22 ديسمبر، 2024 7:07 م

مشهد الفجائع اليومي

مشهد الفجائع اليومي

ماكنة الموت اليومي التي تحصد العراقيين بالجملة مستمرة مستهدفة المساجد والحسينيات والاسواق ودور العلم والساحات والاماكن المكتضة ببسطاء الناس ..مستمرة متبوعة بشجب واستنكار من الجهات المسؤولة البعيدة عن هذا الدمار.
فاجعة حسينية الحبيب بن مظاهر ومعظم ضحاياها من طلبة الجامعة لم تكن فاجعة الفواجع ولن تكون آخرها.
المشهد شبه اليومي للعمليات الارهابية الموزعة على شكل سيارات مفخخة، وعبوات ناسفة مزروعة او ملصوقة، وهاونات وقذائف اين ما وقعت اصابت،واسلحة كاتمة،وكل ادوات واسلحة الابادة والدمار والتخريب التي تحصد ارواح العراقيين بلا تمييز تستهدفهم في كل بقعة يتواجدون عليها..وقودها المتميز فقراء الوطن كونهم الشريحة الاكبر والاوسع انتشارافي بحث متواصل عن اسباب الرزق والعيش الشريف،وكونهم الاقل حيطة وحيلة وحماية.
هذا المشهد تحول الى ظاهرة وطقس وفرض كفاية قد يتحول الى فرض عين في يوم ما..اعتدناه للدرجة التي بتنا نحدث انفسنا ونحن في طريقنا للعمل اوالدراسة اوالتسوق ،نحدث انفسنا ماذا لو حصل تفجير الآن؟!.هذا الهاجس يتضخم عند تواجدنا في الاسواق والمناطق المزدحمة وايام الزيارات المليونية بحيث افقدنا متعة الحياة اليومية البسيطة.
منظر الاشلاء المتناثرة،والسيارات والسلع  والبسطيات المحترقة والتي غالبا ما تعود لبسطاء الناس وفي الاسواق والمناطق الفقيرة.. هذا المنظر الذي تفتتح به الفضائيات نشرتها المسائية جدير بان يسد نفسك عن تناول وجبة عشاء رغبت بتناولها مع افراد عائلتك الذين كدرهم واصاب نفوسهم بالغم وابعد شهية الطعام عن ذائقتهم وطرد النوم عن اجفانك واجفانهم.
ترى ما الذي يجعل السيطرة على الاوضاع الامنية بهذه الصعوبة برغم وجود قوى امنية باعداد هائلة وتجهيزات متكاملة واستنفار دائم ؟!.
هل هنالك ارادات خارجية فرضت هذا الواقع  المؤلم المرير وجعلته احد شروطها،ام ان هناك نوايا غير مخلصة في الداخل؟!
هل استمرار هذه الاوضاع المأساوية تمثل ديمومة لوجود البعض وترسيخا لمركز البعض،واستمرارا لأمتيازات البعض الآخر؟!!.
قادة العراق وسياسيوه هل عجزوا تماما عن الحل،واذا كان الامر كذلك فلماذا لايطلعون شعبهم على الحقائق ويقدمون اعتذارهم ويسلمون الراية لمن يتعهد بايصال السفينة العراقية الى بر الامن قبل ان تغرق بمن فيها ومافيها؟!!.