23 ديسمبر، 2024 3:26 م

بشكل جلي، وبفخر أحيانا، تطل علينا الطائفية من تحت جلد العديد من المثقفين، تارة من باب : ” العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم “، وتارة أخرى من باب : ” بلغ السيل الزبى ” ، و : كافي عاد !

ربما يكون الحدث صادم، فقتل الجنود العراقيين – بهذه الطريقة الاسلامية المتوحشة – من قبل أخوة لهم كانوا يدعون الى وقت قريب أنهم : ” أخوة سنة وشيعة وهذا الوطن ما نبيعة ” ، وضرب المتظاهرين بطريقة انتقامية وتحويل ساحة التظاهرات الى ” مجزرة ” ، يجعل العقل يشت من مكانه، لكن ليس عقل المثقف الواعي المستنير، الذي يفترض أن مهمته في مجتمعه هي تغيير الرأي العام وتوجيهه بالاتجاه الصحيح.

لن تكون طائفيا : لمجرد كونك من طائفة معينة، فالجميع كذلك، ولن تكون طائفيا مطلقا ً: لأنك تطالب بحقوق لطائفتك أو تكرس حياتك لتحسين أوضاعها، أو لتحسين مناطق تواجدها، فهذا يجعلك نبيلا ً، وربما فارسا أيضا.
الطائفي هو : من يتبع بشكل متعنت طائفة معينة، ويرفض الطوائف الاخرى ويغمطها حقوقها، بالمقابل يعطي كل الحقوق لطائفته ويدافع عن أخطائها، ويعتبرها الطائفة الناجية ، وصاحبة الحق في اي معركة رأي تخوضها، منذ مؤتمر ” السقيفة ” وحتى مؤتمر ” جامع أم القرى ” الذي لم ينعقد لأنشغال السادة المدعوين بتمشيط لحاهم ربما!

في موقع الفيسبوك الشهير، أصبحت الطائفية هي المنطلق الوحيد لأغلب المواضيع المطروحة، ولأغلب التعليقات عليها، وأمسى كل من يطالب بالاعتدال، وعدم الشحن بإتجاه : ” الضرب بيد من حديد من أجل إستعادة هيبة الجيش العراقي الباسل ” ، أو بتأسيس مليشيات ” للعزة والكرامة ” أو لاستكمال مسيرة ثارات  ” المختار ”  هو محض : مندس ، متواطئ ، بعثي ، صفوي ، سلفي ، مجوسي ،  قاعدي ، نقشبندي ، حرس ثوري ، در إنقلابي در عيراق !

سيندم كثيرا ً السيد مارك زوكربيرغ لو ترجمت له ” بوستاتنا ” و ” كومنتاتنا ” على توسيع استخدام موقع التواصل الاكثر شهرة، ولتمنى لو بقي استخدامه مقتصرا على طلبة جامعة هارفارد، أو حتى على زميليه في السكن : داستن موسكوفتز و كريس هيوز !
في أمان الله