العام 2015 وعدم التجاوز عليه لا من وزارة الثقافة ولا من وزارة المالية التي كانت مواقفهما ازاء الأسرة الصحفية لاتسر، وعلى السيد النقيب ان يتحرك مع قادة الكتل السياسية ومع رئاسة الوزراء ومع رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية لابقاء هذه المنحة وعدم المس بها تحت أي ظرف من الظروف!!
ولا يدري الصحفيون لماذا هذا الجفاء وهذا الافتراق بين وزارة الثقافة وبين الصحفيين والاعلاميين عموما وحتى مع نقابة الصحفيين وكأنهم أعداء لها او خارج اطار ساحتها ، بالرغم من ان أحد مهامها هي الحفاظ على كرامة المثقفين وحقوقهم من الامتهان!!
ولم تكن تلك العلاقة بين وزارة الثقافة وبين الصحفيين على هذه الشاكلة من التردي قبل سنتين واكثر وكانت هناك بوادر من الود تربط بين الطرفين، اما الان فالعلاقة كما نسمع عنها من زملاء صحفيين كثيرين تكاد تكون شبه منقطعة ومتعطلة، وكأن الأسرة الصحفية خارج اطار أسوار الثقافة!!
ويأمل صحفيو العراق ان يحظوا بالإهتمام الذي يستحقونه عن جدارة من قادة الدولة ومؤسساتها ومن السيد نقيب الصحفيين وان تضحياتهم ومهنة المتاعب التي خاضوا غمار ساحاتها تكفيهم شرفا لأن يكونوا دوما في الطليعة في الدفاع عن مصالح شعبهم والحفاظ على وطنهم من ان يدنس ترابه او تهان كرامة شعبهم.. أما من يريد ان يغمط حقوقهم او يتجاهل دورهم، فانه سيجد من الشعب العراقي والرأي العام العراقي ومثقفيه مالا يمكن توقعه، ان بقيت العلاقة على هذه الشاكلة من التردي والانحطاط !!