وسط كومة الشعارات المستهلكة التي يرفعها المرشحون و المرشحات مذيلتاً بصورهم التي تلاحقنا في الشوارع و السيارات و أعمدة الكهرباء و كارتاتهم التي باتت أفضل لعبة يلهو بها أطفال محلتنا و هم لا يعلمون أنهم يلهون بصور أشخاص ربما سيرتقي بعضهم محافظاتنا أربع سنوات يلهون بها و بنا و بهم , فاما أن يكونوا عمال مخلصون يبنون محافظاتنا و يرتقون بها للافضل أو يكونوا مجرد معقبي معاملات في دوائر الدولة في أحسن حالاتهم أو رحالة يجوبون البلدان لقضاء أمتع أوقات حياتهم و أتعس أيامنا أو يكتفوا باللامبالاة و بالرواتب الدسمة إن لم يطمعوا و يطمحوا فيحترفوا الفساد لننتظر أخرى و تأتي أمة تلعن أختها و نحن نلعن ( الوكت الأغبر ) الذي جاء بهولاء رغم أننا نحن من وضعهم في مقاعدهم و سلطهم على رقاب الناس و مقدرات المحافظة لأختيارنا أناس إما فاشلين أو فاسدين أو ضعاف و عدم أختيارنا لأناس أكفاء و نزيهين و أقوياء لهم القدرة في حفظ الأمانة و صونها و إعادتها الى لأهلها أو عدم الانتخاب او المشاركة في الانتخابات ليبقى الوضع كما هو عليه ,
في كل ديمقراطيات العالم الانسان الفاشل لا يتم إعادة انتخابه مرة أخرى و الا فأننا نكرر الفشل و نلدغ من الجحر مرتين إلا في محافظاتنا العراقية فأننا نتمسك بالفاشل و الفاسد و الضعيف رغم حصوله على شهادات عالمية و عملية بالفشل و الفساد و الإفساد !! و هنا يطرح سؤال مسكين فسه من أعلى شاهق في عقل عراقي صريعاً بين أقدام العراقيين و هو يصرخ لماذا يعود العراقيون لانتخاب هولاء الفاسدين و الفاشلين ؟؟
و الجواب ببساطة أن العراقيين أصحاب مبدأ .. نعم لا تستغرب فهم أصحاب مبدأ لا كما يروج البعض إن العراقيين ليس لهم مبدأ …
و مبدأهم ببساطة يتلخص بكلمتين هما ( مصلحتي أولاً ..) فأغلب العراقيون يتحكم في خياراتهم المصلحة الذاتية و الشخصية مهما كانت تبعات و انعكاسات و إسقاطات هذا الخيار على المصلحة العامة و مصلحة الأمة أو ما تفرزه من أثار سيئة و سلبية على المجموع و رغم ان الحسابات المنطقية تثبت بالدليل أن سوء الاختيار سيعود بالضرر على الجميع بما فيهم نفس الشخص الذي استقصى مصلحته على مصالح البلاد و العباد فاين العقل في ذلك ؟؟ فاختيارنا للإنسان الفاسد حتى لو كان يتلائم مع المصلحة الشخصية للبعض كأن يكون هذا الشخص قدم له خدمة ما أو حقق له مصلحة م أو تربطه معه علاقة عشائرية أو اقتصادية أو اجتماعية او يطمع في المستقبل في أن يناله من هذا الشخص ( العرف) قطعة من كعكة السلطة او تقع عليه قليل من مركة يابسة بحسب المثال العراقي ( مركتنة على ازياكنة ) او ( الشجرة الي ما تفيء على أهلها لا خير فيها … ) و هكذا تتناغم الأمثال العراقية المتداولة مع المبدأ الذي يتبناه أغلب العراقيين و بالنتيجة سنبقى ندور في دائرة مفرغة من المصلحة الذاتية دون أن تتجاوز أذهاننا الى ابعد من أقدامنا و نضحي بالقليل من أجل هذا البلد و محافظاته التي ترزح و تشكوا من نير الفشل في مختلف مفاصله و سنبقى نلعن الفساد و المفسدين و الفاشلين في مجالسنا و واقع الحال أننا نفتخر و نعمل و نسعى لادامة فسادهم و فشلهم لان مبدأنا ثابت و يصعب تغييره و هو شعار يرفعه أغلب العراقيين دونما تردد (( مصلحتي أولاً .. ))