الدول الشرقية مقسمة من حيث السوق الاستهلاكي بين روسيا و معها بعض الدول المنشقة من الاتحاد السوفيتي وبين الدول الغربية بما فيها امريكا لكل حصته ومعسكره لتصريف انتاج معاملها من الاسلحة – البنادق والمدافع والدبابات والطائرات المروحية والسمتية و الصواريخ بجميع اشكالها وانواعها – ان ايرادات هذه الاسلحة ليس كأي بيع فهي بالمليارات.
يفغيني بريماكوف وزير خارجية روسيا الاسبق في حوار تصادمي مع هنري كيسنجر يقول: ان روسيا اهينت في ليبيا وانها لن تنخدع مرة اخرى من الغرب في سورية وستقف مع النظام حتى النهاية حفاظا على مصالحها، اما الوزير الحالي لافرف اشار بصراحة ان الدول الغربية بما فيها امريكا لاتريد لروسيا ان تغير موقفها في مجلس الامن لكي تبقى امريكا والدول الغربية على الرؤيا نفسها لذلك لن يكون لهم موقف الاّ بعد ان تنهي اطراف الصراع بعضها بعضا حتى تشمل المنطقة بأكملها.
ولماذا يتحركون لانهاء الصراع طالما معاملهم تعمل بثلاث ورديات لتلبية الطلبات الوافرة من الاسلحة هل هناك احسن من هذه الحالة لهم؟ يُراق دمائنا ويُهدم بيوتنا ويُشرّد اهلنا من الديار ويُهجّرون الى بقاع العالم كلاجئين ويموت مئات الالاف وحتى الملايين كلها في سبيل ان يكسب (جوني )المال. مستفادين من مصائبنا .
تجارة الاسلحة تربح اكثر من تجارة المخدرات اما الفرق بينهما فالاول يقوم به رؤساء و وزراء اما الثاني تقوم بها عصابات ومافيات وكلا التجارتين لتدمير الشعوب وسلب اموالها.
اية حركة في اية منطقة من العالم ضد الحكومة أو ضد طرف اخر يقابلها حركة كبيرة في مبيعات الاسلحة فالمسألة ايجاد تحركات جادة وذلك بزرع الفتن بين الاطراف لتقاتل وتفّجر وتخطف وتغتصب وتُهجّر بعضها البعض حتى يزداد الطلب على الاسلحة.
هنا يجب ان لانغفل ان البلد الذي فيه الحالات اعلاه يكون عاجزا من تأمين قوت يومه وادامة حياته فلا زراعة ولاصناعة ولا حياة اجتماعية حتى يتدخل الغربي ويغرق السوق ببضاعته الراكدة.
مصر، تونس، ليبيا، عراق، يمن،و صومال كلها تعيش الفوضى العارمة الان خرجوا من ربيعهم العربي الى خريف قاتم . أما سورية لاتزال في اوهام الربيع العربي .هذه (الفوضى الخلاّقة )هي الخطة الامريكية في الشرق الاوسط الجديد كما صرحت بها وزيرة خارجية امريكا الاسبق كونداليزا رايس وتابعت الحكومة الديمقراطية الحالية تطبيق الخطة بكل حذافيرها أمام عجز عربي مغلّف بالقهر والاحتقان والرماد.
المصيبة الكبرى الكل تدرك هذه المسألة وتدعوا الى التوحد ونبذ الفرقة من ناحية ولكن من الناحية الاخرى تراه يختلق الفتن ويصب الزيت على النار سواء عن تعمد أو جهل ويستعين بأيات من القران الكريم واحاديث نبوية ويفسرها تفسيرا غريبا بما تصب في خدمة فئته أو جماعته ضد خصمه المسلم الغير المتفق معه في الفكر.نحن شعوب تنقاد بسرعة وتُصَدِق الاعلام ولا تفكر ولاتجتهد لعمل اي شيء تاركين الغرب لتفكرلنا وتجتهد .
صمت الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الاسلامي وعجزهما من منع المجازر التى ترتكب في الدول العربية سببها عدم وجود قوة تنفيذية لقرارتهما ولا اعتبار لقراراتهما في العالم رغم امتلاك الدول الاعضاء فيها مايقارب ثمانون بالمائة من مصادر الطاقة العالمية من نفط وغاز ومعادن ثمينة ناهيك عن مصادر المياه العذبة والطبيعة والموقع الجغرافي الفريد.
عسى الله ان يهدينا الى ادراك الحقائق ونبذ الخلافات والتفرغ لاعمار بلداننا وبناء اجيال مثقفة مؤمنة بكل ماهو صحيح ونافع ، اجيال ترفع شأننا وتستغل ثرواتنا الوطنية بما تفيد امتنا بإذن الله