7 أبريل، 2024 11:59 م
Search
Close this search box.

مشكلتُنا .. أزمةُ ضميرٍ وأخلاق

Facebook
Twitter
LinkedIn

في خلوةٍ خالصةٍ مع نفسي وأوراقي وقلمي ، حاورْتُ نفسي وسألْتُها :: لماذا نحن على هذا الحال ؟؟ وماالذي حصل وماهي المشكلة ولماذا ؟؟ وبعد انْ استحضرْتُ الماضي والحاضرَ أقولُ انَّ جزءاً كبيراً من المشكلة يكمنُ في أزمةٍ في ( الأخلاق والضمير ) . وقبل الخوض في صُلبِ الموضوع لابد من تسليط الضوء على مفهوم الأخلاق والضمير .الأخلاق كما يعرّفها الحكماءُ والعقلاءُ بأنها ( القواعد المنظِمة لسلوك الأنسان والتي تتحكم في أفعاله وردود أفعاله التي تصدر عنه ، فأمّا أن تكون حسنة فيكون الأنسانُ ذا أخلاقٍ حسنةٍ أو تكون سيئة فيكون الأنسانُ ذا أخلاقٍ سيئةٍ ) . وتعتبر الأخلاقُ المعيار الأُساسي لسلوك الأنسان فبقدر ماتتوفر الأخلاق الكريمة في نفس الانسان بقدر مايكون سلوكه منضبطا ضمن الأُطر الصحيحة للسلوك . أمّا الضمير أو مايُسمى بالوجدان فهو ( قدرة الأنسان  على التمييز فيما اذا كان عمله خطاً أم صواب أو التمييز بين ما هو حق وباطل والضمير هو الذي يؤدي بالشعور بالندم أو الأستقامة نتيجة الأفعال والسلوك ) … أعودُ الى الموضوع ( مربط الفرس ) وأقولُ انَّ ازمة تصدّع منظومة القيم والأخلاق وكذلك الأنفلات الأخلاقي باتت من الظواهر الخطيرة التي تؤثرُ في تعاملات المجتمع وثقافته وقيَمِهِ التي تربّي ونشأَ عليها وانها تؤثر سلباً على تماسك المجتمع وأمن المجتمع . وان حدّة الانفلات الاخلاقي لدى البعض بحيث أصبح كلُّ مَنْ له حقٌ ومَنْ ليس له حقٌ يرتدي ( ثوب ) الديمقراطية والحرية بحجةٍ أو بأخرى . انَّ ابتعاد الناس عن منهج القيم والأخلاق بسبب الأنفلات الذي حصل في السنوات العجاف المنصرمة بسبب الظروف المعروفة ادّى الى تردّي وتصدّع منظومة القيم والمُثُل والأخلاق ،

هذا من جانب ومن جانبٍ آخر فقد أصبح الضميرُ ( الحي ) عملةً نادرةً لدى الكثيرين بل و ( ماتَ ) لدى البعض بسبب المغريات التي يسيلُ لها اللعاب . والمصالح أصبحتْ هي المسيطرة والنفاق والأنتهازية ، وأصبحتْ الأزدواجيةُ في الأقوال والأفعال جزءاً لايتجزأ من حياة الكثيرين . وللأسف الشديد ان الأنفلات الأخلاقي عند بعض الشباب أصبح هو المفهوم ( للديمقراطية والحرية ) وهم واهمون .. ان الوضع أصبح مُقلقاً ومُؤرِّقاً وانَّ الحياةَ في ظل هكذا واقعٍ منفلتٍ اصبحتْ تخلو من نظرةٍ متفائلةٍ لمستقبل اجيالنا القادمة التي اخشى ان يسودها التيه والضياع في ظل تدني المستوى الفكري والثقافي الذي يرتقي بالعقول والبصائر نحو الافضل والامثل والاسمى .. اقولُ على الجميع ان يتقوا اللهَ في هذا الوطن والشعب .. فاذا شاعت الاخلاق الحسنة في المجتمع أمنَ الناسُ وحُفِظَتْ الحقوقُ وقويتْ اواصر المحبة بين افراد المجتمع وقلّتْ الرذيلة وازدادت  الفضيلة ، اما اذا شاعت الاخلاق السيئة فسد المجتمع واختل الامنُ وضاعت الحقوق ..يقول الرسول العظيم محمد ( ص ) ( انّما بُعِثْتُ لأُتمم مكارم الاخلاق )ويقول امير الشعراء احمد شوقي : ( واذا أُصيبَ القومُ في أخلاقِهمْ ……. فأَقِمْ عليهم مَأْتَماً وعويلا )

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب