7 أبريل، 2024 3:39 م
Search
Close this search box.

مصانع جميلة الإنتاجية تحولت إلى مخازن ومعارض للمستورد

Facebook
Twitter
LinkedIn

متى ما رأيت العامل الفني يتحول إلى عتال أقرأ السلام على تلك البلاد، هذا هو واقع الحال ما بعد 9 نيسان ، يوم احتلال بلد كان يوما ذا صناعة نامية ، يلعب فيها القطاع العام والخاص دورا رائدا في توفير السلع والخدمات ووفق الحاجات الاجتماعية وبموجب انظمة ورقابة صحية وفنية يشرف عليها حسب الاختصاص مختبر الصحة المركزي والجهاز المركزي للسيطرة والتقييس ، وقد كانت منطقة جميلة الصناعية منذ اواسط الستينات مركزا صناعيا مهما للصناعات الغذائية والمرطبات والحلويات ، وكانت هذه المنطقة تشتهر بمعامل الحديد والالمنيوم ، حيث ينتج فيها العديد من مستلزمات البناء والعديد من اثاث المطابح والحمامات ، وكانت تشتهر بصناعة الاثاث المنزلي من الاخشاب ، ولقد كانت من اولى المناطق بالصناعات البلاستيكية ، حيث كانت تزود السوق بادوات التنظيف وادوات اامطبخ والحمام من البلاستك ، وكذلك كانت معاملها تنتج الصوندات وانابيب المجاري والصرف الصحي ، وغيرها من الصناعات الخفيفة ذات الاستهلاك العالي المستديم ، وكانت معامل جميلة تخرج العمال الفنيين ورؤساء المجموعات الانتاجية ، وعمال واسطوات صيانة المكائن والالات الانتاجية . وبعد 9 نيسان وحال فتح الاستيراد وفق سياسة السوق ، التي طالب بها المحتل الحكومات المتعاقبة على اتباعها ، أخذت آلاف السلع تتوارد الى البلاد دون قيد او شرط ودون إجازة استيراد ودون ضوابط الجودة والسيطرة النوعية ، مما دفع بأصحاب المعامل إلى غلق معاملهم وورشهم وتحويلها بالاستئجار الى مخازن ومكاتب للمستورد ، وتحول العمال المهرة وأصحاب الكفاءات الفنية الى عتالين ، يحملون هذه السلعة او يفرغون تلك البضاعة ، وهكذا أضاع غباء الحكومات المتعاقبة، وجهالة المسؤولين فيها فرص بناء صناعات حقيقية كانت ستكون بفعل تراكم الخبرة وزيادة الإقبال على الإنتاج الصناعي ، وحال العراق اليوم حال أفقر دولة إفريقية يستورد كل شئ ولا ينتج اي شئ ، إلا عتالين يخدمون صناعة الغير ، ويهدمون معامل لاستقبال بضاعة الغير ، ويرفعون اعداد البطالة مقابل عائدات لتجار حثالة ، وما دامت ايادي فنيونا تخدم انتاج الاخرين قل على البلد يا رحمن يارحيم…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب