23 ديسمبر، 2024 4:29 ص

مصير العرب الجديد (المرسوم) للالفية الثالثة؛

مصير العرب الجديد (المرسوم) للالفية الثالثة؛

(لاحرية ورخاء في مصر ولااستقلال وكهرباء في العراق)
انا من مؤيدي نظرية المؤامرة ولاشك ، اقصد من مؤيدي حقيقتها ، بل أنا من أشد مؤيدي ذلك كما هو معروف ، ولا أخشى لوما او عتبا لاني اتحدّى من يأتيني بما يناقض مااقوله واعرفه ، لاعلي بما يقولونه امام غيري ، قل امامي واصمد عند المحاججة وساتبعك مختارا .
ولعلّي من القليل الذي استمر بالقول بها حينما جاءت (موضة انكارها) عند المثقفين العرب ، والمعروف ان مثقفي العرب-إلا مارحم ربي-موضات وخطَرات ،فهم ملحدون عندما يروج الالحاد وعلمانيون عندما تروج العلمانية ، وهم رافضون للقوّة اذا امتلكها المسلمون (فستكون اما ارهاب او اخوان او دكتاتورية او توسعية) ومؤيدون لها اذا امتلكها الغرب (فهي عندهم حق وتطوير وعولمة وامن قومي).
وعليه فقد رفضوا نظرية المؤامرة فيما رفضوه من (حضارة الاسلام وتغوّل الغرب وعدم مشروعية وجود اسرائيل وعروبة القدس و،،و)
وأُبتُلوا بامثالي -بفضل الله – فقد عجزوا عن سوق حجج تنافي ماسقناه على مر السنين عن صحة وجود المؤامرة وخرافة نظرية التطور وامثالهما، وماكان لهم الا الكلام المرسل من قبيل (يا اخي الى متى تعلقون تخلفكم على شماعة المؤامرة،،وغيرها من الاقوال المكررة والتي لاترد على شيء من الأدلة المنطقية والوثائقية والواقعية الملموسة) .
واليوم نعود الى مُخرجات هذه النظرية الثابتة والتي منها (سايكس بيكو) الجديدة وبثوب جديد ، فعنوان المقال هو (الخطوط لحمراء التي وُضعت لبلدان العرب)، (الحلقة الاضعف) في بلدان المسلمين ، ووضعت لبقية المسلمين ايضا ولكن منهم يحالفه الحظ فيتفلّت قليلا ومنهم من يخنع ، الأمر تماما كمرور سرب الحمُر الوحشية من جانب زمرة الاسود ، موضوع حظ وقدر أَن يفلت واحدٌ برفسة او ربما ضربة عشوائية تُصيب الاسد في فكّه فيُفلته مؤقتا ، ولكن يبقى محاطا من الاسود في كل حين ،أما من سلّم رقبته بهدوءوأرخى قدميه القويتين له فلا مفر من اكله.
ماليزيا رفَست وفلتت وباكستان اصابت الاسد في فّكّه ويتحين اليها فرصة جديدة ، وتركيا تُناور زمرة الاسود علّها تنجو.
العرب لا مخالب لهم للعضّ ولا سيقان للجري ، وعليه فان هناك عملاء ينفّذون للغرب مقابل مكافاة الكرسي والحياة الرغيدة وهؤلاء بلا شرف ولا عقيدة . كرامتهم اولادهم وعقيدتهم العيش وشرفهم المال ، واذا فلت الزمن وجاء برجل ولو بنصف شهامة يقتلوه واذا صحى ضمير احدهم يفصلوه ويؤدبون به من يليه .
لذا فالخطوط الحمراء والممنوعات مستمرة ما استمر خنوع الشعوب لهؤلاء الحكام ، وممّا تقرّر في الغرف كذلك من غير ماقُسِمَ لمصر والعراق في القرن الجديد هو أن لاهدوء في المنطقة ولا استقرار وتجزئة المجزّأ وتفريقه، وتسخير الاعلام الاجتماعي للتطبيع وترويج نبذ الاسلام (ولو بطرق غير مباشرة) (كتجديد الخطاب) او (قرآن نعم سُنّة لا!) او (عمائم السوء ومشايخ التخلف!) او (حرق كتب التراث لانها رمز الانغلاق وسببه)!
