23 ديسمبر، 2024 7:06 م

مصاب الزهراء عليها السلام والضبابية

مصاب الزهراء عليها السلام والضبابية

وتعالى وكذلك رسول الله (ص) وقد أخبر القران الكريم بمنزلتها ومقامها السامي وكذلك السنة النبوية الشريفة بالإضافة الى أفعال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )إتجاه سيدة نساء أهل الجنة سلام الله عليها من ناحية التكريم والأحترام ، وقد جابهت الصديقة الكبرى عليها السلام الإنقلاب الخطير الذي دبر له كبار الصحابة واشتركوا في إنجاحه ومن ثم تغير طريق الرسالة المحمدية السمحاء ، فقد كانت مسرحية السقيفة التي نتج عنها تولي ابو بكر الخلافة ومن ثم إجبار المسلمين على بيعته بعد أن سيطرت قبيلة أسلم على المدينة بأبنائها الأربعة ألاف مقاتل ، وفي هذه الأجواء المشحونة أنتفضت سيدة نساء العالمين عليها السلام وحملة راية الثورة والرفض للواقع الذي أراد فرضه قادة الإنقلاب على الأمة ، و قد نتج عن هذه الثورة الفاطمية هجوم الإنقلابيين على بيت الرسالة والوحي بعد أن أحرقوا بابه وكسروا ضلع السيدة فاطمة عليها السلام واسقطوا جنينها المحسن عليه السلام ، وأستمرت سيد النساء عليها السلام في نضالها من أجل تعرية الأنقلابيين أمام الأمة في ذلك الزمان وفي كل زمان الى قيام الساعة ، حتى تعرف الأجيال طريقة الله القويم الذي بينه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فمن أهم مصاديق ونتائج تصدي الصديقة الكبرى للسلطة الحاكمة هو إظهار إنحرافها وأبتعادها عن تعاليم الله سبحانه وتعالى بل ضلالها بعد أن تركت الخليفة الشرعي الذي بايعته الأمة في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )،
حتى لا تنخدع الأمة وأجيالها ويلتبس عليهم الحق وينساقون خلف ممن تقمص الخلافة بل وضعت الصديقة الكبرى النقاط على الحروف ورسمت لجميع الأجيال الصورة الحقيقية لقادة الإنقلاب ومن تبعهم من الأمة ، وللحفاظ على التضحيات العظيمة التي قدمتها الصديقة الكبرى عليها السلام من أجل الولاية والإسلام ،علينا أن نبين ونظهر دقائق المؤامرة والإنقلاب بكل وضوح من خلال ذكر التفاصيل مع الأسماء والعناوين ، وذكر واقع الأمة في ذلك الزمان ومواقفها إتجاه ذلك الحدث الخطير ، لأن ذكر المصاب من ناحية الهجوم على البيت وكسر ضلع السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وإسقاط جنينها المحسن عليه السلام وبكائها بالإضافة الى إغتصاب فدك والعوالي وخطبتها في المسجد هذا شيء مهم وواجب لتذكير وتعريف الأجيال بهذا المصاب الجلل الذي تعرض له بيت النبوة من أجل الحفاظ على دين الله القويم المتمثل بطريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ولكنه ليس كافياً ، ولأتمام المهمة من أجل إظهار الحقيقة كاملة للأجيال حتى تأخذ حذرها من الإنحراف علينا ذكر الأسماء بمسمياتها كذكر القبائل التي دعمت السلطة والأسباب التي من أجلها وجدت السقيفة ومن هم الذين قادوا أحداث السقيفة والصحابة الذين هجموا على بيت الرسالة ومن تصدى لهذا الهجوم والمواقف الحقيقية للمهاجرين والأنصار والمسلمين الذين يحيطون بالمدينة كالطائف ومكة وكذلك القبائل كبني أسد وطي وسليم وهوازن وتميم وبقية القبائل ، لأن إظهار هذه النقاط بشكل مفصل يبين للأجيال حقيقة الثورة الفاطمية بكل تفاصيلها وكذلك موقف الأمة قاطبة في تلك الاحداث ، ومن خلال هذا التوضيح سنؤكد على أهداف الثورة الفاطمية التي أرادت الصديقة الكبرى عليها السلام تحقيقها من خلال تصديها للإنقلابيين ، أما طرح المصيبة بشكل يقتصر على حرق الباب والهجوم على البيت وكسر الضلع وإسقاط الجنين و إغتصاب فدك مع عدم ذكر الأسماء والعناوين والمواقف والظروف التي كانت سائدة في ذلك الزمان يعطينا صورة ضبابية عن هذه المصيبة العظيمة التي تعرضت لها الصديقة لكبرى عليها السلام ، وهذه الضبابية تحجز الكثير من الإشعاع النوراني للثورة الفاطمية الذي به يتوضح طريق الحق ويصبح أكثر وضوحاً وبياناً ، لهذا علينا رفع هذه الضبابية حتى ينبعث الإشعاع النوراني كاملاً للأمة حتى يرشدها لولاية أمير المؤمنين عليه السلام وطرق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .