سعى البعض وبصورة ملفتة للنظر للتأکيد على إن مايفعله الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس الارهابي التابع له من نشاطات وتحرکات وأمور مختلفة لاعلاقة لها بالحکومة الايرانية تماما کمسرحية الاعتدال والاصلاح الواهية التي کانوا يزعمون بأن هناك إختلاف بين هذا الجناح وذاك الجناح، لکن تبين بل وحتى ثبت بأنه لاوجود للإعتدال والاصلاح وإن جميع الاجنحة تعمل من أجل خدمة النظام، لکن ماقد صرح به محمد جواد ظريف، وزير خارجية النظام الايراني مٶخرا أثبت حقيقة التناسق والتناغم والتعاون بين کل مکونات هذا النظام.
التصريح المثير الذي أدلى بها محمود الزهار، القيادي في حركة “حماس” الفلسطينية الموالية للنظام الايراني والتي أکد فيه تسلمه حقائب تحمل 22 مليون دولار من المساعدات من قائد فيلق القدس السابق بالحرس الثوري الإيراني، کان بمثابة سٶال تم توجيهه من صحيفة”اعتماد” الإيرانية الى ظريف ضمن لقاء أجري معه، فأجاب قائلا: “ننفق دائما من أجل السياسة الخارجية”، وهذا مايٶکد على حقيقة إتفاق وجهات النظر بين مختلف المسؤولين والأجهزة الإيرانية حول إدارة النفوذ الإيراني عن طريق تمويل أدرع النظام في بلدان المنطقة والتي تعتبر کوکلاء له ويقومون بکل مابوسعهم من أجل خدمة سەاسة النظام الايراني ومصالحه الخاصة.
أکثر جهة أکدت على إن النظام بکافة أجنحته ومکوناته يعمل ککل واحد من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، هي منظمة مجاهدي خلق، بل وإنها أکت أيضا بأن المنظمات والاحزاب والميليشيات التابعة لهذا النظام في بلدان إنما هي بمثابة وکلاء تعمل وتقاتل نيابة عن النظام، وإن الاخير يقوم بصرف أموال وثروات الشعب الايراني من دون وجه حق على هذه الادرع العميلة في حين إن الشعب الايراني صار يعيش بسبب ذلك وبسبب السياسات المشبوهة الاخرى للنظام أوضاعا وخيمة على مختلف الاصعدة ولاسيما المعيشية منها خصوصا إذا ماعلمنا بأنه وفي العام الماضي وفي ظل العقوبات الأميركية المشددة، تشير بعض التقارير إلى أن طهران تواصل تقديم الدعم المالي إلى العديد من الميليشيات في المنطقة لا سيما حزب الله وبعض الفصائل العراقية.
أموال الشعب الايراني التي صرفت وتصرف هباءا على هکذا أمور ومسائل لاتنفع إلا مصالح النظام الضيقة، کانت واحدة من أسباب إندلاع 3 إنتفاضات شعبية عارمة بوجه هذا النظام وطالبته بالکف عنها بل وحتى إن الشعب الايراني قد أعلن بصريح العبارة عن دعمه لإنتفاضة الشعبين العراقي واللبناني بوجه الاذرع العميلية للنظام الايراني ودورها الاجرامي المشبوه.