أكثر من ضربة على الرأس توجع كما يقال , فبعد تفجر الشارع غضباً نتيجة تراكمات سنين من الظلم والجوع ونهب للمال والاثراء على حساب ثروة البلاد والسياسسات الفاشلة , فلم يكن في حسابات الكثيرين او حتى اكثر جهابزة السياسة ان يروا هذا التحول الدراميتيكي في الاحداث خاصة في ما وصل اليه المالكي على الاقل في هذه الاوقات او صعود نجم العبادي بهذه السرعة .
فأولى دوران الحظ والبخت كانت اختيار العبادي بديلا للمالكي , فالاقل اصواتاً في الانتخابات يكون رئيساً للوزراء على حساب الاكثر اصوات ونفوذاً .
مصيبة المالكي الاخرى هي قرار المرجعية بالضرب بيد من حديد على كل المفسدين وهذه اشارة ورسالة واضحة الى تحميل المالكي صورة العراق الفاسدة التي وصل اليها , وفي الوقت نفسه منح الضوء الاخضر لمحاربته اي الفاسد بسيف حيدر العبادي .
قرار لجنة سقوط الموصل وتحميل المالكي المسؤولية لم تكن المصيبة الاخيرة فكانت قبلها الغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ليكون العبادي البطل الثائر ضد من تسبب في دخول داعش وضد الترهل الحكومي وجاءت على حساب المالكي .
اما في جانب الدعم الدولي والاقليمي فلم يحصل مسؤول عراقي كما حصل عليه العبادي اليوم , فهذه المواقف المساندة لم تأتي حباً بزيد ولكن كرهاً بمعاوية واتهام المالكي بأنغلاق العراق على نفسه وسوء علاقاته مع دول الجوار او محيطه العربي.
واخيراً الدعم الجماهيري والشعبي الداخلي الغير مسبوق الذي حضي به سيسي العراق كما يسمونه او ينتضرون منه ان يصبح كذلك , وكأن لسان حال الكثيرين يقول مصائب قوم عند قوم فوائد او كما يقول الاخوة المصريون ( ابن المحظوظة ) .
قوط سريع ومدوي لرئيس الوزراء المالكي على الرغم من انه اكثر الاعلى الاقل في حسابات البعض ان يكون السيد المالكي متهما رسمياً في سقوط الموصل , وتحميله مسؤولية هدر المليارات من الدولارات على مشاريع وصفقات فاسدة لم يجني منها العراق الا الحسرة على هذه الاموال المبعثرة والمنهوبة , وايضا تحميل المالكي بفقدان ثلاث محافظات احتلت من قبل داعش , اما الموقف الدولي والاقليمي انقلب راساً على عقب ضد المالكي بعد ان كانت واشطن اكثر الداعمين له , وبالتالي فان اكثر من ملف فتح لمحاكمة او اسقاط المالكي .