9 أبريل، 2024 12:18 م
Search
Close this search box.

مصالح المالكي فوق الجميع…هكذا يكون الديكتاتور!

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان الأجدر برئيس وزرائنا أن يقف ولو لحظة حداد على أرواح العراقيين قتلى المحتل ومن سحقوا تحت المفخخات ومن غدروا بالتناحر الطائفي منذ عام 2003 . بل أصر المالكي أن لا يسمي وجود الأميركان احتلالا بخطابه الأخير… وكان الأجدر به أيضا أن يتذكر أعداد الأرامل والأيتام المليونية ويقف لحظة تأمل … وكان الأجدر به أن يتذكر خراب العراق ودماره بعد ثماني سنوات وتسعة أشهر ويقف لحظة صمت بدلا من اتهام المطلك والهاشمي لسحب البساط من تحت النائبين العدوين كي يتزحلقوا ويبقى هو، فهل هذا هو كل همك يا مالكي؟
إذا كان حدث مهم مثل انسحاب آخر جندي أميركي محتل للعراق لم يحرك رئيس الوزراء ويستثير مشاعره وحسه الوطني ليخطب بالشعب ويعده خيرا وأمانا ومستقبلا مستقلا، ويطالب بتعويض شعب العراق الذي انتخبه ودمرته آلة حرب أميركا، ويعتبر يوم انسحاب آخر جندي محتل يوما وطنيا وعرسا لكل العراقيين، فإذا كان حدث مهم كهذا لم يصرف نظر المالكي عن كراهية نائبه (المطلق) ويؤجل صراعه مع الهاشمي الذي بدأ به ولن ينتهي إلا بإزالة كافة خصومه … فأي رئيس وزراء أنت إذ آثرت مصلحتك على مصلحة ملايين العراقيين في هذا الظرف الحرج من تأريخ العراق ؟ .
وأي خير نستبشر به بعد زوال المحتل وإن كان شكليا ؟ وأي قيمة بقيت لقتلانا ولجرحانا ولمعوقينا وللمغتصبات من نسائنا ولمعتقلي سجن أبوغريب ولأطفالنا الأيتام ولأراملنا الفقيرات إن لم نكن نطالب بحقوق جميع هؤلاء الملايين من المحتل ومن الحكومة ولا نكتفي بإحصائهم ؟ 
إني اشك حتى في توقيت خروج القوات الأميركية أن يكون مقصودا تماما ليتزامن مع شهر محرم كي لا تقام أية مظاهر للفرح والاحتفالات بخروج المحتل لعلمهم بأن الغالبية من العراقيين في حداد في ذكرى استشهاد الحسين، وبهذا لن يحدث العكس، أننا لم نرحب بدخولهم وفرحنا بخروجهم . وإلا كيف يبتهج الجنود الأميركان على الحدود العراقية الكويتية بخروجهم من العراق والخلاص بأنفسهم ونحن لا نفعل ؟  هذا إذا لم نحسب عدم فرح الناس بسبب قلقهم وتخوفهم من القادم لعدم ثقتهم بوطنية من يحكمون البلاد وتوحدهم لصد التدخل الخارجي وملأ فراغ المحتل .
وأول غيثهم النتن كان اتهام المالكي للهاشمي بالوقوف وراء استهدافه بتفجير البرلمان في نوفمبر والتي أكدت تحقيقات داخليته بضلوع مرافقي الهاشمي وبهذه السرعة والدقة، في حين ظلت تفجيرات الأحد والأربعاء وكل أيام الأسبوع الدامية منذ عدة سنوات وحتى الآن لا مسببا لها ولا تحقيقات فيها ولا متهما أحيل على القضاء أو منع من السفر من أجل إظهار الحق إكراما للشهداء والجرحى .
ألا يحق للعراقيين الجزم الآن على أن الحكومة من أعلى رأس فيها إلى آخر ذيلها فاسدة ولا يستحق أي فرد فيها مكانه ومكانته وهم السبب في ضياع البلد بعد أميركا ؟  ألا يحق للعراقيين الجزم بأن كل موظف يرتشي ولا يحلل راتبه بعمله  فاسد ومساهم في ضياع البلد وتأخره ؟
ألا يحق للعراقيين الجزم على أن غالبية رجال الدين وتابعيهم مشاركون أيضا في ضياع البلد وتأخره إما بفتواهم أو بصمتهم ؟
ألا يحق للعراقيين التشاؤم من المستقبل والتكهن بحرب لا هوادة فيها بين أعضاء الأحزاب ومسئولي الحكومة ونواب البرلمان على إزاحة كل واحد منهم خصمه والتربع والتربح من زيادة المناصب ؟
ألا يحق لي الآن القول : أذا كانوا سيتذابحون بينهم فإلى الجحيم وبأس المصير، لنتفرج عليهم علنا ننتهي منهم ونخرج بنتيجة، لكن الخوف من تعبئة المفخخات وإرسالها إلى الأسواق والعمارات السكنية  وإعادة الكرة لا سمح الله … قبحكم الله وأنتم تصبحون على شعبكم بالدم والموت .
لو أني أقرأ الآن مقالة قديمة لي كتبتها قبل عدة سنوات لوجدتني أقرأ ما كتبته الآن …. فأي قدر مؤلم هذا الذي فرض علينا أن نقبله ؟
[email protected]

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب