هو صوت العدالة للإنسانية
هو صوت النزاهة والاستقامة والإصلاح والصلاح.
هو ثقافة المحبة والحب والتسامح والأمان والاطمئنان لكل الخائفين والباحثين للأمن من بطش الطغاة
هو الضمير المتجدد العملاق والعطاء المعطاء الذي لايعرف الموت عبر كل العصور .
هو القيم الصادقة والشمائل الشامخة التي لا تعرف الخضوع والخنوع والمهادنة مع الطغاة والتذلل الالله وحده .
وهو الحقيقة الساطعة كالشمس التي لا يمكن لظلام ان يطمس نورها ويحجب تلألؤ توهجها.
هو الواقع الذي عرف به محك الحق من الباطل ,فالحق معه وهو مع الحق.
هو ناصر المظلومين ,وسند الضعفاء والفقراء,وكافل والأيتام والمحرومين .
هو الانسانية من اوسع أبوابها المتجردة من عقد الزمان وهواجس الحرمان,لا يختلف ولا يفرق ولايظلم في عدالته عربي وأعجمي واسود وابيض ,ولايقف عطاؤه حتى لمن قتله .
هوالجبل الأشم والعنفوان الذي تمرد على محن الزمان وغدره,والصبرعلى المصائب والشدائد.
هو التواضع والبساطة,وهو الأنين في المحراب ليلاً ,والضحاك اذا أشتد الضراب .
هو الشجاعة التي تنبذ مقاتلة العراة والمنهزمين ,والوطيس الذي تحسم به معارك الرجال .
هو العلم الذي لا ينتهي ولا ينضب ,والبلاغة والفصاحة ,هو النقطة والإلف واللام والسكون بعد الشدة ,كل شيء كنت أتوقعه في حياتي,وأجيد حسابه ,الا ان أكلف بإجراء لقاء وحوار مع من تساقطت أمامه دون منازع كل علوم الحياة وبمختلف أشكالها وأنواعها ,من حيث ابتدأ معه ,لا أعرف ,وأين انتهي منه لا أعرف ؟ انه الوصي وأبو الأوصياء ,والشهيد وأبو الشهداء,انه الضارب بالرمحين,انه أبا السبطين,انه خازن علم الأولين والآخرين ,انه العنوان الذي استدلت به ذاتي ونفسي الضائعة بين زحام القلق والاقنعة المزودجة ,انه الكوكب العملاق الذي يدور حوله الكواكب الصغيرة والنجوم
الكبيرة,انه اللون البنفسج ,انه شخصية الانسانية الخالدة الصامدة ,انه أنت وأنت هو وليس غيرك يستطيع ان يكون غيرك لأنك أنت هو,هو أنت ,وأنا أذوب فيك أنت هو لا غيرك.
س: سيدي ماهي النزاهة واستقامة الضمير في نظرك وفلسفتك ,ونحن اليوم نعيش بظل ازدواجية كبيرة وأقنعة كثيرة ؟
ج: أتقوا معاصي الله في الخلوات فأن الشاهد هو الحاكم ,وأصل المحاسن كلها الكرم ,واصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام وسخاؤها بما من الخاصِّ والعامِّ وجميع خصال الخير وفروعه,وثمرة التورع النزاهة,والنزاهة من شيم النفوس الطاهرة ,والنزاهة آية العفة.
س: سيدي الدينا غرورة والدهر ليس له أمان وأنت أين منهما ؟
ج: إليك عنّي يا دنيا , غرِّي غيري ، إليَّ تعرّضت أم إليَّ تشوّقت ؟ هيهات هيهات ! فإنّي قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك ؛ فعمرك قصير ، وخطرك كبير , وعيشك حقير,إليكِ عنّي يا دنيا ؛ فحبلك على غاربك ، قد انسللت من مخالبك ، وأفلتّ من حبائلك ، واجتنبت الذهاب في مداحظك . أين القرون الذين غررتهم بمداعبك ؟! أين الاُمم الذين فتنتهم بزخارفك ؟! ها هم رهائن القبور ، ومضامين اللحود ! والله لو كنتِ شخصاً مرئياً , وقالباً حسياً , لأقمت عليك حدودَ الله في عباد غررتهم بالأماني , واُمم ألقيتهم في المهاوي , وملوك أسلمتهم إلى التلف , وأوردتهم موارد البلاء ؛ إذ لا ورد ولا صدر . هيهات ! مَن وطئ دحضك زلق , ومَن ركب لُججك غرق , ومَن اُزور عن حبالك وفّق , والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه , والدنيا عنده كيوم حال إنسلاحه.
