18 ديسمبر، 2024 8:15 م

مصر..والعراق …جرحان عربيان غائران

مصر..والعراق …جرحان عربيان غائران

“اكلما اغتال عبد السوء سيده ….او خانه فله في مصر تمهيد
هذا ماقاله شاعر العربيه الاول يوما ..قبل الف عام ..والغريب انه لم يقل ان العبد ( والقائد) فيما بعد ، كافور “فقط” قد خان وحبس وقتل سادته الاخشيد (اختلفنا او اتفقنا عليهم ) ليستولي على حكم مصر ..وانما قال بحكمته وفطنته البالغه وقرائته للامور ..-اكلما !-اغتال ..او خان عبد …فله في مصر تمهيد (نجاح وتاييد) …وهذا فهم للماضي واستشراف للمستقبل من ذلك الشاعر الحكيم ..فهذا ماحصل بعد المتنبي عشرات المرات وبنفس الكيفيه مع اختلاف الاسماء والازمنه ..ويحصل اليوم في هذا البلد العجيب المحبب للناس ..والذي لايصلح بهذا المقياس ان يكون “ بنتا “ للدنيا ، وليس “اما “ لها كما يروج ..حصل تماما قبل اربع سنوات من قبل حاكم مصر الان ..فقد خان سيده ايضا واستولى على رقاب الناس وهو اتفه الناس عقلا ..وكان له في مصر “تمهيد “ وهذه الكلمه التي تدل بغرابه على تفرد المتنبي شاعرا ..فانك اذا نظرت الى مايفعله كثير من الناس في مصر من رقص وتطبيل وتهليل لهذا الرجل المعاق ذهنيا..والذي لايمكن ان تجزم هل هو مختل عقليا ام مريض نفسيا ..هل هو ديني ام ملحد ، هل هو عسكري منضبط ومهاب ام ” قرقوز” مضحك..هل هو متسول ام منفق !! اقول لو نظرت لافعال هؤلاء معه ..تجد انه تماما ( التمهيد) ..انهم يمهدون له ظهورهم ليمتطيها ونفوسهم ليعتليها ..فانك لو تفحصت متعجلا فقط فعل نساء مصر ( ليس جميعهن قطعا ) مع هذا الرجل فانك تستحي اولا وتتيقن ثانيا انه قادر ان يستمر في حكم هذا البلد (المنكوب ) مثلنا ! الى الموت ،وكذلك الحمقى والجهله من الرجال وبعض المنتفعين ..رجل لايحسن حتى الكلام ولا القاء السلام ..ولايفهم شيء في اي شيء ويدعي فهم كل شيء ..ويحكم بلدا بحجم مصر وثقلها ( السابق ) في العالمين العربي والاسلامي ..امر مضحك لكثير من الناس و..ولكنه مبكي حقا لمن له عقل وقلب واع …وقد صدق ايضا نفس الشاعر اذ قال:
وكم بمصر من المضحكات ….ولكنه ضحك كالبكا..
نعم قد نكون في بلدنا نعاني اسوا منهم في كثير من الامور ..ولكن الامر في مصر مختلف ويلفت النظر ..وها هو (يفوز!!) مره اخرى دون عناء.”
كتبت هذا قبل مايقرب من عامين في 7 نيسان 2018 وهاهي مصر اليوم تزداد ضحكا مبكٍ، اعلاميوها المتصدرون للمشهد بامر الحاكم بأمره والمطيع لساتدته ..وفساد المتصدرين من عسكرها القابض على كل شيء..وتستمر فضائح مايحدث فيها متصدرة المشهد الاعلامي العربي بشقيه التواصل والاتصالات ..والمناوشات بين الطرفين “الفاسدين” الظالم والمظلوم الذي كان معهم قبل حين ! ولا أمر يبدو في الافق نحو التصحيح او التغيير ..والحجة السخيفة التي ماعادت تغني وهي (التخلص من الاسلاميين) هي نفس حجة سياسيي العراق ولكنها معكوسة فقط..فالعراق تخلص من الدكتاتور العلماني (كما يقولون) واستبدل باسلاميين بأمر الغرب ايضا ، وهاهو يرزح تحت الفساد المبرمج المرعي من الامم المتحدة والغرب منذ عقدين، ولاجديد ولامزيد . فالى متى يوهمنا السادة الغربيون وحلفاؤهم في المنطقة بأن ازالة الظلم يجب ان تسكتنا عن ظلم اكبر ، وطرد الفساد يلجئنا لفساد اقبح ..ولله اهل مصر واهل العراق، جرحا العرب الغائران.