شاء من شاء .. وأبى من أبى , لا حل للمدينة دون الرجوع الى الكورد . , يمكن أن نقول المدينة عراقية ولايمكن أن نؤمن بعربية كركوك نهائيا ً , حيث تعرضت المدينة الى التعريب من قبل المستعمرين وبمساعدة الحكومات المتعاقبة في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية . لكن النظام البعثي تعامل بشكل أخر بعد تأميم شركات النفط في العراق , وصدام المقبور نفذ خططه بدقة وقام بتصدير العرب في مدن ووسط العراق الى كركوك بالألوف وأعطاهم الأراضي والبيوت والسيارات والوظائف ومنحة العشرة ألف وجندهم في فرق الحرس الجمهوري . ومقابل ذلك قام بتهجير مئات الألوف من الكورد واعتقال المئات بسبب وبدون سبب , وأبسط التهم كان الانتماء الثورة الكوردية والتعاون مع البيشمه ركه , وفي نفس الوقت أعتقل المئات من أهالي كركوك التركمان وبتهم ملفقة بحجة كونهم رجال المخابرات التركية أو انتمائهم الى الاحزاب القومية واحزاب الكمالية . وتمكن أنذاك المئات من الهروب الى تركيا والوصول الى أوروبا . وتفرغ البعثية بتعريب المدينة بكل حرية من دون أن يجد أية مقاومة أو تدخل دولي .
تكرر الأحداث في الآنتفاضة الباسلة عام 1991 ولكن بنوع أخر , وتم أعتقال المئات في المدينة عدا العراقيين العرب المستوردين . وأعدموا ودفنوا في مقابر جماعية من دون معرفة أحد , وساقوا الأخرين الى معسكرات الاعتقال في تكريت وبغداد ومات الأكثرية تحت التعذيب أو من الخوف أو من قسوة التعامل . وفي نفس الوقت لاننسى بسالة وشجاعة الكورد والتركمان في السيطرة على المدينة وأقتحام معسكر خالد وتحرير السجناء في دوائر الامن والمنظمة الشمالية وتحرير المدينة في يوم نوروز.
اقول للجميع واحذر ان كركوك على نار ملتهبة والطبخة على النار . لآننا كنا ننتظر من الحكومات المركزية المتعاقبة بعد 2003 والقيادات السياسية لمختلف القوميات أيجاد الحلول المناسبة من أجل التعايش الأخوي للجميع في المدينة ولاسيما أن الدستور كان الحد الفاصل بين الجميع . لكن مع الاسف لم نرى خطوة أيجابية واحدة نحو الافضل لوضع كركوك وهناك مد وجزر في علاقات الحكومة مع الاخرين .
لو ان الحكومات المتعاقبة منذ تحرير العراق عام 2003 كانوا مخلصين للتركمان والكورد وكركوك , ولو كان المالكي وعبادى مخلصين للتركمان وكركوك لكان زار كركوك من سنوات واهتم بالنهضة والعمران , وعين اهالي كركوك في دوائر كركوك .لو كانت الحكومة الوطنية مخلصة للعراق لكانوا متفقين مع شركائهم في الحكومة . والجميع يعلم لاحل لمدينة كركوك بدون الكورد بعيدا ً عن تركمانية وكوردية كركوك .
ليعلم الجميع وبالآخص التركمان في كركوك , لولا الكورد والبيشمه ركه اثناء احداث احتلال الموصل من قبل داعش لكانت مدينة كركوك اكثر خرابا ً ودمارا ً من الموصل , لكن الكورد والبيشمه ركه دافعوا بكل بساله وأعطوا المئات من الشهداء , ولولا الخيانة في 16 اكتوبر لكان حال مدينة كركوك أحسن بكثير من اليوم . وماحصل كان حالة طارئة والايام بيننا ونرى العودة الى اوضاع هادئة ومستقره مثلما كانت قبل 16 اكتوبر .
وعلى الجميع التوجه الى السلام والحوار دون تأجيج الأوضاع , وزرع الفتنة بين اطياف المدينة . ورؤية الاخرين في موقف الضعف . والتصرف بعقلانية ولو حصل شيء لاسامح الله فلا يمكن اطفاء نار الحرب الاهلية في كركوك لان نار الحرب اكبر من نار بابا كركر وتحترق كركوك والخاسرين معروفين سلفا ًواولهم العرب المستوردين ثم التركمان .
وانصح الأشخاص المحسوبين على هذا وذاك عدم التسرع بأطلاق تصريحات فنتازية بلا جدوى , لآن هؤلاء لايمثلون قومية في المدينة بل مجرد مجموعة صغيره ككيان سياسى لاغير .
نبيل اربيل