س: الصبر وآهاته وآلامه وانت صابر عليه محتسباً لله فيه ماذا تقول له؟
ج: سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري ، سأصبر حتى ينظر الرحمن في أمري ، سأصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على شيء أمرّ من الصبر, والصبر ثلاثه : الصبر على المصيبه والصبر على الطاعه والصبر عن المعصيه, الصبر من الايمان كالرأس من الجسد ولاخير في جسد ولا رأس معه ولافي ايمان لاصبر معه, والصبر على الفقر من العز واجمل الغنى مع الذل,والصبر ملاك .
س: ماهي النفس التي تحرك الانسان وتصنع منه العقد والهواجس والامراض ؟
ج: لقد اجبت كميل عندما سالني ,عنها ياكميل إنما هي أربع: النامية النباتية ، والحسية الحيوانية ، والناطقة القدسية ، والكلية الإلهية ، ولكل واحدة منهذه خمس قوى وخاصيتان. فالنامية النباتية لها خمس قوى: جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية، ولها خاصيتان، الزيادة والنقصان وانبعاثهما من الكبد وهي أشبه الأشياء بنفس الحيوان.
والحسية الحيوانية لها خمس قوى: سمع وبصر وشم وذوق ولمس، ولها خاصيتان، الشهوة والغضب، وانبعاثهما من القلب، وهي أشبه الأشياء بنفس السباع. والناطقة القدسية: ولها خمس قوى، فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة، وليس لها انبعاث، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية، ولها خاصيتان، النزاهة والحكمة. والكلية الإلهية ولها خمس قوى: بقاء في فناء، ونعيم في شقاء، وعز في ذل، وغنى في فقر، وصبر في بلاء، ولها خاصيتان، الرضا والتسليم، وهذه هي التي مبدؤها من الله، واليه تعود.
س: الصدق والكذب صفتان كلاهما ارتبط وجودهما مع وجود الانسان وانت قد شخصت الخلل بينهما ؟
ج: الصدق نجاة وكرامة ,والصدق أنجح دليل ,والصدق خير منبئ ,والصدق ينجيك وان خفته ,والصدق صلاح كل شيئ ,ورأس الإيمان لزوم الصدق,وأحسن الصدق الوفاء بالعهد، وأفضل الجود بذل الجهد,وأقبح الصدق ثناء الرجل نفسه ,وثلاث هن زين المؤمن: تقوى الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة ,,لكل شيء حيلة، وحيلة المنطق الصدق ,شيئان هما ملاك الدين الصدق واليقين ,وأعظمُ الخطايا عند الله، اللسان الكذوب ,والكذب مهانة وخيانة من عُرف بالكذب قلت الثقة به ,لاتحدث عن غير ثقة فتكون كذاباً,وثمرة الكذب المهانة في الدنيا، والعذاب في الآخرة ,والكذب يرديك وان امنته,الكذب فساد كل شيئ ,الكذب شين اللسان .
س: من هو المؤمن ؟ ج: المؤمن دائم الذكر ، كثير الفكر”.
س: ما هي فضائل ذكر الله عز وجلّ؟ ج: الذكر نور العقول ، وحياة النفوس ، وجلاء الصدور.
س: ماهو النور وما هي الظلمة؟ ج: الذكر نور ورشد ، النسيان ظلمة وفقد.
س: ما هو رأس الجهل؟ ج : رأس الجهل معاداة الناس .
س: كيف تعيش حرا سعيدا كل عمرك؟ ج : من اراد ان يعيش حرا ايام حياته فلا يسكن الطمع قلبه .
س: كيف نتقي الذنوب التي تنزل البلاء؟ ج : وهي ثلاثة: اغاثة المكروب ، وعدم خذلان المظلوم ،وعدم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
س: كيف نعرف محبة الله تبارك وتعالى ؟ ج : اذا احب الله عبدا الهمه حسن العبادة وحبب اليه الامانة، وزينه بالسكينة والحلم،والهمه الصدق ، والهمه رشده ووفقه لطاعته ، ووعظه بالعبر، وابغض اليه المال وقصر منه الامال ، ورزقه قلبا سليما وخلقا قويما وشغله بمحبته.
