منذ ان بدأ المارثون الانتخابي في بلادنا العزيزة وبدأت الدعاية الانتخابية للمرشحين والتي كان اكثرها قد تبنتها الاحزاب والجهات الدينية الراعية لهم ظهرت اساليب جديدة ومبتكرة في هذه الدعاية الا ان الملفت للنظر هو استخدام المرشحين لمصطلح يكاد يكون في جميع المحافظات ولو باختلاف قليل بالألفاظ وهو(ايادينا بيضاء, اليد البيضاء, الايادي البيض , يد بيضاء …..) وهذه المصطلحات حقيقة تستحق وقفة لمعرفة ما هو الغرض من استخدامها ولماذا هذا التأكيد على ان ايادي المرشحين ستكون بيضاء وبعد التفكير مليا في الاسباب التي دعت المرشحين الى استخدام هذا المصطلح وجدت ان هناك عدة احتمالات وهي :
1. ان اعضاء مجالس المحافظات الحاليين قد تلطخت اياديهم بالفساد وغيره لذلك فان المرشحين الجدد يريدون ان يثبتوا للقاعدة الشعبية ان اياديهم ستكون بيضاء ولن تتلطخ .
2. ان هناك تصور عند عامة الناس ان المرشحين للانتخابات هدفهم الاول والاخير هو الاستحواذ على المنصب لا غير واستخدام المكاسب يمكن ان يلطخ اياديهم لذلك فان المرشحين يريدون ان يثبتوا للناخب عكس ذلك .
3. انطلاقا من المثل العراقي المعروف (اللي بحزتة طلي يمعمع) فان المرشحين للانتخابات يتسابقون للنهب وتلطخ اياديهم بالفساد ولذلك قاموا باستخدام مصطلح البيضاء لدرء الشبهة عنهم .
4. اغلبية المرشحين لا يمتلكون المعلومات الكافية للدعاية الانتخابية لذلك فهم يحاولون ان يقلدوا اي شيء يقوم به غيرهم وقد رأوا ان احدا استخدم مصطلح اليد البيضاء(لسبب ما) فقلدوه في ذلك وهم لا يعرفون السبب وهكذا أنتشر في المحافظات .
5. ان استخدام المرشحين لهذا المصطلح اشارة الى المواطنين بانهم على درجة عالية من الشفافية والنقاوة وانهم انصع من البياض نفسه .
هذه بعض الاحتمالات لاستخدام المرشحين لمصطلح اليد البيضاء في دعايتهم الانتخابية وسواء صحت ام لم تصح ففي النهاية فأنها كاشفة على بساطة عقول المرشحين وعدم امتلاكهم لمقومات النجاح والقدرة على استمالة عقول الناس هذا من جهة ومن جهة اخرى فإنها تدل على المستوى التفكيري عندهم والذي ارشدهم الى هذه الامور بينما كان حريا بهم ان يقوموا بوضع برنامج انتخابي شامل يحاول سد الثغرات والاستفادة من الاخطاء المرحلية لأعضاء مجالس المحافظات بدلا من استخدام الوسائل البسيطة والرخيصة في الدعاية .