17 نوفمبر، 2024 3:39 م
Search
Close this search box.

مشكلة فهم اللغة في برلماننا

مشكلة فهم اللغة في برلماننا

أعتقد: أن هناك فرقاً كبيراً بين أن نقول ان كردستان العراق تشبه الدولة، وبين قول أن كردستان دولة، فكثير من السياسيين والمواطنين يومياً يردد هذه الجملة أن كردستان تشبه الدولة، ولكن هذا لا يغيض، وعندما تقول كردستان دولة فذلك من المحرمات، وكنت أتمنى أن يعرض البرلمان العراقي مشروع موازنة وزارة الدفاع الأمريكية على متخصصي اللغة، فكل لغات العالم متوحدة في قضية التشبيه.

فنص المشروع يقول( التعامل مع العشائر السنية والبيشمركَة الكوردية كبلدين، لغرض إيقاف المادة التي تمنع تصدير الأسلحة للجماعات)، ولم يقل التعامل مع(السنة والكورد على انهما دولتان)، والفرق كبير بين الجملتين، علماً أن كلمة بلد country في اللغة الأنكَليزية معناها(مجموعة ثقافتها متشابهة) بينما كلمة دولة state تعني(كيان سياسي)، ولكن سياسيونا لم يلحظوا ذلك، وإنساقوا خلف الإعلام وخلف الأجندات الخارجية التي تحرك عقولهم وضمائرهم، والأدهى والأغرب من ذلك أن جامعة الدول العربية لم تدن القرار كما فعل البرلمان العراقي، علماً أن قرار الكونغرس يمس مستقبلاً كل سيادة الدول العربية، وغير العربية، لأنه سيسمح وفق القانون الامريكي بتقديم المساعدات العسكرية لكل المعارضات في هذه الدول، مثل الشيعة في البحرين، والسعودية، واهالي سيناء في مصر، وليبيا، وسوريا، ولكن العرب هذا شأنهم في التعامل بغباء مع باقي الدول، فقرار الأمم المتحدة الخاص بفلسطين بعد عام 1967، حيث صوت العرب على القرار بنسخته الفرنسية والأنكَليزية، ولم يكلفوا أنفسهم بترجمة النص إلى العربية ومن ثم تقرير التصويت عليه، فالقرار كان يقول (انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضٍ أحتلت في النزاع الأخير)،ولم يقل الأراضي، وهناك فرق كبير، فإسرائيل نفذت القرار بالإنسحاب من بعض الأراضي التي أحتلتها في عام 1967 ولم تنسحب من كل الأراضي، ولم تخالف نص القرار، لأن القرار لا يقول الأراضي التي احتلتها إسرائيل، بل يقول (أراضٍ )، ولكن نقول أن قرار الكونغرس الأمريكي سيضر أيضاً بسياسة أمريكا وحلفاء أمريكا، لأنه سيفتح الباب لدول أخرى أن تصيغ نفس القرار مثل إيران وتركيا والعراق، وباقي الدول، حيث سيعتبرون بعض الجماعات المؤيدة لهم كبلدان، وتقدم المساعدات العسكرية لهم ضمن موازناتهم العسكرية، ومن دون أن يكونوا مخالفين لأي قانون دولي.

ملاحظة

أنا عن نفسي أعتبر داعش كبلد، وسأخصص 20% من راتبي لمساعدتها عسكرياً

أحدث المقالات