أشياء مثل هذه لاقت رواجا كبيرا عند الناعقين وراء الغرب -تباهيا- وعند المنتفعين من تمويله السخيّ -ماديا وفكريا- وعند المغَيّبين المنبهرين به-نَقصا نفسيا- وعند المتبنّين للالحاد والتطورية -تفلّتا من قيود الدين الاخلاقية- وكذلك عند المطبّلين سفَها دون هدف او فائدة .!
وحدث أن الغربيين وبعد تجربتهم “المزعجة” مع آخر جيل من الدكتاتوريين المحاربين ، والذين كان لديهم شيء من الكرامة الوطنية وحياء المرجلة ولذا كانوا يتمردون من حين لآخر في العراق او فلسطين او ليبيا او السودان وامثالهم ، بعد تلك المفاجآت انتهت السماحات وانتهى موضوع ترك الاشياء للمصادفات ، وفي القرن الجديد فانه لاقبول لدين حق في بلاد الحرمين ولا لحكم الشعب في الشام واليمن ، ولا استقرار في ليبيا ، ولا اسلاميون في الجزائر ، ولا مدنيون في السودان ولا رخاء وحرية في مصر ولا استقلال أوكهرباء في العراق.
ولكل واحد من هذه الممنوعات سبب مقابله ، صار يعرفه الجميع ، ولا سماح بشيء من التنفّس الا للخليج فهو شريك في التآمر وبؤرته في هذا القرن ، وأملهم في تنفيذ كل الاجندات الفكرية والعقائدية والسياسية والجغرافية (مَن قَبلَ ومن لم يقبل) ، (وسبب كون هذا الجزء من الشعب العربي هكذا-مع وجود استثناءات كثيرة عند الخليجيين طبعا وعدم التعميم- ولكن عموما، السبب معقد وطويل الشرح لامقام له هنا منه؛ كونهم حديثو عهد بالنعمة وترك البداوة وشظف العيش ، وغير مستندين الى فكر او حضارة عميقة من بعد نزوح الاسلام الفكري من الجزيرة وتعمّد تشويهها وتجزئتها ،ولاجرّبوا ماجرّبته الشعوب العربية الكبرى -في المشرق والمغرب- من تقلبات فكرية وثقافية كبيرة انضجت وعيهم بشكل ما) ولذا (فلابد من حماية استقرار الخليج الشكلي الخارجي) ولابد من جعله محط نظر من اشقّائه من حوله ليغاروا ويتحسروا ويطمحوا ان يكسبوا رضى الغرب واتباع دينه وفكره ليستطيعوا ان يستمتعوا ببعض ثرواتهم الوطنية ، ونموذج الخليج واضح (مساحات اصغر للدول أي دويلات ، وانسلاخ خلقي وتراثي وديني كامل) ،،أطِع تُكرم،، هذه الجزرة ، أما العصا فحاضرة ، الدكتاتوريون والتجويع ونهب الثروات والحروب الداخلية والفساد واسرائيل وايران ، (وانت حر اختَر ماتشاء) .
هذا مصيرنا المرسوم للألفية الثالثة ، هو “مرسوم” وليس شرطا ان يكون “محتوم” ، فننتظر صحوة شعوب العرب وننتظر عصر تنوير لايُقتل فيه المفكرون وانما تحميهم شعوبهم الحيّة ليسيروا وراءهم ويصنعوا نهضة ، والا فلا مفر .
“والله بالغٌ امره”
(توضيح: الكهرباء في العراق تعني التقدم ، والمصريون اذا نالوا الحرية ورخاء العيش تقدموا، وهكذا.)