الكثيرون استبشروا خيراً عندما اصبح السيد العبادي رئيساً لوزراء العراق بدل نوري المالكي . ذكرتُ في مقال سابق لي ( تنورالعراق ومحراث العبادي ) بأن الرجل غير قادر على احداث اي تغيير رئيسي واساسي في العراق لأسباب موضوعية كثيرة من اهمها انتمائه لحزب الدعوة كما سلفه المالكي . لو كان حزب الدعوة والمؤتلفين معه والدول الساندة لهم غير راضين عن سياسة المالكي لسلك طريقاً آخر غير طريق الطائفية و التخريب والتدمير واثارة الفتن واشاعة الفساد , بمعنى اكثر وضوحاً علينا تحميل حزب الدعوة والمؤتلفين معهُ المنظوين تحت جناحي أيران واميركا المسؤولية الكاملة عن الكارثة المهولة التي حلّت بالعراق وشعبه بالدرجة الاساس قبل ان نحمّل المالكي او اي شخص آخر منتمي او يعمل او يتعاون مع هؤلاء , مثلما أُجبِرَ المالكي عن التنحي من منصبه كرئيس وزراء ينبغي المطالبة شعبياً وعربياً ودولياً بإبعاد هذه الاحزاب لأنها فشلت فشلاً ذريعاً في ادارة العراق ولم تقدم له سوى الخراب والدمار والاسوء بدل الافظل . كذلك تحميل دول الاحتلال وعلى رأسها اميركا وبريطانيا وإدانتها يومياً صباح مساء على مايحدث في العراق من مساوئ جراء احتلالها للعراق . وايضاً اشعار كل الدول التي ساهمت بالعدوان إشعارها بالذنب لما اقترفته بحق الشعب العراقي وتذكيرها بأستمرار بجرمها وفعلها القبيح الذي صنعته بموافقتها اميركا ومساندتها في عدوانها , أشعار هذه الدول وشعوبها مثل اليابان واوكرانيا واستراليا وهولندا وغيرها من الدول التي شاركت بالعدوان , ينبغي العمل على مخاطبة شعوب هذه الدول عن طريق المجالات الاعلامية والفنية من قصة ورسم ونحت وأغنية وموسيقى وسينما ومسرح ورواية ومقال ,
مخاطبة شعوب هذه الدول وإظهار ما وصل اليه العراق من تردي بسبب عدوان حكوماتهم واستثمار حتى ظاهرة داعش التي انقلبت عليها الدنيا بأنها نتيجة لأفرازات الاحتلال الباطل للعراق , نخاطب هذه الشعوب ونظهر لها ما كان عليه العراق قبل الاحتلال وما آل اليه الحال بعد الاحتلال , وايضاً الشعوب العربية التي ساهمت بالعدوان والساكتة عن ما يجري فيه من كوارث . هل هذا جزاء الشعب العراقي الذي قدّم لكم أغلى ما يملك من دم ومال ونفوس طاهرة ابية ( الجود في النفس اسمى غاية الجودِ ) و خاصة مصر وسوريا والاردن ولبنان وعموم دول الخليج وغيرها من الدول وحتى تركيا حينما تتعرض للكوارث الطبيعية وفي حربها مع اليونان من مونها بوقود طائراتها مجاناً وحاجياتها الاخرى , بل وحتى ايران حينما تعرضت للزلازل , اليس من واجب العرب ان يجتهدوا ليجدوا حلاً للكارثة العراقية وهم اول من ساهم بصنعها وايد احتلال العراق , لا يمكن ان ننسى ما فعلته القوات المصرية في الكويت بالجنود العراقيين وخاصة في معارك مطار الكويت عندما ذبحت القوات الخاصة المصرية الجنود العراقيين بعد أن نفذ عتادهم ولم يستقبلوهم حتى كأسرى وكذلك القوات السورية وغيرهم من جيوش العرب إنهم كما يقول المثل ( أرانب على الاجانبِ ولكن على ابناء جلدتهم اسودُ ) ناسين ما قام به العراق وجيش العراق من فضل في كل من مصر وسوريا والاردن وغيرها من الدول , مساعدات ومشاركات منتظمة في السلم والحرب , ومع كل ذلك اسطفّوا مع اعداء العراق والعرب والمسلمين , كذلك الأمم المتحدة التي راحت تهرول للوصول الى البند السابع والتي تكيل بمكيالين , هذا بشار مستمر في ذبح الشعب السوري ماذا فعلت له الامم المتحدة وهذه الميليشيات العراقية المرتبطة بأيران والتي تذبح يومياً بأهل السنة والجماعة وتخرب مساجدهم وبيوتهم ماذا فعلت الامم المتحدة لهم . بالمناسبة أن مصر هذه ليست اول مرة تقف ضد العراق ففي زمن عبد الكريم قاسم عندما حاول استعادة