من البديهي على المتتبع للأحداث التاريخية و ما لمصر من دور بناء في قضايا الامة ، وانها صاحبة دور ريادي عبر التاريخ، وكثيرة هي الجهات والمحاولات التي سعت لضرب هذا الدور، أو تحجيمه على الاقل ، وطرحت عدة قوى مناهضة لوحدة الامة العربية برنامجها ولتفكيك ذلك الدور والسعي جاهدة على اخماد صوت العرب الموحد والذي ينطلق وفق الاسس التاريخية الملازمة للأجيال من اجل المحافظة على الوحدة العربية ، ومن الجدير بالذكر ان نتطرق الى احداث الامة الواحدة المتماسكة في التاريخ الذي لم يكن يوما مفككاً ومهددا مثل ما يمر به المجتمع العربي جراء الأحداث والتغيرات السياسية والاقتصادية والديموغرافية التي تهدد المجتمع برمته الاّ من بعض الظروف الطارئة وفق مخططات اعدائها ، فيما لو دققنا في ذلك التلائم السابق وما له من دور في المحافظة على وحدة الامة فان من السابق لاوانه ان نخمن او يصيبنا الياس في عدم تفعيل ذلك التحالف العربي بجميع مسمياته وتلك الارادة التي كانت ولا زالت في المنظور العقلي والاجتماعي من تلاحم وتوادد وتهيئة الظروف الى حلحلة الازمات التي عصفت بالأمة لتجعلها معرضة الى تيارات فكرية تريد منها تمزيق الوحدة من خلال سياسات التمدد والسطوة والسيطرة وتغييب الهوية العربية ، وما لدور اصحاب التمدد والهيمنة في المنطقة والتي تتعامل مع الاخرين وفق القومية وتغييب الهوية العربية ، وما تنتهجه ايران على كل الاصعدة في داخل المجتمع العراقي والبحريني واللبناني والسوري تحديدا فانه يكون ضمن دائرة النقاش والمتابعة ، وما نلاحظه وفق متابعة الاحداث بدقة في الشأن الداخلي لتلك الدول فان المسؤولية باتت على المحك بالنسبة لدور مصر وموقعها وتاريخها العربي ، فالتحرك الجدي عبر قنوات الدبلوماسية اولا في مد جسور التقارب بين شعوب الدول التي اشرنا اليها له الاثر في ارض الواقع لما لهذا الخطر من اولوية جراء المد التوسعي ، فلو اخذنا في عين الاعتبار ما للعراق من وقع في خارطة الدول العربية وما يجري من احداث وتدخلات سياسية واقتصادية وكذلك خارطة طريق تغيير الهوية العربية لهذا البلد والتي تسعى ايران الى نخر جسد التقاليد والتي تأتي متوالية بخطوات مدروسة ابتداءً من مداعبة مشاعر العراقيين والدق على وتر المعتقد والمذهبية انتهاءً بالتحرك على رؤساء القبائل وطمأنتهم من خلال ندوات واجتماعات يعلوها الخطاب الوطني المبطن عبر اجنداتها ، من هنا وجب على الاحزاب والتيارات والمنظمات والهيئات العربية في مصر بان يكونوا على قدر المسؤولية في معالجة تلك الخروقات قبل فوات الاوان بربط المجتمع الذي تهدده المتغيرات المدروسة ووضع البرامج التي من شأنها ان تكون حائلة ورادعة لتلك المخططات ،ولا نبرء الخلل في تشخيص الحالة ومن اول اسباب تداعيات وتفاقم الخطر هو الحفاظ على الهوية العربية وغيرها من تلك البلدان بعدم الاهتمام الواقعي الفعلي لمعالجة تلك الازمات واختيار من يكون محافظا على تلك الهوية ومتبنيها والساعي على الحفاظ عليها من تلك الخطط والذين وقفوا امامها سواء في الكلمة ام على ارض الواقع . اما الخطر فانه واضح للعيان ، فتارة تعمل تلك المؤسسات والدوائر المخابراتية على تمرير المخططات بعدة وسائل قد جندت افرادها تجنيدا فريدا وجماعيا متطورا تحيطه الشبهات والعداء لإيران تارة لكن في الباطن ومن خلف الكواليس والنتائج الحتمية فأنها تصب في صالحها وفق ما كلفت به واخرى في الولاء العلني ، وعلى سبيل المثال لا الحصر فان شخصيتين يمكن ان تكونا مثالا لما اسلفنا وهما اسرتين شيعتين لهم انصارهم وجذورهم في المجتمع العراقي والخليجي فالشيرازي تلك العائلة التي لو تتبعنا منهاجها فأن عملها المؤطر بالثقافة المذهبية وفق منهج الامامية بأسلوب التهجم على معتقدات السنة بادعاءات واهية وادلة تاريخية لا تمت الى الصحة بصلة ، فانه يصب في صالح مخططات ايران لكن في الظاهر فان العداء يسود تلك العلاقة فيما بينهما ليكونوا بعيدين عن الانظار والتخيلات والانسجام فيما بينهما ، وكذلك مقتدى الصدر والذي اعلن موقفه من ايران مؤخرا وانه يظهر العداء لها لكن ما نراه على ارض الواقع فان المصلحة الايرانية متقدمة على الشعارات التي يرفعها من خلال قنوات اتصال مباشرة مع قادة ايران ومخابراتها أمام هذا الوضع ترى دوائر سياسية واجتماعية متخصصة ان العلاج الوحيد البتار القادر على حماية تلك المجتمعات بأسقاط المؤامرات التي تتعرض لها الامة ، هو بالانحياز الكامل لقضايا الامة المصيرية وشعوبها وقضاياها، وعدم التزام الصمت ازاء ما تشهده بعض الساحات من جرائم، وتتعرض له من تحديات تستهدف تفتيت شعوبها وتقسيم دولها.