23 ديسمبر، 2024 8:33 ص

مشکلة إيران والمنطقة والعالم

مشکلة إيران والمنطقة والعالم

کثيرة ومختلفة المشاکل التي تعصف بالاوضاع في دول المنطقة وتحول دون إستتباب السلام والامن والاستقرار فيها، وإن البحث و التقصي عن العوامل والاسباب التي تقف خلف کل ذلك الکم الهائل من المشاکل والازمات، فإننا نجد إن مخططات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هي من تقف وراءها جميعا، وإن إستمرار هذا النظام يعني بالضرورة إستمرار تلك المخططات وبالتالي بقاء تلك المشاکل والازمات محدقة بالمنطقة.
الخطر والتهديد الجدي الذي صار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يشکله على دول المنطقة صار حقيقة ماثلة أمام الاعين ولم يعد هنالك من مجال للتهرب منه أو تجاهله والتغاضي عنه خصوصا وإنه يستغل عدم التصدي له وکذلك الوقوف ضده بالمزيد من التوسع والانتشار وعدم التوقف عند حدود معينة ولهذا فإن من يستمر في تجاهله لمخططات هذا النظام عليه الانتظار حتى يأتي الدور عليه ويجد نفسه بقبضة هذا النظام، وهذه حقيقة وأمر واقع لمسناه على مر الاعوام المنصرمة.
هذا النظام الذي عمل في بداية تأسيسه على تقديم نفسه کنصير للشعوب المظلومة وحليف لها من أجل النضال في سبيل الحرية والديمقراطية، لکن الذي تأکد لدى شعوب و دول المنطقة و صار معلوما بمنتهى الوضوح، هو إن هذا النظام على النقيض تماما من شعاراته ومزاعمه البراقة في ظاهرها والفارغة والجوفاء في حقيقة أمرها، ولاسيما بعد إن إتضح دوره في مساندة النظام السوري القاتل لشعبه وکذلك لکل نظام آخر معاد لشعبه وحتى إنه يٶدي في العراق دورا بنفس الاتجاه، مما تبين بأن الذي يدعيه هذا النظام شئ والحقيقة والواقع شئ آخر مختلف تماما.
منذ أن بدأ النظام الاسلامية الايراني بتفعيل شعاره المشبوه”تصدير الثورة” في لبنان في بداية الثمانينات وقام بتأسيس حزب الله في هذا البلد و شرع في التدخل فيه حتى جعله في قبضته الى حد ما، فإن تجاهل هذا الامر من جانب دول المنطقة قد دفع هذا النظام للتجرؤ والتمادي أکثر فأکثر عندما بدأ يتحرك بإتجاه العراق وسوريا واليمن والبحرين والسعودية والکويت ودول أخرى وکل دولة بطريقة واسلوب خاص، لکن الذي يجمع بينها جميعا هو سعي النظام لتنفيذ مخططه بتصدير التطرف الديني والارهاب لدول المنطقة من أجل ضمها الى دائرة نفوذه وهيمنته خصوصا إذا مالاحظنا بأنه قام بتأسيسحزب تحت إسم”حزب الله”في معظم تلك البلدان أملا منه أن يقوم بإستنساخ التجربة اللبنانية.

هذا المخطط المشبوه ومنذ أن بدأ النظام بتفعيله على أرض الواقع، لم يکن هنالك من يعلم بحقيقة وواقع النوايا الخبيثة من ورائه سوى المقاومة الايرانية التي کانت بمثابة الطرف والصوت الوحيد الذي إرتفع عاليا من أجل تحذير دول المنطقة والعالم من المخطط الاسود الذي يسعى هذا النظام من أجل تطبيقه على حساب المنطقة ودعت الى مواجهته وشددت على إن تجاهله سيدفع النظام للتمادي أکثر فأکثر بهذا الاتجاه، وإننا اليوم نجد أنفسنا أمام هذه الحقيقة وجها لوجه ولامناص من الاعتراف بأن بقاء النظام الحاکم في إيران يعني إستمرار هذه الحالة السلبية التي ليس هنالك من طريق أو خيار لإنهائها إلا بالتغيير السياسي الجذري في إيران نفسها و الذي تدعو إليه المقاومة الايرانية وتناضل من أجله منذ أربعة عقود وإن الشعب الايراني يتطلع بشوق الى ذلك اليوم الذي يجد فيه کابوس هذا النظام قد زال عن إيران، ومن هنا، فإن دعم المقاومة الايرانية والاعتراف بها رسميا ودعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية والتغيير، بمثابة الاسلوب الامثل الذي على بلدان المنطقة من إتباعه من أجل وضع حد لهذا النظام الذي صار مشکلة إيران والمنطقة والعالم.