23 ديسمبر، 2024 3:46 م

مشكلتنا …الفوضى الهدامة

مشكلتنا …الفوضى الهدامة

كل ما يجري من حولنا يشعرنا بالياس احيانا مشاكل كثيرا ولا حل، حلول كثيرة وليس هناك من يستجيب، اراء كثيرة، افكار كثيرة، اطروحات كثيرة، شخصيات تبرز وشخصيات تغيب، فعاليات تنشط وفعاليات تموت، جتى كادت تغيب فيها القدرة والكفاءة، وشيئاً فشيئاً تغيب الثقة وتنطفيء شعلة الامل بالحاضر والمستقبل ولو فكرت مليا لودت ان ما يجري عبارة عن مشاكل واشكاليات صغيرة تحت منظومة كبيرة تكاد تكون عالمية تسيطر على ما يجري او تحاول ان تكون هي المتحكمة في كل ما يجري في واقعنا، وتحدث مجموعة مشاكل هي التي توصلنا الى هذه الحالة من الضياع الجهود والافكار والحوارات والخطوات وكأنها بلا فائدة ..!!!

واحدة من اهم مشاكلنا اليوم هي الفوضى، الفوضى في كل شيء، فوضى في تقييم العمل، اذ لا توجد ضوابط في تقييم العمل، فوضى في تقييم الاشخاص فوضى فتارة يمدح فلان وتارة يقدح به يوما تجده هو الوطني وهو الكفوء وبعد فترى يقدم للاعلام على انه فاشل وفاسد ومتامر منذ سنوات والقوم يعلمون ..!!

فوضى  في تحديد العلاج هل هو بالتظاهر، هل هو الاعتصام، هل هو التمرد، هل هو الصمت وانتظار ما يجري ويحصل لعل الله يحدث امرا..!!

فوضى في تقييم العملية، هل هي تجري على اسس دينية، والى أي مدى تتحرك ضمن هذا النهج، وماهي حدود الدين في دعم ما يحصل اقصد الدعم الديني الحقيقي وليس الدين المختطف، الفوضى في فهم ما هو راي الدين راي الشريعة في توصيف مايجري من حيث العمل ومن حيث الاشخاص هل هو راض بما يحصل او غير راضٍ وهذه حالة من اخطر الحالات في المجتمع اذا كان الدين متردد او مبهما في اعطاء رايه فيما يجري …!!!

فوضى في تقييم النخبة رجال الدين ممن تصدى ويتصدى لقيادة الامة ككل او قيادة العملية السياسية، او من يتصدى للنقد والتوجيه  فقط، من هو المنهج الصحيح واين تكمن الخطوات الموضوعية والصالحة كي نعرف من هو رجل الدين الذي يتعامل مع الواقع وفق رؤية دينية صالحة، بل الفوضى وصلت في خلط الاوراق في توصيف النخبة واتهامهم بلا ضوابط، او مدحهم ايضا بلا ضوابط، تبعاً لتلك الحالة من الارباك، اذن نحن نعيش حالة من الارباك والتشويش في ذهن الامة، وهذا بحاجة الى ان يتنامى دور الوعي لدى الناس، الوعي الذي لا يقاس بالشهادات الاكاديمية او الدينية او الموقع الاجتماعي او المنصب او الكم من قراءة الكتب والمتابعات، وإنما الوعي هو الذي ينتج لدى الانسان ولو فهماً بسيطاً حول ما يجري وماهو المطلوب، ثم ان يتوجه ويتوحد ذلك الوعي في اطار معين، وهذا ما نلاحظه اليوم عبر كثير من الظواهر التي لو تكاتفنا جميعا لكانت ظواهر كبيرة ومؤثرة وقادرة على احداث التغيير وخلق جو جديد لعراق موحد متطور لا يخضع لإرادات ومصالح وفوضوية في البناء والمنهج