أقيمت الدنيا على رأس النائب ظافر العاني لأنه إعتبر قوات إيرانية متواجدة في جرف الصرخ بمثابة قوات أجنبية و لايزال التهديد و الوعيد بالاقتصاص منه قضائيا يتم رفعه من قبل هذا الطرف أو ذاك، وکأن مصطلح القوات الاجنبية يشمل القوات الامريکية فقط أما الميليشيات الايرانية التي تسرح و تمرح في طول و عرض البلاد، فإنها ليست أجنبية، بل إنها عراقية أکثر من العراقيين أنفسهم مثلما إن الميليشيات التابعة لإيران قد صارت إيرانية أکثر من الايرانيين أنفسهم ولاسيما بعد أن طالبت بتدخلها في الانتفاضة الاخيرة ضد الشعب الايراني المنتفض لصالح النظام!
مجلس النواب العراقي الذي کان صوت على صيغة قرار تطالب رئيس الحكومة حيدر العبادي بـ”تحديد فترة زمنية لمغادرة القوات الأجنبية”، والذي هو قرار تم إعداده و طبخه في طهران مسبقا، بادر باسم “کتائب حزب الله”، جعفر الحسيني قوله “نحن نعاني من احتلال أميركي مهيمن على القرار السياسي، فما الفائدة من دخول العملية الانتخابية، نريد التخلص من هذا الاحتلال أولا ومن ثم الدخول في العملية السياسية”، وهو بذلك يعني بأن القوات الايرانية من إرهابيي الحرس الثوري هي قوات غير أجنبية لأن مشروع القرار قد تم إعداده أساسا من قبل إيران و دعت إليه و صوتت لصالحه الاطراف التابعة و المؤيدة للمشروع الايراني في العراق و المنطقة.
الانکى من ذلك، إن جعفر الحسيني، قد ذهب أبعد من ذلك عندما قال: ” المقاومة حسمت خيار المواجهة مع الأميركان منذ أشهر، ولفت إلى أن غالبية المتواجدين في تحالف “الفتح” الانتخابي قادرين على مواجهة المشروع الأميركي”، والملفت للنظر إن هذا الموقف المتشدد يتزامن مع تصريحات أخرى مماثلة من جانب أطراف”ميليشياوية”تابعة لإيران أيضا الى جانب تصريحات من جانب قادة و مسؤولين إيرانيين بمحاربة أمريکا في العراق وعلى يد العراقيين!!!
حقا إنها لمهزلة أن يسعى البعض و على وقع طبول إيرانية جوفاء لدفع العراق و شعبه نحو کارثة و مأساة أخرى، وهذا البعض الذي يعرف فقط أن ينفذ الاوامر الصادرة إليه کالببغاء ولايناقشها أو يفکر فيها، لماذا يتخوف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من مواجهة القوات الامريکية على أراضيه و لماذا يسعى لجعلها دائما خارج الاراضي الايرانية؟ الاجابة الدقيقة و الواضحة هي: لأنه يعلم بأن أية فوضى في داخل إيران يتم خلالها الاخلال بالامن العام، فإن المستهدف الاول هو النظام الايراني نفسه، ذلك إنه سبب کل البلاء و سبب جلب المشاکل وقطعا فإن الشعب الايراني لاينسى أبدا بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد کان دليلا رخيصا للقوات الامريکية عند إحتلالها للعراق ونفس الدور قام به في أفغانستان، ولأن النظام الايراني يعلم جيدا بعد إنتفاضة 28 کانون الاول الماضي التي قادتها منظمة مجاهدي خلق، بأن الشعب قد رفضه و طالب بإسقاطه و تغييره، ولهذا فإنه يريد الداخل الايراني بعيد جدا عن أية متغيرات سياسية قد تهدد مصير النظام و تعجل بإسقاطه!