23 ديسمبر، 2024 6:33 م

المنطق يقول أن أي عمل، يقوم به ألإنسان يهدف للوصول إلى نتائج، يعتقد أنها تحقق مصالح على المستوى الفردي أو المجتمعي، لذا فهو في بحث دائم عن البيئة والإمكانات التي يمكن معها تحقيق الهدف، هذا يعد احد عوامل العيش المشترك من جانب وأحد العوامل التي تنظم العلاقة مع الآخرين.

لذا فان التجمعات السكانية دول كانت أو مجموعات عرقية أو أثنية، تبحث عن تحقيق أهدافها من خلال البحث عن البيئة الأفضل والإمكانات الأنسب، لغرض الوصول لما تطمح إليه، وعلاقات الدول مع محيطها المجاور أو الدولي تخضع بشكل كامل لهذا المبدأ.

بعد أحداث أيلول في الولايات المتحدة، واتهام تنظيم القاعدة الدولي بما حصل، أصبح تنظيم القاعدة والمجاميع الإرهابية، عامل ضغط بيد الدول التي ترعى الإرهاب في العالم، وشنت تحت عنوان الحرب ضد الإرهاب، هجمات عديدة وفي مناطق متعددة في العالم، لان ذلك أكثر التبريرات التي تقل معارضتها بسبب شراسة الإرهاب ضد الحياة.

وما جرى في سوريا فضح حقيقة ما جرى وما يجري، وكشف عن الدول التي ترعى الإرهاب، بصورة واضحة الآمر الذي أدى لظهور تنظيمات جديدة، انشقت عن تنظيم القاعدة كجبهة النصرة وتنظيم داعش، الأمر الذي خفض دعم هذه الدول لهذا التنظيم في محاولة للتبرؤ من أفعاله، من جانب والخوف من انتقام مجاميع انشقت عن التنظيم الأم، مما دفع هذه المجاميع إلى البحث عن بيئات أخرى، توفر لها إمكانات البقاء والاستمرار في عملياتها الإرهابية.

ولمواجهة الضغط الذي تتعرض له داعش في سوريا، لجأت هذه المجاميع إلى الانبار غرب العراق، بسبب ضعف الحكومة والأجهزة الأمنية، لتتخذ من صحراء الانبار مقر انطلاق، لتنفيذ عملياتها الإجرامية في العراق، هذه العمليات التي تتسع يوما بعد يوم، حتى وصل الحد إلى أن تكون المبادرة بيد هذه المجاميع الإرهابية، حيث تنفذ عملياتها في الزمان والمكان الذي تختاره.

إضافة إلى وجود الكثير من أفرادها وأنصارها في الأجهزة الأمنية كقيادات وأفراد، واستمرار وتعزيز هذا التواجد، بسبب ارتباك الحكومة وقراراتها التي أعادت أزلام النظام البائد إلى الواجهة، وغياب التخطيط والرؤية في معالجة

الإرهاب، وكذا عمل الحكومة على توفير غطاء سياسي، لهذه المجاميع من خلال ترشح عدد من أنصار الإرهاب، واستثناء هؤلاء من قانون منع الترشيح كمشعان الجبوري وغيره، كذلك فان الحكومة ترفع شعارات طائفية لغرض الاستمرار في حكمها، مما جعل العراق البيئة الأنسب لتواجد داعش،

ووجود الحكومة الحالية ضمان أكيد لوجود داعش، واستمرار عملها، هذا يؤكد أن داعش وأنصارها، تعمل بكل الممكن لغرض استمرار هذه الحكومة، وما يحصل الآن من تصعيد يحقق للحكومة بعض الأنصار ممن يتخيل لهم أن الحكومة هي من تحميهم، مما يجعل العلاقة بين الحكومة وداعش علاقة تبادل منفعة بين الطرفين، فبقاء احدهما يحقق البقاء للآخر، من هنا نستدل أن ولاية جديدة للمالكي تحقق لداعش أهدافها ومصالحها….