إستكمالا لما بدأناه في الحلقتين السابقتين سنكمل معكم التاريخ الاسود المضمخ بدم الابرياء لآل البرزاني .. وهم اليوم يدعون حبهم للعراق والعراقيين – ويتبؤون مقاليد العباد والبلاد – فيا للأسف ، ومن أجل تذكير الذاكرة السمكية لشعبنا الواعي جدا والمتناسي جدا أسرد لحضراتكم جزءا من ذلك التاريخ المظلم ، معتمدا على مصادر عديدة من كتب وصور ومستندات حتى أن البعض منها بخط الهالك مصطفى البارزاني ..
مقدمــــــة
لقد قضى البارزاني معظم حياته وعاش ويده على الزناد في حفرة أو وراء صخرة يرمي بلا هدف ، ويصوب دون تفكير، وكان لذلك ضحايا وكان لذلك خراب والم ودموع … ولد البارزاني عام 1903 في قرية بارزان من أب بارزاني وأم سورجية ، والده الشيخ عبد السلام الذي قام بثورته المسلحة في بارزان في العهد العثماني وأعدمه الاتراك في نينوى .
لم يتلق البارزاني تعليمه في مدرسة ، درس القرآن في الكتاتيب ، بدأحياته العملية كجابي غابات بأجور يومية قدرها 300 فلس .
روح التمرد والعصيان عند الملا
شب هذا الملا على أعمال الشغب والعصيان والشقاوة . حيث تم نقله من وظيفة جابي غابات في بارزان عام 1943 الى نفس وظيفته في مركه سور لكنه لم يلتحق وقتل شرطيين كرديين وتطور هذا الحادث الى قيامه بتمرده في نفس العام .
العلاقات الحميمة مع الكيان الصهيوني
لا يخفي الاكراد وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني،علاقتهم مع الكيان الصهيوني، ورغبتهم في تطويرها، هذه العلاقة التي كانوا ينكرونها قبل احتلال العراق باصرار، وذلك بهدف إزالة الشبهات عنهم وتجنب اغضاب بعض القوى في المنطقة وخاصة النظام السابق الذي عمل فصيل البارزاني على الابقاء على علاقته معه حتى سقوطه في نيسان 2003 بعد احتلال العراق من قبل بوش الصغير وحلفائه .
وفي مسعاه لتعزيز علاقته مع هذا الكيان سمح حزب مسعود البارزاني رسميا لمجلة(اسرائيل-كرد) الشهرية بالصدور في اربيل، حيث تنشر مقالات ولقاءات موثقة مع عناصر ومسؤولين صهاينة حاليين وسابقين يتحدثون عن علاقاتهم مع الاكراد والحركة الكردية والدعم الذي قدموه للحركة الكردية المسلحة في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم، وزيارات عناصر الموساد الى شمال العراق و زيارات المسؤولين الاكراد وعلى رأسهم الملا مصطفى البارزاني الى الكيان الصهيوني ولقاءاته مع مسؤوليها السياسيين والعسكريين. كما تعمل المجلة على تجميل وجه هذا الكيان والدعاية الرخيصة له والاساءة الى العرب والمسلمين ونعت الاخوة الفلسطينيين بالارهاب. لذا سنلقي الضوء على جانب من هذه العلاقة بالاستناد على مصادر وكتب ووثائق أميركية وغربية .
تعود علاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الكيان الصهيوني الى ستينيات القرن الماضي، حيث كان الملا مصطفى البارزاني يلتقي بشكل مكثف مع منسقي الموساد (ديفيد خاجاوا كينو و حاييم ليفاكوف).
(شالوم ناكديمون -الاتصالات الاسرائيلة-الكردية 1963-1975-تل ابيب-1996 الصفحة 23).
تلقى اكراد شمال العراق اول مساعدة من الموساد، عن طريق التدريب الذي كان يتلقاه الاكراد اليهود من الجنود الاسرائيليين. حيث بنى رئيس الوزراء الاسرائيلي ليفي اشكول مستشفى لمناصري البارزاني. وكان الدبلوماسيون
الاسرائيليون الذين ارسلوا الى المنطقة من قبل وزير الخارجية ابا ايبان اواسط الستينيات يلتقون ملا مصطفى البارزاني للتحدث معه باسم رئيس الوزراء اشكول.
(Ian Black& Benny Morris,Israels Secret Wars: A History of Israels Intelligence Services ).
(ايان بلاك& بني موريس، حروب اسرائيل السرية: تاريخ الجهاز السري الاسرائيلي، مطبعة غروف، نيويورك-1992 الصفحة 184-185).
ويسلط هذا الكتاب الذي الفه ايان بلاك مراسل صحيفة ذي غارديان البريطانية في تل ابيب منذ 1984 وبني موريس الذي يعمل في معهد بروكينغ في واشنطن، الضوء على علاقة الموساد مع البارزاني الاب.
