صدر للكاتب الصحفي شيرزاد شيخاني كتاب بعنوان “مصير الاسلام في نقد التراث وتجديد الخطاب” الطبعة الاولى لسنة 2020 عن دار قناديل العراقية، بتصميم فني جميل وبمحتوى نقدي فكري قيم، وقد حمل الكتاب المقالات التالية:
المقال الاول بعنوان السقيفة والدولة ويتضمن موضوعي الفتنة الكبرى وعبدالله بن سبأ جيفارا الثورة.
والمقال الثاني بعنوان دولة الملك والخلافة المزيفة وبتضمن معركة الجمل، معركة صفين، التحكيم، معاوية ملكا.
والمقال الثالث بعنوان الفقه والسياسة ويتضمن مواضيع الفتاوي وتنقية الاحاديث والسنة النبوية، واحاديث ضعيفة اخرى، وتفاسير خاطئة للقران الكريم، واكذوبة عذاب القبر، وفرية الناسخ والمنسوخ، والمرأة المظلومة في الاسلام.
والمقال الرابع بعنوان جدلية السياسة والدين ويتضمن التطرف من صحراء الجزيرة الى عاصمة النور، والغزوات العربية الاستعمارية، والروافض والنواصب، لفظ الشيعة في السنة، والخلاف الشيعي السني.
والمقال الخامس والاخير بعنوان مصير الاسلام ويتضمن تجديد الخطاب الديني، ومستقبل الاسلام، واخيرا المصادر والمراجع.
في مقدمة الكتاب يذكر الكاتب شيخاني ان “هذا الكتاب يحاول ان يجيب عن الاسئلة، وسيحاول ان يناقش العديد من القضايا الكبرى واالشائكة التي مازالت تعصف بالمجتمعات العربية ومجتمعاتنا الاسلامية، وسيسعى للحصول على اجابات مقنعة لكل ما يشغل بال الجيل الحاضر من هواجس ومشاكل يومية يعانون مننها”.
وبخصوص مصير الاسلام يؤكد الكاتب وجود “تحالف مشبوه بين القوى الظلامية من السلفيين وشيوخ التطرف وبين الحكومات العربية، وتجلى ذلك بكل وضوح في مغازلة تلك الحكومات للحركات السلفية والجهادية، بل في لعض الاحيان دعمها بالاسلحة والاموال لزعزعة امن بلدان المنطقة واستقرارها”.
ويضيف كاشفا “مشكلتنا اننا نقتل بعضا بسبب خلافات وقعت قبل اربغة عشر قرنا، ولحد الا لم نستطع ان نتوافق ولو على الحد الادنى من مشتراكاتنا المذهبية ولا على توحيد مناهج التعليم الديني بمدارسنا، والاهم من ذلك هو اننا لم نستطع ان نتقي تراثنا لكي نجدد خطابنا الديني”.
وفي محاولة من الكاتب فهو يجد ان مهمة التجديد في الخطاب الاسلامي تقع على كاهل مؤسسة دينية اسلامية كبيرة عريقة ومعروفة عالميا، فهو يقول بهذا الشأن “ان مهمة تجديد الخطاب الديني الاسلامي تقع بالدرجة الاولى على عاتق الازهر لانه احد اهم المؤسسات الدينية التي تخرج طلاب العلم وتوزعهم في انحاء العالم الاسلامي، والمهمة ليست عسيرة اذا تفتحت عقول علماء هذه المؤسسة واستوعبوا الحالة المزرية التي يعيشها المسلمون بسبب افكار التشدد والتطرف التي جعلت من كل شعوب وامم العالم تكره المسلمين وتحارب الاسلام بشتى الوسائل”، وهنا يرى الكاتب ان مهمة التجديد في الاسلام لابد ان يتم اولا في تجديد الخطاب الديني الاسلام لانه متعلق بعقول علماء الدين الذين بطرحون افكارا مشوهة وغير سليمة وغير صائبة عن الاسلام لا من ناحية المنطق ولا من ناحية العقل.
وفي ختام الكتاب يدعو الكاتب شيخاني الى “التركيز على دور الحكومات لوقف شيوع الفكر الارهاابي المتطرف، ويكون ذلك باصدار قوانين ضاغطة على المؤسسات الدينية من اجل وقف تأثيره في الساحة السياسية”. ويضيف قائلا “وعلى الدولة ايضا ان تمنع تماما بث القنوات الدينية وظهور الدعاة الاسلاميين على شاشات الفضائيين”.
وبحسب قراءتي وجدت موضوع “المرأة المظلومة في الاسلام” من المواضيع المهمة والقيمة التي سلط الكاتب الضوء عليه، وهو بحاجة الى قراءة متأنية مفصلة للخروج بما يلزم لتحرير المرأة من الظلم المفروض عليها منذ عشرات القرون، وهي الام والزوجة والاخت والمربية والمعلمة لكل انسان مهما كان دينه ومذهبه وعرقه، ويا حبذا لو تمكن الاستاذ الكاتب من تناول هذا الموضوع بالتفصيل في كتاب لاحق.
وبالختام نأمل ان تقع عيون الكتاب والمتتبعين للشأن الاسلامي على هذا الكتاب القيم الذي يحمل رؤية جديدة لقراءة ونقد التراث الاسلامي، ويحمل في متنه دعوة منطقية وعقلانية متجددة لتجديد الخطاب الديني الاسلامي، مع امنيات التوفيق للكاتب القدير شيرزاد شيخاني وتحقيق المزيد من القراءات المتجددة للتراث والفكر الاسلامي.