س: كيف ندعو الله تعالى؟
ج: اللهم اسألك ان تصلي على محمد وآل محمد وان تجعلني ممن يديم ذكرك ولا ينقض عهدك اللهم اني اسألك بحقك وقدسك واعظم صفاتك واسمائك ان تجعل اوقاتي في الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصوله واعمالي عندك مقبولة حتى تكون اعمالي وأورادي كلها وردا واحدا وحالي في خدمتك سرمدا.
س: كيف نتقي حذر الجزع والخوف ؟ ج : اياك والجزع فانه يقطع الامل ويضعف العمل ويورث الهم .
س: سيدي اصبح التواضع والبساطة والتسامح للمرء يقال عنها انها صفات اكل الدهر عليها وشرب ولم تعد ذو جدوى ماهو التواضع وماذا تفسره؟
ج: زينة الشريف التواضع,والتواضع يكسوك المهابة ,وبالإحسان تملك القلوب , بكثرة الكبر يكون التلف .
س: سيدي ظاهرة احتكار المواد في اوقات الازمات والحروب وبيعها باسعار عالية جدا ماهي رسالتك للمحتكر؟.
ج: الاحتكار شيم الأشرار ,والاحتكار داعية الحرمان .
س: سيدي ماهي القناعة برايك ؟
ج: القناعة كنز لايفنى,والقناعة الاكتفاء بالموجود ,وترك التشوق الى المفقود ,والعبد حر اذا قنع ,والحر عبدا اذا طمع من لم يقنع بالقليل لم يكتف بالكثير ,واعرف الناس بالله من رضي بما قسم له ,والغني من استغنى بالله والفقير من افتقر الى الناس ,ولاغنى الا غنى النفس
س: سيدي الصديق هو المرآة التي تعكس الوجه الاخر للمرء ,فهنالك ظاهرة اسمها الغدر والخيانة وعدم الوفاء ماهو رأيك بالصديق ؟
ج: الصديق نسيب الروح، والأخ نسيب الجسم.,وصديقك من نهاك، وعدوك من اغراك,ولا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ اخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته,واصدقاؤك ثلاثة، واعداؤك ثلاثة، فاصدقاؤك: صديقك، وصديق صديقك، وعدو عدوك. واعداؤك: عدوك، وعدو صديقك، وصديق عدوك,ولا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك.
س: سيدي الظلم والجور والطغيان سلاح المستبدين الذين يريدون تصدير ثقافة الخنوع لشعوبهم بماذا تصفه ؟
ج: الظلم يوجب النار,والبغي يوجب الدمار,والظلم ألأم الرذائل ,والعدل قوام البرية والظلم بوار الرعية,والظلم في الدنيا بوار وفي ألأخرة دمار,والظلم يزل القدم . ويسلب النعم , ويهلك ألأمم. الجور يعود بالجلاء , ويجل العقوبة وألانتقام,وأياك والظلم فإنه أكبر المعاصي , وأن الظالم لمعاقب يوم القيامة بظلمة ,وإياك التجبر على عباد الله , فإن كل متجبر يقصمة الله ,وآفة العدل الظلم الجائر. وآفة العمران جور الظالم ,وأذا ملك ألأرذال هلك ألأفاضل ..
س: سيدي الفقر انتشر بشكلاً كبير في أوطاننا وتعد القارات وخلف أمراض اجتماعية وشخصية هزيلة في العالم الاسلامي والانساني بماذا تفسره ؟
ج: لقد قلت لابنِي محمّد بنِ الحَنَفِيَّةِ ( يا بُنَيَّ، إنّي أخافُ علَيكَ الفَقرَ، فَاستَعِذْ بِاللّهِ مِنهُ ؛ فإنَّ الفَقرَ مَنقَصَةٌ للدِّينِ، مَدهَشَةٌ للعَقلِ، داعيَةٌ لِلمَقتِ) , لوكان الفقر رجلاً لقتلته ,الفَقرُ المَوتُ الأَكبَرُ,والفَقرُ يُخرِسُ الفَطِنَ عن حُجَّتِهِ، والمُقِلُّ غَريبٌ في بَلدَتِهِ,والفقر في الوطن غربة ,والغنى في الغربة وطن,الفَقرُ أزيَنُ عَلَى المُؤمِنِ مِنَ العِذارِ الحَسَنِ عَلى خَدِّ الفَرَسِ,وأكبَرُ الفَقرِ الحُمقُ,وفَقرُ النَّفسِ شَرُّ الفَقرِ,ولا فَقرَ بعدَ الجَنّةِ،ولا غِنى بعدَ النارِ.