الكويت سارع جمال عبد الناصر في ارسال القوات المصرية مع القوات البريطانية ضد العراق اصطف مع بريطانيا التي احتلت قناة السويس عام 56 ( العدوان الثلاثي ) وشنت حرباً على مصر ونسيت مصرمواقف العراق وشعبه . أثناء هذا العدوان , اليس من المنطق بمجموعها هذه الدول وشعوبها أن تعمل وتطالب بحل للكارثة التي حلّت في العراق بسببهم , أم طبخوا داعش واستطيب لهم مذاقها لذر الرماد في عيون شعوبهم على إنها العدو الاول والاساس في سلّم الأولويات وليس هناك غيرها غطت بها عيوبها وعجزها عن مساعدة الشعب العراقي كما عجزت في السابق عن حماية مقدساتكم ( القدس ) وابناء عمومتكم الشعب الفلسطيني وتاجرتم بمصيبته كما تتاجرون اليوم بمصيبة الشعب العراقي والسوري واليبي , لا بل عجزتم حتى عن تحرير اراضيكم ومراعاة مصالح شعوبكم فرحين بمحاربة داعش , والتي هي عبارة عن شاخص وهدف وهمي مستعرضين بطولاتكم الواهية والكاذبة , رويداً رويداً ستحيق بكم الكارثة واحداً تلو الآخر وسيحيق بكم وببلدانكم الخراب , تدركون تماماً بأن ما يجري هو ( مشروع صهيوني قديم ) مخطط لهُ مسبقاً لكن انانيتكم و أملكم بالبقاء متفردين وتعملون تحت شعار ( إذا متُ ضمآناً فلا نزل القطر ) ,
تشغلون انفسكم وشعوبكم بمسائل ثانوية وتتجاهلون الاسباب الرئيسية من باب اإيهام واشغال شعوبكم كل ذلك من اجل بقائكم في الحكم . ابقو على عروشم وتمتعوا هنيئاً لكم , لكن بالمقابل اعملوا من اجل مصالح شعوبكم ودينكم , لا يلام صدام عندما علق على مقتل الطفل محمد الدرّة من قبل الصهاينة ( القصة المعروفة ) رداً على تعليق حسني مبارك رئيس جمهورية مصر أنذاك مخاطباً إياه ( جر سيفك أخي ) وقال مسترسلاً مديناً الحكام العرب قائلاً ( يا جيوش التِفرِح الصدر ) جيوش للأستعراضات فقط . كذلك القذافي مزّق كراس ميثاق الامم المتحدة ورماه وراء ظهره أمام مشاهدي القنواة الفضائية . حالات بسيطة وكلام بسيط لكنه صادم , صادم للحكام العرب وحكام الدول العظمى صاحبة مجلس الامن الدولي المتحكمة بالعالم , ما جرى ويجري في العراق كارثة عالمية كبرى أكبر من الكارثة التي حلّت بألمانيا واليابان . بمجرد انتهاء الحرب عليهما هرع العالم لأعادة بناء وتأهيل هذه الدول لتعود الى طبيعتها وتعيش وتأخذ مكانتها بين دول العالم وتتبوء مراكزها المرموقة كما كانت كسابق عهدها قبل الحرب . الا البلدان العربية وشعوبها المغضوب عليها تبقى على خرابها ومصائبها , مثل ما جرى على الشعب الفلسطيني منذ 77 سنة وجاري لحد الآن .
وعلى العراق وسوريا وليبيا , وما جرى على مسلمي روسيا ( الشيشان ) والصين و مسلمي البوسنة و مسلمو بورما ميانمار ( الروهينغا ) ونيجيريا وغيرها من بلاد المسلمين , ويقول أوباما الرئيس الاميركي ( خطئ ما يقال إنها حرب على المسلمين ) إذاً بربك سيد أوباما ما تسمي ذلك . في العراق وليبيا دكتاتورية وأسلحة تدمير شامل , قتلتم صدام والقذافي ودمرتم واستوليتم على اسلحة التدمير الشامل وماذا بعد ذلك الا ينبغي ان يتحسن الحال أم يبقى الخراب والدمار والحقد والتخريب والذبح والايغال فيه الى يوم يبعثون متى سيتوقف ذلك ايها الاميركيون والبريطانيون والفرنسيون والحكام العرب , تبغون رأس صدام ام رأس حزب البعث ام رأس الشعب العراقي وهل صدام والبعث وشعب العراق حالة واحدة أم ماذا , أصبح الوطن العربي ضيعة تجول وتصول فيه ضباع وجحوش وكلاب , أميركا واسرائيل وايران والكل شاهرين خناجرهم ويطعنون في هذا الجسد المقتول الا يكفيكم ذلك , مصيبة العراق مؤامرة دولية كبرى وحكام العرب متورطين فيها , لا نستطيع ان نقول الا اللهم ربي ارجع الشر والخراب والدمار على كل من اراده لنا اللهم اعطيهم مثل ما يتمنون لنا.