حقيقة مشكور حيدر شكور .. عندما تقدمت فيلق الاعلام لتقاتل في الخطوط الامامية بطريقتك الخاصة جراثيم وفايروسات داعش ، في مناطق تواجدها حتى لا تتنشر عدواها الى مناطق اخرى ، فجيش الاعلام لا يقل أهمية عن صنوف الجيش الاخرى , بل هو ضرورة قائمة ولا يمكن تحقيق النصر بدون مشاركاته الفعالة في العمليات العسكرية كافة .. حتى تحقيق النصر النهائي .. بل ان الخبراء العسكريين يؤكدون ان لا نصر لأي جيش في اية معركة ، ما لم يكن هناك دور لجيش الاعلام .. مشكور حيدر شكور تقولها الاسرة الاعلامية لأنك قاتلت عنها وكنت رمزاً عراقياً كبيراً .. فكان جرحك جرحنا .. ونعرف ان جرحك ليس في بدنك فحسب بل هو جرح بلدك وشعبك .. وحتى يعلم الجميع ان الاعلامي العراقي مع بلده وهو فداء له في أي وقت .. ينقل مشاهد البناء والاعمار .. وينقل مشاهد القتل والدمار .. ويشارك في الخطوط الامامية مع ابناء القوات المسلحة في نقل الانتصارات على اعداء العراق .. الاسرة الصحفية والاعلامية في العراق قدمت مزيداً من التضحيات فكان بينهم الشهداء والجرحى حتى ان مؤسسة شبكة الاعلام العراقي قدمت وحدها (83) شهيداً ومئات الجرحى في حين ان شهداء الصحافة العراقية قارب الـ(400) شهيداً نتيجة العمليات الارهابية او مشاركتهم كمراسلين حربيين ومصورين مع القوات المسلحة في محاربة الارهاب الذي طال العراق منذ عام 2005 وما زال مستمراً .. ينهش بجسد العراق الطاهر ليس في العراق ، فقط بل في العالم كله وفي المناطق الساخنة يتساقط الصحفيون ضحايا الحروب والعنف .. حتى احصت منظمة اليونسكو (700) شهيدا صحفيا خلال عقد من الزمان إضافة الى مئات المصابين والجرحى .. إن الجهود الكبيرة التي قدمها الإعلام الوطني العراقي في جميع المعارك التي خاضها العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري المقيت شهادة على ان الاعلام العراقي حاضر في الساحة العراقية حلوها ومرها ، وانه يسجل بثقة تقلبات الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية ويسهم في التغيير نحو الافضل .. وأحياناً يتصدى للإعلام السييء الذي يحاول ان يجر البلاد الى الهاوية .. الاعلاميون العراقيون مشاعل تضيء دروب مسيرتنا نحو الغد الذي نراه مشرقاً ويراه الآخرون مظلماً .. ولذلك نمضي بأمل وانفتاح ودراية نحاول ازالة العقبات . معركتنا مع العدو إعلامية .. فلا غرابة ان يتساقط الاعلاميون شهداء وجرحى ، فالحرب جبهتان .. واحدة أمامية في مواجهة العدو والحد من تحركاته ومنعه من
التقدم ، ورد سهامه الى نحره ، واخرى داخلية ساندة .. وهي مهمة أيضاً وتلاحم الجبهتين يحقق النصر .. وتفرقهما يؤدي الى الهزيمة حتماً .. مثلما حدثت هزائم كبرى امام اعداء الأمة بسبب عدم تماسك الجبهة الداخلية وتصدعها واختراقها من قبل العدو . الاعلام ينقل الحقيقة من ارض المعركة ويشد من عزيمة الجبهة الداخلية ، ويبطل الاشاعات والأقاويل التي تحاول ان تهز الجبهة الاهم .. وقد ادرك الاعلام العراقي دوره بوقت مبكر ولذلك لم ينتظر دعوة من احد للمشاركة المباشرة فكان فيلقه المقاتل بالقلم والكاميرا .. انها الصورة التي ستبقى أبداً مرآة للحقيقة ، والكلمة التي توثق الحقيقة ونحن جميعاً نبحث عنها .. شباب بعمر الورود تركوا ترف المدينة ونواعمها واجواءها ، ليسكنوا مخيمات الجنود ويعيشوا أجواء السواتر ، يفترشون الأرض ويحملون البنادق أحياناً مع الكاميرا ، أعدوا مئات التقارير التلفزيونية والأفلام الوثائقية هي غذاؤنا اليومي في وقفتنا مع قواتنا المسلحة وهي تبعد الشر القادم من الغرب .. ولم يأت من الشرق ، كما كان يزعم ازلام نظام صدام وابواق حثالة البعث ، والمتطفلون العرب على الأموال العراقية ، الذين كانوا يرتزقون بها ، ويزيدون من نار الفتنة الطائفية لإدامة اوارها . اليوم حيدرشكور شاهدٌ ، وجرحه شاهدٌ ، وزملاؤه الذين ما زالوا يقاتلون من أجل صور وكلمات في تلك الأجواء مصرون على اداء مهامهم ، والاتيان بما لم يستطعه الأوائل .. انهم مبدعون حتى عندما يتعرضون الى أذى العدو ، لأنهم ينقلون الرسالة هذه المرة بأجسادهم لا بكاميراتهم ومايكاتهم كما كانوا يفعلون . مشكور حيدر شكور فجهادك كفائي .