س: اليوم هنالك ازمة في رجال الدولة ،وازمة في التعامل مع مكونات الدولة ،وازمة في ادارة الية الدولة ,وانت سيدي لقد كانت لك فلسفة ورؤية عظيمة في ادارة الدولة الانسانية في وصيتك (لمالك الاشتر) ماهي نصيحتك لمن يريد ادارة الدولة اليوم ؟
ج: اولاً :فَلَيْسَتْ تَصْلُحُ الرَّعِيَّةُ إِلاَّ بِصَلاَحِ الْوُلاَةِ، وَلاَ تَصْلُحُ الْوُلاَةُ إِلاَّ بِاسْتِقَامَةِ الرَّعِيَّةِ,فَإِذا أَدَّتِ الرَّعِيَّةُ إِلَى الْوَالِي حَقَّهُ، وَأَدَّى الْوَالِي إِلَيْهَا حَقَّهَا، عَزَّ الْحَقُّ بَيْنَهُمْ، وَقَامَتْ مَنَاهِجُ الدِّينِ، وَاعْتَدَلَتْ مَعَالِمُ الْعَدْلِ، وَجَرَتْ عَلَى أَذْلاَلِهَا السُّنَنُ، فَصَلَحَ بِذلِكَ الزَّمَانُ، وَطُمِعَ فِي بَقَاءِ الدَّوْلَةِ، وَيَئِسَتْ مَطَامِعُ الاْعداء,وَإِذَا غَلَبَتِ الرَّعِيَّةُ وَالِيَهَا، أَوْ أَجْحَفَ الْوَالِي بِرَعِيَّتِهِ ,
ثانياً: وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك.
س: سيدي اليوم هنالك من يسرق من بيت المال وتحت مسميات عديدة والدنيا زائلة ويترك الفقراء ليس لهم مأوى وملبس ومأكل,وماهي حادثة عقيل أخاك الذي اراد من بيت المال فوق مايستحقه,ماهي نظرتك وانت تولية على مال المسلمين وخراج الدولة ؟
ج: وَاللهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاَكِهَا، عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جِلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ، وَإِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا مَا لِعَلِيّ وَلِنَعِيمٍ يَفْنَى، وَلَذَّةٍ لاَ تَبْقَى!, وَاللهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً ، أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلاَلِ مُصَفَّداً، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ، وَغَاصِباً لِشَيْءٍ مِنَ الْحُطَامِ،وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلاً وَقَدْ أمْلَقَ
حَتَّى اسْتَمَاحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً،وَرَأَيْتُ صِبْيَانَهُ شُعْثَ الشُّعُورِ، غُبْرَ الْأَلْوَانِ، مِنْ فَقْرِهِمْ، كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ ، وَعَاوَدَنِي مُؤَكِّداً، وَكَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً،فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ سَمَعِي، فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُهُ دِينِي، وَأَتَّبِعُ قِيَادَهُ مُفَارِقاً طَرِيقِي، فَأَحْمَيْتُ لَهُ حَدِيدَةً، ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِيَعْتَبِرَ بِهَا، فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا، وَكَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا ،فَقُلْتُ لَهُ: ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ ، يَا عَقِيلُ! أَتَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ، وَتَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ!أَتَئِنُّ مِنَ الْأَذَى وَلاَ أَئِنُّ مِنْ لَظىً.
س: سيدي ايهما أبقى العلم أم المال في الدنيا ؟
ج: معرفة العلم دين يدان به، به يكسب الانسان الطاعة في حياته، وجميل الاحدوثة بعد وفاته، والعلم حاكم، والمال محكوم عليه.,والعلم خير من المال,لأن المـال تحرسـه و العلـم يحرسـك ..,والمـال تفنيـه النفقــة و العلـم يزكـو على الإنفـاق ,والعلـم حاكــم و المـال محكـوم عليه,مـات خازنـو المـال وهـم أحيــاء ..,والعلمــاء باقـون مابقـي الــدهرأعبائهم مفقودة و آثارهم في القلب موجودة.
