22 نوفمبر، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

مصيبة  انفجار الكرادة عجيبة غريبة

مصيبة  انفجار الكرادة عجيبة غريبة

هذا المقال ليس  تحليلا سياسيا مملا  لواقع متردي يمر به العراق  .. وليس  عرض فنتازي يحرك احاسيس القاريء نحو قضية ثقافية او اقتصادية او سياسية .. انه مقال مستنبط من واقعنا المؤلم الذي نعيشه في العراق  يستعرض ما يتعرض له  المواطنون من مآسي .. انه مقال لايخاطب العقل بقدر ما يخاطب الاحاسيس العاطفيه  لتؤشر  حجم ماساة انفجار الكرادة بكل ابعاده الانسانية ..  انه تحريك للدموع لان تنهمر بعد ان نسي المواطن الضحكة  فباتت ضحكاته مفتعلة  بلا احاسيس رومانسية كما تعيشها شعوب الارض  التي سلمت من هذا البلاء .. انها احاسيس المشاعر الكامنه  التي لابد لها ان تنفجر كالبركان  لتحرق كل المستبدين وتجار الحروب  والخونة  وسراق المال العام  .. 
انها احاسيس الغضب  الكامن في قلوب العراقيين التي اكتوت بنار الحقد الاعمى  الذي يستهدف العراقيين بكل انتمائاتهم وطوائفهم الدينية .. ونقولها بصراحة ان مايجري في العراق  حالة غريبة فاينما تجولت ترى  مصيبة .. ومصيبة سكان الكرادة   عجيبة  غريبة مات فيها مئات الشبيبة  كانوا يسعون كاي انسان في ارض الله الحبيبة  لقتل الملل من ايام رتيبة .. تجمعوا  في  المقاهي  يتضاحكون  ببراءة  كلٌ يسعى للبحث عن  طبيبه  .. يضحكه  يقتل الملل في نفسه  .. وفجأة  سمعوا دويا  انطلق من خارج الاسوار .. فاذا به  لهيب من نار.. صعد لهيبها الى اخر الدوار.. متخطيا كل الاسوار  .. عم الصراخ  كل  يركض باتجاه يبحث عن  منفذ  او منقذ  ينقذه من  هذا البلاء .. بغير موعد جاء ..  صعد البعض للسطوح لكنهم وجدوا  الابواب مغلقة طلبوا الرجاء ..من هذا البلاء .. لم يستجب لهم القدر فضاع البشر.. واحترقت حتى العصافير على الشجر..  تفحمت اجساد  الشباب واياديهم مرفوعة للسماء.. تدعو الباري عز وجل ان ينقذهم من هذا الفناء..  بينهم كانت طفلة  صغيرة اسمها سناء ..جاء بها اهلها  لشراء ملابس الوانها بلون السماء ..كانت فرحة  مستبشرة بعيد سيحل عليها  ولم تعلم سناء ان  جسدها سيكون بعد دقائق محفوف بالفناء .. كان احمد  ذو العشرين عاما  يلاطف بكلماتٍ بريئة اصدقائه عدنان وغسان وفجأة ًسمع دوي  اعقبته نار ارتفعت بعلو السماء  .. 
نهض احمد من مضجعه محتضنا غسان خوفا ورعبا من انسان باع شرفه للشيطان واحدث  هلعا في كل مكان .. ركض احمد  الى السلم لينقذ نفسه  من  الشيطان  فوجد  المكان.. وقد انتشرت فيه سحب النار والدخان .. دخل غرفة منزوية  فوجدها مكتضة الاركان .. عم المكان ظلام دامس انتشر فيه الانس والجان.. الكل يصرخ يناجي ربه  يبحث عن منفذ  اينما كان .. دخل ملك الموت  غرفتهم بعد ان فتح البيبان .. صرخ احمد  مذعورا وهو ينادي اباه  ” انقذني  ابي  لقد جفت دموعي واصابني الغثيان ” اطل احمد برأسه  من نافذه  وهو يتمايل في مشيته  كالسكران..  فشاهد  صديقه عدنان .. محترقا  وهو يصرخ باعلى صوته  ” انقذوني لقد  احرقتني النار وصرت  اسودا بلون الدخان .. صرت فحما اسودا  ملقى على الارض  لا اقوى التنفس لقد اصابني الغثيان ” صرخ احمد  وهو يتلوى الما يبحث عن مكان  ياويه من غدر الزمان.. صرخ باعلى صوته  ” امي انقذيني  من موتٍ لا اقوى  مقاومته  انقذوني انا انسان ” احترقت ملابسه  فبات  اسود الجسم عريان .. مات احمد  حرقا  وسُجِّل في سجلات الموت  رقما بلا عنوان ..  احترق المكان ولم ينجُ منه انسان .. 
واصبح البنيان  متوشحا بلون اسود  بعد ان كان معلما من الجنان .. خيم  الموت  ارجاء المكان  وجاءت النسوة  مسرعات  للبحث  في كل ركن من الاركان  فلم يجدن  غير جثث متفحمات  حتى الملابس احترقت  واصبحت في خبر كان .. صرخت النسوة  والدموع تنهمر من عيونهن  وهن يبحثن في كل الاركان .. لم تجد ام احمد  التي جاءت مسرعة  حافية القدمين  وهي تصرخ تبحث عن الربان  .. ربان سفينتها  وهو يحمل القرآن  اهدته له  ليضعه فوق صدره لينقذه من الانس والجان  .. تجاوزت  الناس وهي تنظر الى بناية صبغها الدخان .. مُنِعَت من دخول  قبرا كبيرا  ساده  الصمت وانتشرت فيه  جثث متفحمة منتشرة تحت الاطيان ..قالت “اني ام  احمد ووليدي اعرفه  سباح الكلب خلوني اشمه  “.. 
قال لها الناس  المتجمهرة امام القبر” يمه  الناس صارت فحم وما ممكن اتعرفينه ” قالت ” بس اصيح يمه اكعدنه ما عليكم  بي ريحة حليبي وارد أشمنه ”  دخلت ام احمد بين الانقاض  وهي تصرخ ” اوليدي وين الكاك كلبي عليك ولهان فدوة  العينك اني احبنك لتموت مني زعلان  .. نايم بالكبر والعيد  مر بيه .. ” صرخت ام احمد  واحتضنت جثة متفحمة  مجهولة المعالم  وبدأت بشمها  وتقبيلها وقالت ” مو كلتلكم اني اعرف حبيب الروح هذا ابني ..  اخذه ملك الموت هذا حبيبي الي ايداوي  جروحي  خلوني اشمنه  .. خلوني اشبع منه .. خلوني اموت يمه  ” وانتهت  المسرحية  التي اعدت فصولها  ايادي خبيثة .. وبدأ  ملك الموت  يستعد لحصد الارواح في الفصل الثاني من المسرحية التي ستكون حتما اكثر بشاعة من الفصل الاول .. و سيكون وقود ها قتل المزيد من  المستضعفين..   ويبقى قلب ام احمد ينزف دما  ويبقى الجرح  عميقا  لايلتئم  .. وتبقى فصول المسرحية لها بداية وليس لها نهاية . 

أحدث المقالات