لازال يلمع في ذهني المشهد الذي طالما ذكرته الكتب والمقالات والتعليقات عن الزعيم الهندي المهاتما غاندي عندما ركض مسرعاً نحو القطار محاولاً الركوب في احدى عربات القطار المكتظ بالالاف الهنود الذين بحاولون الوصول الى محطات عملهم او منازلهم فسقط منه احدى فردتي نعله فخلع الاخرى ورمها بجنب الاولى فسأله احدهم ما حملك على هذا؟ فقالت : احببت ان يجده الفقير فينتفع به ، كم كان موقفاً انسانياً من المهاتما وليس بغريب ان يصدر منه موقف كهذا لكن هذا المشهد الذهني اللامع عاكسه مشهد واقعي حصل بالامس عندما انهيت عملي وعدت الى بيتي وعند احدى السيطرات كانت تقف امرأءة قد رسم الفقر والجوع والعوز والحرمان صورة وجهها وهي تدفع طفل في عربة يبدو انه مصاب بمرض ما فمعالم الطفوله مختطلة بمعاناة الآلم الذي وآلم المعاناة فضيع ومرت امامي سيارة تحمل اربع طالبات فأرادت احدهن مساعدة تلك المرأة بما تيسير لها من مال تحملة في حقيبتها لكن سائق السيارة اسرع لكي يدخل السيطرة ويجتاز الازدحام مما حمل المرأة الفقيرة ان تركض مسرعةً نحو السيارة وتترك الطفل في العربة تتزحلق عربة حتى كاد يدهس كل هذا من اجل مبلغ زهيد في احسن الاحوال الف دينار ولم تستطع ان تلحق بالسيارة ورجعت ادراجها خائبة نحو عربة طفلها فشعرت بمرارة المشهد الواقعي وتذكر المشهد الذهني الجميل للعظيم غاندي وخطر على بالي سؤال ترى هل سيولد غاندي آخر ام انه سيصبح ضرب من الخيال ؟!