في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمحاربة الارهاب وفصائله المختلفة ومنها مايسمى بداعش الذي اثبت اجرامه بحق الانسانية جميعا غير ابه لقومية او دين او لرجل مسن او طفل فأن حال بعض احزابنا مازالت تلهث وراء المكاسب عبر الحصول على هذه الوزارة او تلك ووفق متطلبات تثير الكثير من علامات الاستغراب . ومع ان بعض الكتل او الاحزاب اسهمت وبشكل واضح ومؤثر في محاربة الارهاب الا ان الجو العام ومن خلال جلسات البرلمان يوضح للشعب العراقي بأن الحصول على وزارة او بمعنى ادق – بنك – لهذا الحزب او ذاك في اولويات هذا التكتل او ذاك . الى درجة جعلت من الدكتور حيدر العبادي في موقف قد يكون اكثر احراجا ! خاصة وانه ذكر في اول خطاب له بانه عازم على تخطي الصعاب وخاصة بما يخص الوزارات الامنية مانحا مدة اسبوع على انهاء الموضوع ! لكن الامور اضحت على غير ما كان يخطط له الدكتور العبادي بحيث اصبحت المطالب الوزارية فوق المتطلبات الامنية الى درجة اثارت الاستغراب لدى الشعب العراقي الذي كان ومازال ويبدو سيظل يئن من وطأة الارهاب !والغريب بالامر بأن هناك بعض من الدول الصديقة والشقيقة اعلنت موقفها في محاربة الارهاب متمثل بداعش ومن دون اي مقابل حيث دفعتها العلاقات الطيبة مع العراق الى اتخاذ مثل هذه المواقف ! عدا بعض الدول ومنها اميركا التي تحاول ان تغطي فشلها الذريع عند احتلالها للعراق . ومع ذلك كان يفترض من السادة المعنيين خاصة اعضاء البرلمان الذين انتخبهم الشعب ان يضعوا محاربة الارهاب في مقدمة جدول اعمالهم وعليهم اختصار الزمن ومن دون مماطلة فالوزارات موجوده والحمد لله والتعيينات موجوده ! فلا تفوتوا الفرصة عليكم اولا ! وعلى شعبنا الذي ينتظر منكم موقفا وطنيا وحازما في نكران الذات وجمع شمل كل العراقيين ومن دون ان يكون الشعار مصلحة حزبي وكتلتي فوق الاعتبارات الاخرى ! فالضحية هو الشعب لاغيره ومازال يضخ الكثير من الدماء جراء الانعكاسات الخطيرة لاجندة بعض الاحزاب المنضوية تحت قبة البرلمان ! لقد صبر شعبنا الابي كثيرا وتحمل معاناة لايتحملها اي شعب في العالم وقدم الكثير من الارواح . وقد استغل عرابوا الارهاب هذا التفكك في عدم اتخاذ القرار المناسب ليستغله ويستثمره لمصلحته وخير دليل على ذلك مسعى داعش الذي استثمر الخلاقات ليحتل اجمل مدن العراق ومنها الموصل الحبيبة . وختاما لابد من صحوة ضمير ونكران للذات ووضع مصلحة العراق فوق كل المصالح الاخرى لان التاريخ لايرحم والمناصب لاتدوم والمواقف الجيدة والوطنية هي التي تبقى في ذاكرة العراقيين ويشار لها بالبنان وهذا افضل بكثير من مواقف سيئة يبقى فيها شعب العراق يلعن بكل مسؤول وضع مصلحته الشخصية والحزبية فوق مصلحة العراق.