23 ديسمبر، 2024 12:52 م

مصطفى العذاري يبشر العراقيين .. أبنوا له صرح تذكاري

مصطفى العذاري يبشر العراقيين .. أبنوا له صرح تذكاري

الحرب التي فرضت على الشعب العراقي الصابر من اشرس الحروب التي شهدها العالم كونها تختلف عن الحروب التقليدية ، فهي حرب ضد الارهاب الدولي المدعوم من عدة دول اقليمية ودولية في مقدمتها الدولة الصهيونية اللقيطة ، انها حرب عالمية وهذه الحرب المفروضة حرب وحشية بمعنى الكلمة ، لعدم اعتراف العدو تنظيم داعش الارهابي بالقوانين الدولية والدينية وعداءه للقيم الانسانية ، فهو يقتل الاطفال والنساء ويهدم البنى التحتية ، ويمثل بالأسرى ويعذبهم شر تعذيب ، وكم من اسير مثلوا به وعذبوه ، والشهيد البطل مصطفى العذاري ليس آخر شهيد يعذب ويمثل به قبل اعدامه  بطريقة بشعة . ان الشهيد مصطفى العذاري الذي عاش لحظات عصيبة يصعب وصفها ومهما وصفناها لا يمكن ان نصل الى وصف شعور هذا البطل الذي جرح في احدى ساقيه قبل ان يقع اسيرا بيد العصابات الارهابية  ، ولا نعرف بماذا يحدث نفسه وهو ينظر الى الوجوه اثناء التجوال به في الشوارع نظرة استغراب ، هل كان يبحث عن شريف يتعاطف معه ولو بكلمة هل كان يقول ما هذا العالم الذي اصبحت فيه ، اين الانسانية اين الاسلام اين القيم العربية ؟ كلها اختفت بوجود الارهاب الذي قتل كل شيء في هذه المدينة خصوصا معارضيه ، وكان يمكن ان يقتل كل شيء في باقي مدن العراق لولا الفتوى العظيمة التي اصدرها السيد السيستاني التي دعى فيها الى حمل السلاح لمقاتلة تنظيم داعش الارهابي ومن يقتل فهو شهيد ، وبفضل الفتوى التي زرعت الثقة بالقوات الامنية الباسلة وتطوع الحشود الكبيرة تحققت الانتصارات تلو الانتصارات . ما لفت انتباهي وللأسف لم يلتفت اليه الكثير من الكتاب والمتابعين ، ان الشهيد البطل واثناء اعدامه بالطريقة البشعة وبذلك الموقف المريب كان يرد على تنظيم داعش الارهابي ومن يدعم داعش من الدول الاقليمية والدولية ، وكان رد البطل وهو يرفع يده  مشيرا باصبعيه  بالنصر ، انه بشر بالفوز العظيم لكل من يقاتل داعش وكلنا يعلم حسب الروايات ان الانسان اثناء احتضاره يرى ما لا يراه الاخرين ، فبكل تأكيد انه رأى الفوز العظيم وبشر بالجنان ، ورفع يده ملوحا باصبعيه بالنصر فهو يبشر العراقيين  بالنصر ومن يقتل فهو شهيد بمرتبة عليا ، فهنيئا له الفوز في الدنيا والاخرة وهنيئا لاهله ومحبيه وخصوصا والده الذي كان يحثه على القتال ليزيد من عزيمته ويزرع فيه الثقة اكثر ، وبدورنا نطالب الحكومة المنتخبة او أي مؤسسة حكومية كانت ام أهلية بان تبني صرح تذكاري لهذا البطل الذي جسد معاني البطولة بأبهى صورها وهو يبشر العراقيين بالنصر ، ونتمنى ان يبنى من قبل الشعب مع اختيار موقع جيد للنصب التذكاري ، ليبقى الصرح نبراسا يضيء درب الحرية ولكي تعلم الاجيال ان العراق فيه ابطال ضحوا بالغالي والنفيس من اجل العراق ، مثل الشهيد الشجاع مصطفى العذاري الذي اعدم وهو رافعا يده ملوحا بالنصر فاصبح رمزا للتضحية والبطولة .