17 نوفمبر، 2024 7:12 م
Search
Close this search box.

مصر هي مفتاح الحل للعراق

مصر هي مفتاح الحل للعراق

كانت السلبية هي الصفة الملازمة للسلطة في السنوات السابقة, مما جعل الأمة تعيش خيبة أمل عظيمة, فكانت سياسة الانكفاء على النفس, والابتعاد عن العمق العربي, نتيجة غياب الرؤية وبروز حالة من العنترية! المبنية على جهل في علم السياسة, مما أنتج شبه عزلة للنظام السياسي في العراق, مع تعمق الخطاب الطائفي في عموم المنطقة, واقتراب المنطقة من حرب طائفية شديدة, فكانت العزلة تتجذر يوما بعد أخر.
في السنوات الاخيرة كان هناك نوع من الانفراج البسيط, لكن لم يتحقق الأمل المنشود, نتيجة غياب الإستراتيجية في العلاقات السياسية عن السلطة الحاكمة.
الزيارة الاخيرة التي يقوم بها وفد التحالف الوطني, والذي يمثل اكبر تحالف سياسي عراقي, تعتبر مهمة جدا, ويمكن أن تفتح أبواب كثيرة للعراقيين, وتنتج خيرا كثيرا, بشرط أن تكون هناك رؤية وخطة وبرنامج يجعل من مصر العصا السحرية للعراقيين.
أن الدخول مع مصر كحليف استراتيجي يمكن أن يسهم في حل مشاكل أكثر من قطاع.

أهمية مصر في حرب الإرهاب
المنطقة العربية تشهد حرب كبيرة ضد الجماعات الإرهابية التي حولت حياة الشعوب الى جحيم بسبب حربها القذرة المعتمدة على القتل والحرق والتفجير والذبح, وتعرضت مصر مثل العراق وسوريا الى حرب إرهابية, والحقيقة مصر نجحت كثيرا في تحييد وجود العصابات التكفيرية, عبر نظامها الأمني الممتاز, فالأمر الملفت أن خطط المصريين الأمنية كانت فعالة, ويمكن إرجاع هذا الأمر لقوة الحاكم.
هنا يتضح أهمية التعاون الأمني مع مصر, لأنها تخوض نفس الحرب, وهي تمتلك قدرات متفوقة ونظام معلوماتي متقدم, وهنا يتضح ايجابية الخطوة التي قام بها وفد التحالف الوطني, في السعي لتحقيق تقارب عراقي-مصري, والذي ممكن أن يثمر الى تحالف حقيقي مع المصريين.

أهمية مصر السياسية
لمصر أهمية سياسية عالميا وعربيا, فالكثير من المؤتمرات العالمية تقام في مصر وبالتحديد في شرم الشيخ, المكان الذي يعتبر مكان مؤهل لأي اجتماع عالمي, بالاضافة لاحتضان القاهر للمقر الدائم للجامعة العربية, مما جعل لها تلك الأهمية وكان لها الريادة في قضايا المنطقة, ولا يمكن تجاهل مصر في أي اجتماع أو حدث لوزنها المهم.
لذا ما يقوم به وفد التحالف الوطني هو جبار وخطوة مهمة في صالح العراق, فالتقارب مع مصر والوصول لتحالف وثيق, ممكن أن يعطي دعم كبير للعراق, فالعزلة اليوم التي اجتهد في صنعها بعض الأطراف الإقليمية, لخوفهم من ولادة نظام ديمقراطي بين دول يحكمها نظام الوراثة, والذي يهدد عروشهم جميعا, لذا عملوا على عزل العراق عن المنطقة, بل وعمدوا الى دعم الإرهاب وفلول البعث كي يستمر العراق في دوامة الضياع.

أهمية مصر العسكرية
يعتبر الجيش المصري أخر الجيوش العربية المتبقية, بعد الجيش العراقي والسوري وما حصل لهما في العشر سنوات الاخيرة, ويمكن القول أن  منظومة الجيش المصري قوية جدا, والجيش المصري هو من  أسهم بشكل كبير في أحداث مصر والتغيير الذي حصل فيها.
فعملية الاعتماد على مصر في مجال التدريب, واستقدام المستشارين والخبراء المصريين, يكون أفضل للعراق ومصر, بالاضافة الى أهمية فتح أفاق بين المنظومة الجوية العسكرية العراقية والمصرية, فالاستفادة من الخبرات المصرية أمر أساسي, ويعود بالنفع على العراق, إذا ما علمنا أن الجيش المصري منظم ومهني وولائه للوطن وبعيد عن أي تحزب, أي انه يعمل بإخلاص حسب ما توجهه قيادته وهذا ما نريده.

أهمية مصر الاقتصادية
الجانب الاقتصادي متشعب وممكن الاستفادة نظر جغرافية بسيطة لمصر تخبرك عن مدى الأهمية للتعاون مع مصر,
أولا : أن مصر تتمتع بسواحل طويلة على البحر الأحمر والأبيض, وتمتلك 32 ميناءً بحرياً, تمثل في مجموعها منافذ تجارية هامة للاستيراد والتصدير,بالاضافة لأهمية قناة السويس عالميا, هذا الأمر يمكن أن يفتح لنا نافذة على العالم, بدل الممرات التجارية الحالية التي تعتمد على تركيا أو الأردن, وما يتبعها من شروط سياسية كبيرة, مع مصر يمكن أن يكون مختلف حيث “نفيد ونستفيد”, تعاون يثمر لكلا البلدين, فتصبح الموانئ المصرية بوابة اقتصادية عراقية.
ومن الممكن أن ننطلق لأوربا عبر الموانئ المصرية, بما يخص بضائعنا, والتي تتمحور
ثانيا: أن لمصر خبرة كبيرة في البناء العمودي وإنشاء المدن السكنية, ونجحت في الحد من مشكلة السكن, فالاستعانة بالمصريين في قضية أزمة السكن وطرق حلها أمر جيد ويحقق المكاسب للطرفين.
ثالثا: لمصر شركات رصينة تنشط في مختلف المجالات, ممكن التعامل معها بدل الشركات التركية والصينية, مع فارق السعر لصالح البلد, فيتحقق ارتباط اقتصادي كبير بين البلدين.

● الهدف
كنا دوما نطالب وندعو  لتحقيق تقارب مع مصر, وحل كل الإشكالات التي تقف بوجه علاقة مثمرة مع مصر, لان مصر يمكن أن تكون بوابة لحل اغلب ما يعاني منه العراق, بشرط تواجد سلطة عاقلة تفهم أين تكمن مصلحتها, لكن سياسة الحكام منذ عام 2006 والى 2014 كانت تبحث عن أثارة المشاكل, مما افسد كل الأماني, ألان نتوسم خيرا بتحقق هذا التقارب المنشود, المبني على أساس الثقة والمصلحة المشتركة.
نحن نشد على يد قيادة التحالف الوطني, لأنها قامت بخطوة باتجاه مصر, عسى أن يتحقق التكامل السياسي الاقتصادي العسكري, وتعود صدارة المنطقة لأهلها الشرعيين على مر القرون, وهما العراق ومصر.

أحدث المقالات