22 ديسمبر، 2024 2:18 م

مشهد يراد له أن يستمر!

مشهد يراد له أن يستمر!

ما أفرزته تظاهرات دخول البرلمان من احداث وتوجهات كانت متوقعة للكثير من النقاد والساسة والمحللين من انها مدبرة ولم تكن مصادفة وعفوية ، ودليل على ذلك التصرف الغير المسؤول من الحمايات المخصصة لحفظ النظام ، ومن غض الطرف وسهل وفتح ابواب المنطقة الخضراء والبرلمان وعدم حصرالتظاهرات المتشددة في ساحة التحريركما شهدته الممارسات السابقة ، وعطفا على الشعارات والمناداة التي رددها من دخل باحة البرلمان وتسلق جدرانه بمحاسبة السراق واللصوص داخل قبة برلمان الحليف الحلبوسي ، والحليف الأخر البرزاني يتفرج وينتظر حتى تنفذ اراداته المتنوعة ومنها شخص يدين له بالولاء يعينه لرئاسة دولة عربية ! ، وهل المطالبة باقصاء الفاسدين التي رفعتها المعارضة المتظاهرة لتصحيح مسار حكومات متعددة سابقة لم تقدم شيء يذكر، ام على حكومة الكاظمي ! أم الاعتراض على تشكيل حكومة لم ترى النور بعد ودون اللجوء الى الفوضى والعنف .
كي تفهم الناس المسالمة ان من يتحمل المسؤولية منحه فرصة الوقت والعمل لتحقيق ما تصبوا اليه من خلال نخبة تحترم ارادتهم ، وان لا نبقى نحتكم الى جرة الاذن والكصكوصة والمزاجيات ، وفي هذا السياق التيار لم يجبر على الانسحاب وهو جزء رئيسي من كل الحكومات التي مرت على البلد منذ عام 2003 ولحد الآن ، فالحرب الكلامية والتراشق بين اكبر مكونات القوى الشيعية ( والخلاف ليس في الرؤيا لادارة الدولة ) اذا ما استمرت بين الجانبين قد تؤدي الى تداعيات سوف يندم عليها من ايقضها بحصول ما هو اسوء.
هنالك الكثير من القوى المعادية من دول الجوار والخليج والكيان الصهيوني الامريكي تريد لهذا المشهد ان يستمر بمراحل تصعيدية متقدمة حتى يصل الى العنف ولا تريد لهذه القوى( الاطار والتيار) ان تتعافى وتصبح فاعلة في المشهد السياسي والتنموي ، ولاننسى بان بقية الشركاء هادئة وواقفة على التل في رسم صورة الدولة بما تريد مصالحها على حساب فرقة الكتلة الاكبر لتجزئة الوطن .
ما تريده الناس المظلومة لتسير الحياة بعيدة عن المهاترات ، استقلال القضاء بما يسهم بالتدوال السلمي للسلطة ، وترسيخ مبدأ المواطنة في الحقوق والواجبات ، والالتزام والاحتكام الى الدستور لكف ابتزاز الاقليم في كل القضايا الحساسة ، وهي رغبات حقة وسهلة المشارب والتطبيق وليست عسيرة الانجاح اذا ملئت الضمائر بحب الوطن ونفع الناس .