22 نوفمبر، 2024 7:27 م
Search
Close this search box.

مصلخ العروبة يُدار بسكاكين السعودية وإيران

مصلخ العروبة يُدار بسكاكين السعودية وإيران

من يُراقب التصرفات السياسية السعودية عبر التأريخ لا يجد فيها غير التأمر والخيانة وطعن العروبة وتمزيق وحدتها ، ومن يُراقب تصرفات إيران البهلوية أو الخمينية ، يجد بسهولة أنها تنتظر ما تقوم به السعودية وأعوانها بتمهيد الساحة السياسية العربية ، كي تتدخل لتقوم بدورها المطلوب وتستثمر الأحداث وتجيرها لنفسها .

أنها مسرحية أبطالها مختلفين قومياً وطائفياً ، ولكنهم متفقين على توزيع الغنائم والساحات ، والشعب العربي وتماسك الأمة ومقدراتها وفقرائها وجياعها ، هم من يدفعون الثمن على الدوام.

المصيبة بنوعية التفكير الذي يحمله الإنسان العربي أينما وجد سواء على سواحل الأطلسي في المغرب وموريتانيا أو في ضفاف الخليج العربي أولئك المواطنين المخدرين على الدوام كأنهم من أصحاب الكهف لا يفكرون إلا بكروشهم وشهواتهم الجنسية ، أو من هم على شواطئ المتوسط اللذين جرفتهم أهازيج الطائفية ، وأصبحوا جزء من الأدوات المستعملة في الذبح والتقتيل .

من ينظر لما جرى ويجري ، شيء متشابه ، وأغنية بلحن واحد ومعزوفة يتم أعادتها كل مرة بطريقة وتصوير جديد ، ولكن اللعبة ذاتها والهدف نفسه ، منذ نشأة الأطماع العثمانية وتبعتها البريطانية التي تمثل حلم الروم ، ومنافساتها الفارسية والتي أشترك جميع هؤلاء الطامعين بحلم واحد وهدف واحد .

لأن المصلخ السعودي لا يعرف الذبح إلا أن تكون السكاكين يهودية تحت عنوان وهابي ، ولا تكتمل الذبيحة إلا أن يشارك فيها العجم من قم وطهران ، كي تصبح الأدوار موزعة بالشكل المطلوب ، ويصبح المشهد أكثر بريقاً حينما يدخل العثمانيون على خط الأحداث فيخرج العرض متكاملاً والأبطال هم ليس عرب أو مسلمين ، فقد تم استبدالهم بألقاب جديدة سنة وشيعة ، نواصب وروافض ، ولابد من كل جهة أن تدافع عن طرفها بحمية بالغة حتى تكتمل الصورة.

ما لكم يا عرب ؟؟ أنا لا أكلم الحكام الفاسقين والكذابين والنصابين والعملاء والجواسيس من الجبناء والمرتزقة وأبناء الزنا ، أولئك المتحدثين باسم العروبة والإسلام زوراً وبهتاناً ، لأنهم لا يمثلون هذه المكونات على الإطلاق ، ولكني أكلم الشارع العربي الذي يُستخدم كالخراف ، والبهائم ، يتلاعبون به وبمقدراته ، وهو مغفل يساق كالنعاج ، ينفذ المؤامرة من دون تفسير ويكون جزء من أدواتها مستخدماً غبائه وهو لا يعرف ماذا يفعل .

لبنان ، العراق ، تونس ، سوريا ، البحرين ، ليبيا ، مصر ، هذه البلدان العربية بأصالتها وجذورها وطبيعة أهلها وعنفوانهم ، تم ذبحها واحداً تلو الآخر ، جعلوها تنشغل بنفسها وبهمومها ، كي لا تلتفت لمصيرها المشترك ، ولكي لا تصبح موحدة قوية ، تستفيد من رقعتها الجغرافية الممتدة في قلب الكون ، ومنافذها البحرية التي تمثل شريان الحياة العالمي ، وأن لا تستغل ثرواتها الهائلة للتنمية ورفاهية شعبها الجائع في مكان ، والمتخم في مكان آخر .

هل سمعتم يوماً إن ساحة الصراع العسكري والأمني في جزيرة العرب أو ما تسمى اليوم السعودية ؟ طبعاً لا ! وهل سمعتم أن هذا الصراع كانت ساحته مدن إيران وشوارعها ؟ بالتأكيد لا ! أو تصفية الحسابات تمت في مدن عمنا العثماني العصملي ، لم و لن يكون !

لأن المخرج قد وزع الأدوار بعدالة تتناغم مع مصالحه الخاصة ، ولا ينظر أو يلتفت لمصالح الممثلين ، لأنهم مجرد أدوات سينتهي دورها في وقت ما .

لمصلحة من يدمر الجيش اليمني ، وقواعده الجوية ، وحتى مطاراته المدنية ، ومحطات الوقود ومصانع الألبان فيه ؟ وهو بلد فقير لا يقوى على إعادة بنيته التحتية كما تفعل البلدان الغنية ، لمصلحة من دمر الجيش العراقي ، وتم حله وتشريد أفراده ومنتسبيه ، وهدر عقيدته العسكرية وبعثرة أسلحته الثقيلة والخفيفة ، كي تستولي عليها العصابات الكردية والإيرانية ؟ لمصلحة من دمرت سوريا ، أرضها وبشرها ومنجزاتها وتحول إلى خراب في خراب ؟ لمصلحة من دمرت ليبيا وتحولت إلى مجموعة من العصابات يقتل بعضها البعض ؟ ولمصلحة من يتم زج مصر في معركة خاسرة منذ البداية كي يتم ألهاء جيشها بمعركة بعيدة عن أصل الصراع العربي الإسرائيلي ، مقابل حفنة من الدولارات والهبات التي أعطيت لحسني مبارك الجديد ( عبد الفتاح السيسي ) حينما حدثت عملية تجميل للصورة السياسية المصرية لا أكثر لامتصاص غضب الشارع المصري !

كل ذلك يتم ويحصل تحت عنوان واحد تسميه السعودية التحالف العربي ضد العرب ، لأن إيران تحصد النتائج مما يفعله مشايخ الفساد الخليجي مدعومين من أسيادهم في لندن وواشنطن وتل أبيب .

متى ينتفض الإنسان العربي على جهله وخنوعه لهؤلاء المجرمين الحاقدين من الانكليز والفرس والوهابية التكفيرية ، متى نُنزعهم قميص عثمان لنكشف ادعاءاتهم بأنهم يحبونه ويبحثون عن قاتليه ؟ ومتى نطالب بأن نضع قاتلي علي وعمر بنفس قفص الاتهام لنحاكمهم على ما فعلوه بأمتنا وديننا .

متى نقطع رأس يزيد ونعيد رأس الحسين إلى أهله بالحجاز ، معززاً مكرماً كي يزيل أوباش أل سعود وخباثة الفرس وحيلهم ونمسح عفونتهم ومؤامراتهم الدنيئة بحق الأجيال .

ومتى ومتى ومتى هو السؤال الذي سينتظر الرد منكم يا أبناء أمتي العريقة الذليلة المنكسرة فأن الله سيحاسب الجميع عن قول كلمة حق بوجه حاكم جائر !

أحدث المقالات