في يوم 4 حزيران 2014 أستلم الرئيس السيسي دفة الحكم في مصر, فقد مر عام وشهر واحد, وبضعة أيام على حكمه, وبدأ الشعب المصري يقطف ثمار أختياره للرئيس, فملأ القطاف كل السلال الفارغة, وفاض أيضاً وها هي مصر اليوم تفتتح قناة السويس الجديدة, وأول نتائجها الملموسة , توفير مليون فرصة عمل لأبناء مصر.
منجز عجز رئيس مصر السابق حسني مبارك عن تحقيقه, طوال فترة حكمه, بل حتى أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أقدم على تأميم قناة السويس, التي كانت موجودة قبل أستلامه ادارة شؤون البلاد, ولم ينشيء قناة جديدة بضفتين, كما فعل السيسي اليوم.
معادلة صحيحة, شعب تمكن من أختيار الرجل المناسب, ورئيس أوفى بعهده لشعبه, فكانت قناة السويس الثانية نتيجة طبيعية لتلك المعادلة.
أذا ما أردنا مقارنة وضع العراق بمصر, نجد أن مصر لا تمتلك ثروات ضخمة بقدر ما يمتلك العراق, فهو رابع بلد نفطي في العالم.
أما من ناحية الكثافة السكانية فقد وصلت مصر ألى ما يقارب 90 مليون نسمة, وهذا بطبيعة الحال يثقل كاهل الحكومة المصرية, أذ يتحتم عليها أن توفر سبل العيش الكريم لمواطنيها, بينما يصل عدد سكان العراق ألى ما يقارب36 مليون, كما قدرت ذلك وزارة التخطيط.
ترى لماذا وصل العراق ألى ما هو عليه اليوم؟ وهو يمتلك كل المؤهلات التي تمكنه من أحتلال الصدارة في المنطقة العربية؟ ولماذا يعيش نصف سكان البلد الغني بعددهم المحدود هذا تحت خط الفقر؟
بعد عام واحد من حقبة مرسي والأخون السوداء أنتقلت مصر لواقع اخر والعراق منذ عام 2003 أكمل 12 سنة على التغيير, وواقعه يزداد سوءا يوما بعد يوم.
منذ عام 2003 ونحن ننتقل من طبقة لصوصية حاكمة ألى أخرى, وتتقاذفنا أمواج العملية السياسية, لتلقي بنا على ضفاف قراصنة السياسية ويسلمنا
حجاج لآخر, ألى أن تمكن أحد الساسة اللامعين من أكتشاف السبب وراء هذه الأزمات؟
فالسبب وراء تدهور الأوضاع ليست الكتل السياسية المتصارعة على السلطة, ولا الحرامية في البرلمان العراقي.
لم يكن السبب في تدهور الأوضاع العراقية بائع متجول في أوروبا, أصبح وزيراً بفضل حزبه وكتلته, ولا مسؤول حرامي أطلق العنان لأبنه ليعبث بممتلكات الشعب العراقي, بينما يعبث هو بأرواحهم.
لم يكن السبب وراء مجزرة سبايكر وضياع ثلث الأراضي العراقية ودخول الدواعش, الخيانة والعمالة, ومرض الحزب الحاكم.
لم يكن السبب في عودة العراق ألى القرون الوسطى, وزير زور شهادته الدراسية ليحصل على المنصب, و لانائب حصل على لقب دكتور وهو لم يلتحق بالجامعة الا في يوم المناقشة!
لم يكن السبب في ارتفاع البطالة وزير (يبيع الدرجات الوظيفية وميوقع الا ب24 مليون) ولا نائبة تحصد الاصوات عن طريق الترويج لتعيينات في وزارة الدفاع والداخلية, كل هؤلاء ليسوا طرفاً في مشاكل العراق, بل أن ا(لكيزر) هو السبب الرئيسي لما يحصل.. رجاءاً ارحل أيها (الكيزر) عسى أن يعرف الخير طريقه الى العراق!!