هذا الرجل المخاتل ، لا أحار به كثيرا كما يفعل البعض ، أنا -لمن يتابع ما اكتب- قلت رايي وتحليلي فيه من اول يوم رأيته ومن اول حركة استعراضية عملها .
وسرعان ما أيّد الرجل (جزاه الله خيرا) حدسي ولم يخيّب ظني السيء فيه . فأنا أبتُليتُ بمدراء ورؤساء عمل مخاتلين طول حياتي -ولا اعتراض على حكم الله – وحتى بعض الاصحاب ، فصرت خبيرا بهذا النوع.
فهذا الرجل الذي يهدد المليشيات نهارا ، ويصاحبهم ليلا ، ويوبّخ اخاه صوتا ويعتذر له كتابةً ، ويقطع الرواتب صباحا ويعيدها مساءً ، ويلقي القبض على السلاح المنفلت ومستحدميه ضحىً ويفلته ويفلتهم ظهراً .!
يريد ان يُظهر لنا نفسه على انه المنقذ وهو الدّ الخصام ، يحيط نفسه بهالات اعلامية وجيوش الكترونية لايتقن غيرها فنّا من فنون السياسة ولا الادارة .
خدع الناس وخلق له مطبلين (متطوعين) من نوع جديد ومن طبقة جديدة ، أعلى قليلا -ذهنيا- وربما تعليميا، من طبقات التطبيل المعتادة ،،حتى خَدع بعض اصحاب الاقلام الجيدين وكذلك بعض المثقفين الوطنيين وتمكن منهم بسبب تعطش هؤلاء لرجل منقذ ووطني وبسبب يأسهم فصاروا يظنون السراب ماءً!
وساعده ايضا انه يعاصر نفس النموذج في القيادتين السياسيتين الاخريين للبلد ، فهما مخاتلان ايضا. وكلهم سيسقطون سقوطا مدويّا قريبا ، بنظر التاس وايضا امام حلفاءهم وداعميهم الدوليين والداخليين ، فالمخاتل المراوغ -دائما- يظن انه يلعب مع الجميع وعلى الجميع ، ولكنه بعد حين سيكشفه الجميع .
فليس مايظنه مشجعوه انها حنكة سياسية ومحاولة مناورة ان تكون مع امريكا نهارا ومع ايران ليلا ، ومع القانون اثناء الدوام الرسمي ،ومع العصابات والخارجين عنه بعد الدوام،.
وضدّ التمادي من قبل الكرد فوق الطاولة ومعهم قلبا وفعلا من تحت الطاولة ، هذه التصرفات ليست حنكة ولا دهاء من اجل ان ينجو بالمركب لاجل الشعب -ولتعقيدات المرحلة- كما يبرر البعض ، وانما هي لعب على الحبال لمصالح معينة اولها الاستمرار ، وليس آخرها تنفيذ الاجندات الخارجية المستمرة التي ماتغير منها شيء ٌ الا الادوات والاشخاص.
فمحاولة إظهار نفسه على انه “صدّام” لمتربصيه ، “ونوري السعيد” لمفاوضيه ،وتقمّص دور الكارزما لمؤيديه،، وتقبيل طفل مريض وجائزة لممثل ،،! كل هذه هراءات لاتصمد أمام الاحداث المكشوفة لأيام ، ويكشف زيفها النتائج التي على الارض ، وحبل (الاحتيال) قصير.