س: سيدي ماذا تقول في ذهاب الوفاء والغدر بين الناس؟
ج: ذهبَ الوفاءُ ذهابَ أمس الذاهب ,فالنـاس بـيـنَ مـُخـاتـل ومـواربِ , يُفشـون بينهمُ الـمـودةَ والـصـّفا
وقـلـوبُـهم محـشـوّةٌ بـالـعـقـاربِ ,وتغيرت المودة والاخاء وقل الصدق وانقطع الرجاء ,وأسلمني الزمان الى صديقً كثير الغدر ليس له رعاء,وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ و لكن لا يدومُ له وفاءُ.
س: سيدي ماهي الأخلاق في ظل فوضى اسمها غياب الاخلاق الحميمة ؟
ج: كفى بالقناعة ملكا ً وبحسن الخلق نعيما ً,و من كسا الحياء ثوبه لم ير النّاس عيبه , ولا يكمل الشرف الاّ بالسخاء والتواضع ,ومن شيم الأبرار حمل النفوس على الايثار,وكمال الفضائل شرف الأخلاق ليكن سجيّتك السخاء والأحسان,وما أحسن العفو مع الأقتدار,و من نصح نفسه كان جديرا ً بنصح غيره .
س: سيدي الموت هو الحقيقة التي يستدل من خلالها على زوال الجميع الا وجه الباري تعالى هو الباقي بعد فناء كل الاشياء ماذا تقول به ؟
ج:لا تأمن الموت في طرف ولا نفس***ولـو تـمنعــت بــالحجـاب والحـــرس وأعـلـم أن ســهــام المــوت نـافـذة***فــي كــل مـــدرع مــنـــا ومـتـــــرس هـل يـدفـع الـدرع الحصين منيـة***يـومـا إذا حـضـــرت لــوقــت ممـاتي أنــي لا أعــلم أن كــــــل مجمــع***يـومـا يـؤول لـفـــــــــــرقة ونـجــــاة
س: سيدي سميت ابو الأيتام وأنت اهلاً لذلك ماذا توصي بالتيم بعد رحيلك؟
ج: لقد أوصيت الامام الحسن (الله، الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فإني سمعت حبيبي رسول الله يقول مَنْ عال يتيماً حتى يستغني عنه أوجب الله له بذلك الجنة “)
سيدي ياابا تراب ياألق الزمان ومجده وذكرك هو الفرضوا, وان شاغ الدهر بالدنيا ستظل أنت كما أنت ياعلي ذاك الفتى الغضوا ,الوقت قصير جدا معك ونفذ بسرعة جدا وبقي سؤال أخير وأعود بعدها ادراجي من حيث أتيت وسأبلغ العالم بأسره انني التقيت برئيس أعلى سلطة مسئولة عن النزاهة والاستقامة,ورئيس إمبراطورية عظمى مترامية الاطراف حدودها تصل بين الشرق والغرب, واحدثهم عن كرمك وعفوك وطيب لسانك وإنسانيتك,فلا موعد مسبق لمن يريد ان يتحدث عن مظلوميته معك,ولا بيروقراطية في اتخاذ القرار,ولا حواجز كون كريتية تحيط ببيتك البسيط ,ولاوجود لحاشية سيئة الصيت والسمعة تبتز وتساوم كل من له طلب لقضاء حاجة, مكانك معروف فلا يحتاج لدليل فكل من أضاعك سيجدك عند اقرب نقطة هي بيوت الضعفاء والفقراء والمساكين.
س: التسامح والاحسان والسلام لغة غائبة عن الساحة وحل محلها لغة العنف والقتل ماذا تقول وأنت من سامحت الكثير وعرضت وعفوت حتى لمن إساءة أليك ؟
ج: أحسن الى من أساء أليك ,واتق شرمن أحسنت اليه ,وأصلح المسيء بحسن فعالك ودل على الخير بجميل مقالك,ولا يحوز الغفران الامن قابل الاساءة بالاحسان,واجعل جزاء النعمة عليك الاحسان الى من اساء اليك ,واحسانك الى من كادك من الاضداد والحساد هو داع الى اصلاحهم, والإحسان غريزة الاخيار، والاساءة غريزة الاشرار,وعليك بالإحسان فأنه افضل زراعة واربح تجارة,ورأس الايمان الاحسان الى الناس,والاحسان غنم والمحسن من عم الناس بالإحسان,ومن كثر أحسانه أحبه أخوانه وكثر خدمه وأعوانه.