ليس التأمر في السياسة مجرد خيانة للوطن,لكنها احدى وسائل التدمير الممنهج للدولة والمجتمع, واخطرها ضررا على الاطلاق
(على فرض ان النظام القائم هو خيار الجماهير الحقيقي)
فلم نجد في التاريخ الحديث اية صورة مشرقة لاي انقلاب عسكري حصل في اي دولة من دول العالم,ولم نرى ان الانظمة التي تأتي من خلف الحدود كانت نزيهة وماضيها نظيف,ولكن لكل قاعدة شواذ,ففي مسيرة الحركة الاسلامية الشيعية
(اقصد الاحزاب والشخصيات والتيارات وليس المؤسسات) المعارضة, التي كانت تتخذ من ايران وسوريا ولبنان ومن ثم لندن مقرا وقاعدة للعمل السياسي,كانت لها مواقف مشرفة فرضها الواقع السياسي
و الثقافي للدول المضيفة للمعارضة(ايران وولاية الفقيه,سوريا البعث العلماني,لندن حرية الفكر والانتماء و الرأي),فلايوجد اي ود او تقارب بين الاثنين ,ولهذا عندما تغيرت اللعبة السياسية الدولية بعد الحرب الباردة,وقررت الولايات المتحدة وبعض دول اوربا تغيير خارطة الشرق الاوسط,وكنست معها زبالة البعث,عادت المعارضة واستلمت اثقل تركة عرفها تاريخ العراق الحديث,
فتحت بعدها دول الجوار العربي والاقليمي ابواب الارهاب,معلنة عن حرب شاملة لاتستثني احد في العراق, ومن ثم انتقلت شراراتها الى سوريا او كما يقول ملك الاردن الحالي محور الهلال الشيعي,على انه اصبح محور القطب الروسي الصيني الشيعي فيما بعد,ولكن هذا كله لايمثل شيئا قبال مايحدث من خيانة داخلية عظمى ,استغلها شيوخ الفتنة والضلال لايقاد شرارة الحقد والكراهية الطائفية بين المسلمين,فغسلت الادمغة القلقة,وغيرت او لعبت بالتأويلات القرانية وقلبتها او حرفتها عن مواضعها ومعانيها(كما يقلبها السحرة في شعوذتهم),فبدأت حقائب البترودولار تدخل مناطق العرب السنة في حملات مسعورة لشراء ذمم بعض سياسي الازمات وشيوخ الزور والبهتان,صمد القلة وانرحف الباقون تحت عباءة التكفير,فاستغل التحالف الكردستاني تلك الوضاع المضطربة ,فمارس سياسة فرض الامر الواقع,في عملية لوجستية مكشوفة,وهي صناعة الازمات واستغلالها ,والاستمرار بسياسة الاختلاف والعصيان والرفض والتصعيد,كلها تصب في مصلحة استقلال الجبال والاودية الشمالية من ارض العراق,ولكن كما قضمت روسيا شبه جزيرة القرم بعد ان خسرت اوكرانيا في العهد القيصري السابق,سنقول لن نحتاج لابتلاع اي ارض هي في حضن العراق,لانها لن تنفرد عنه او تنسحب منه,فلن نسمح بقيام دولة يمكنها ان تتحكم بحياة الشعب العراقي ومصيره,تستطيع ان تغلق عنه شريان الحياة متى شاءت
(اعطونا المياه وخذوا الجبال).
يقال في الفكر السياسي ان التجارب الحركية او السياسية تأخذ دورتها بين الثلاث عقود والخمسة,ثم تعود عجلة التقييم والتحليل والبحث والحاجة للتغير الى الفراغ او نقطة البداية,تبحث عن شيئا اخر مختلف تماما,يراد منه ان يكون البديل الفكري او السياسي المنقذ,ولكن في الانظمة الفوضوية او الدول الفاشلة او المتوترة لايمكن ان ينتظر القدر اكثر من المحتوم,وخصوصا مع تسارع وتيرة المؤثرات الملامسة للواقع اليومي(ازمات سياسية وامنية,فساد مالي واداري,تعطيل متعمد للتشريعات المهمة,الخيانة الوطنية لبعض الاطراف المشاركة في العملية السياسية,الخ.),وقد لاحظ الشعب العراقي عن قرب كثافة واتساع رقعة التغلغل الارهابي المتواجد في المناطق الحاضنة له
(الانبار,ديالى,الموصل,كركوك),وتعرف عن كثب على حجم الدعم الخارجي المقدم لهم,فلانسمع شيئا عن ضحايا الارهاب لا في القمم العربية ولا المؤتمرات الاقليمية,فقط نسمع ان الحكومة طائفية….
, وان المكون العربي السني مهمش,ومن نفس الاصوات التي دمرت قلعة الصمود العربي بلاد الشام سوريا(قطر -تركيا -السعودية),ولهذا نعتقد جازمين ووفقا للتقديرات والتحليلات والاستنتاجات الشخصية والعامة,ان الانتخابات القادمة او القريبة تعد بمثابة الاختبار التاريخي للشعب العراقي,ولبعض القوى والشخصيات المشاركة فيه,سترسم نتائجها خارطة الطريق الوحيد للخروج من نفق الانهيار والابتعاد عن شبح التقسيم ,وان تعذر الحصول او الوصول الى تلك النتائج لاي سبب كان,فمعناه ان الدورة الانتخابية السيادية الثالثة ستكون كارثة الوطن,سوف لن يستطيع احد ان يقف طويلا او يصمد امام الزخم الارهابي الموجه لبلادنا وللدول القريبة من توجهاتنا السياسية والثقافية والتاريخية,فلاتسمح ايها الشعب من ان يكون مصيرك ومصير وطنك بأياد قذرة لوثتها دولارات الاعداء الغرباء,ولاتجعل من شعارات المتآمرين عليك وعلى ابناء وطنك حجة رخيصة لبيع الاصوات الانتخابية,او التقاعس عن وضعها في الحقل الوطني الامن,واعرف ان الامة العظيمة لايقف ابناءها عند التفاصيل الجانبية,ولايسمحون ان يستغفلهم الاغبياء,فيصبحون اداة طيعة للتخريب والانتحار…..