حيث يوضح الكاتبان هذه العلاقة بالإستناد على المراسلات بين وزارة الخارجية الإسرائيلية وجهاز الموساد. وفي المقدمة يذكر المؤلفان، ان المسؤولين العسكريين الاسرائيلين قد راجعوا الكتاب قبل طبعه،وهذا دليل على صحة المعلومات الواردة فيه.
قام ملا مصطفى البارزاني بزيارته الاولى الى اسرائيل في 1966، حيث استقبله انذاك وزير الدفاع موشي دايان، وفي الزيارة قدم البارزاني للمسؤول الاسرائيلي هدية وهي عبارة عن خنجر كردي مع مخطط لمصفى نفط كركوك، الذي تم ضربه بالتعاون بين الحزب الكردي والموساد وذلك في اذار عام 1969. وقد تم الهجوم بواسطة عميل الموساد ياكوف نيمرودي الذي كان يعمل في نفس الوقت ملحقا عسكريا لسفارة كيانه في العاصمة الايرانية طهران.
كما لعب هذا الشخص والمنحدر من اصول كردية دورا في حصول البارزاني على اسلحة سوفيتية.
(Ian Black& Benny Morris,Israels Secret Wars: A History of Israels Intelligence Services ).
(ايان بلاك& بني موريس، حروب اسرائيل السرية: تاريخ الجهاز السري الاسرائيلي، مطبعة غروف، نيويورك-1992 الصفحة 329-327).
يعود دعم جهاز الموساد الى الاكراد الى بداية الستينيات، حيث قام المستشارون العسكريون الاسرائيليون في 1963 بتجهيزهم بالاسلحة والاعتدة، وفي اب 1965 فتحوا معسكرات لتدريب الضباط الاكراد، وفي حزيران 1966 التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ليفي اشكول ملا مصطفى البارزاني وبعد عام من هذا اللقاء وتحديدا بعد حرب الايام الستة تمت مساعدة الاكراد بالاسلحة و تخصيص مساعدات مالية شهرية لهم بمبلغ نصف مليون دولار. وزار البارزاني اسرائيل مرتين اولهما في ايلول 1967 والثانية في ايلول 1973 حيث اجرى فيهما لقاءات خاصة مع موشي دايان.
(Benjamin Beit-Hallahmi, The Israeli Connectoin, I.B Tauris. Co Ltd., London 1988,p.19).
(بنيامين بئيت هلاهمي، الاتصالات الاسرائيلية، شركة اي بي توريس المحدودة، لندن 1988، الصفحة 19).
وفي زيارته الثانية الى اسرائيل اقام ملا مصطفى البارزاني في منزل الكردي اليهودي ديفيد غباي المقيم هناك منذ 1950. وكان غباي يتحدث الكردية بشكل جيد وقد نجح في ترتيب العلاقة بين الموساد والبارزاني. وحسب تقارير وكالة الاستخبارات الامريكية(CIA) زار رئيس الموساد زئفي زامير البارزاني في مقره في شمال العراق طالبا منه تكثيف الهجمات ضد الحكومة المركزية في بغداد.
تعود مساعي انشاء دولة كردية في شمال العراق بتأثير صهيوني الى بداية السبعينيات من القرن الفائت، حيث لم تتوقف المساعدات الصهيونية الى البارزاني منذ تلك الفترة.حتى وصل الامر الى قيام رئيس الموساد في تلك الفترة مائير عميت شخصيا بزيارة الشمال و اعطاء الوعود للاكراد بالمساعدة.
خلال حرب تشرين 1973 طلب الموساد من ملا مصطفى البارزاني مهاجمة ابار النفط العراقية، وقد قبل الاخير الطلب وقام بالهجوم.
(Dennis Eisenberg, Uri Dan, Eli Landau, Mossad- Les Services Secrets Israeliens, Paddington Press, 1978,p.267-268).
(دينيس اشينبيرغ-عوري دان- الي لانداو، الموساد- الجهاز السري الاسرائيلي، مطبعة بادينغتون، 1978، الصفحة 267-268).
كل هذا عبارة عن غيض من فيض وما خفي كان أعظم مما ذكرناه … هذا هو الحال الذي لا يمكنهم نكرانه ، وحين قام النائب مثال الآلوسي بزيارة فلسطين المحتلة قامت عليه الدنيا ولم تقعد ولم يذكروا ( سيدهم مسعودا بشئ ) وفق سياسة
الكيل بمكيالين .. تبا لكم وتعسا ايها الفرقاء حيث كنتم ، سنواصل كشف المزيد من الدسائس والاحلاف المشبوهة التي تترجم اليوم بكل وقاحة ( يتبع ) ..