23 ديسمبر، 2024 12:08 م

مصر نريدها وتريدنا!!

مصر نريدها وتريدنا!!

منذ أكثر من أربعة عقود ومصر في عزلة تكاد تكون تامة عن محيطها العربي , فغاب دورها العروبي والوطني والثوري الذي كان يلهم الإنسان في بلاد العُرب أوطاني.

وأثناء ذلك الغياب مر العرب بتداعيات وتفاعلات مريرة , وخاضوا حروبا إقليمية وداخلية تسببت بحسائر مروعة وآثار وخيمة.

ولا تزال المنطقة بأسرها تعاني من الغياب المصري , مما سيتسبب بمزيد من المعطيات القاسية , التي ستؤثر بشدة على مسيرة الأجيال في القرن الحالي.

وبعد أن إستيقظت مصر من أقصاها إلى أقصاها وتوسم العرب خيرا وأملا وإشراقا حضاريا جديدا يليق بهم , حصل ما حصل وأصبح السعي جاد وفعّال في عزلها عن دورها العربي الثوري الحضاري , ومنعها من التأثير في مسيرة الحياة المعاصرة , وذلك بتكبيلها بقيود الأزمات الداخلية وأسرها داخل حدودها , وإقامة الحواجز والعثرات أمامها , وتحويلها إلى حالة تستنزف ذاتها وموضوعها .

وما حصل في السنوات الثلاثة الماضية , يشير لهذا التوجه والمسار , الذي لا يخدم مصر ولا جيرانها ومحيطها الإقليمي, وإنما سيزيد من زخم المعاناة وتفاقمها.

وتقف مصر اليوم بوجه تحديات صعبة , لكنها أوجدت من بين أبتائها مَن هم أهل للتصدي , والإنطلاق بها في ميادين الحياة الكفيلة بالإشراق الحضاري , والعطاءالإبداعي المتنوع والمؤثر في صناعة المستقبل الأفضل.

وأملنا كبير أن تعود مصر لحاضرة الحياة العربية وتتطلع بدورها القيادي القدوة , الذي بدونه لا يمكن للدول العربية أن تمضي في طريق الصيرورة والإقتدار , ونتمنى لقلب العروبة ونبض وشريانها البهر , أن تتدفق في عروقها إرادة الإقدام والإصرار والإيمان بالغد الأفضل , وبأنها ستتجاوز محنتها وتقهر التحديات , وتكون بحجم تأريخها وثقافتها وقوتها وإقتدار الإنطلاق الإنساني الذي يتوطنها.

فنحن نريد مصر أن تعود إلينا , لكي نكون فبدونها لن نكون!!

قد لانتفق على هذا الإستنتاج , لكن مسيرة أربعة عقود من الإنهيارات أكدت بوضوح أن غياب مصر عن ساحة العرب له آثاره السلبية المتواصلة , وهذا ما حصدناه بعد أن قرر العرب عزلها , وما تعافت الأمة من ذلك القرار الخطيئة حتى اليوم , ذلك أن عزل مصر عن محيطها يعني إنتحارا وضعفا وهوانا.

وما أوضح ما عانيناه في تلك العقود التي غابت فيها مصر , عن دورها وتأثيرها في المحيط العربي , وتم تحنيطها في ثلاجات المعاهدات التي جنى أكلها الآخرون!!