18 ديسمبر، 2024 4:07 م

مشكلة اليمن أهم المخاطر التي تهدد الاتفاق الايراني السعودي

مشكلة اليمن أهم المخاطر التي تهدد الاتفاق الايراني السعودي

قضية اليمن من اهم المشاكل التي تهدد استمرار الاتفاق بين السعودية وايران، حيث لم ترد في الاتفاق تفاصيل توضح كيفية حل هذة المعضلة، بينما اساس قبول السعودية للاتفاق هو انهاء حرب اليمن وانهاء تأثير الميليشيات الحوثية المدعومة من ايران على مسار الصراع في جنوب الجزيرة العربية، لهذا أعتبر كثير من المراقبين الى ان السعودية كانت مرغمة على قبول الاتفاق من اجل غلق هذا الملف الذي يعتبر من الاولويات السياسية للمملكة ليتسنى لها التفرغ للطموحات الاقتصادية والتحولات والاجتماعية بدلاً من الانشغال في المشاكل الاقليمية خصوصاً بعدما سأمت السعودية من انتهازية واشنطن ومواقفها المتقلبة أتجاه مشاكل الشرق الاوسط، وعلى هذا الاساس قبلت وساطة الصين لغرض اشعار الولايات المتحدة ان الخيارات مفتوحة امامها من اجل الحفاظ على مصالحها وامنها القومي خصوصاً بعدما دأبت امريكا على تسخير منظمة الامم المتحدة لصالح مآربها الخبيثة ودفعت ممثل الامين العام في اليمن مارتن غريفيث في حينها الى العمل على ايقاف زحف القوات الشرعية المدعومة من القوات السعودية على ميناء الحديدة لعدم حسم الحرب بعدما أوشكت تلك القوات الاطباق على هذا الميناء الحيوي، مما ادى ذلك الى تمكين ايران من استمرار تدفق شحنات الاسلحة الايرانية المهربة الى اليمن، وبالتأكيد هذه المواقف أسقطت مفهوم العلاقة الاستراجية بين امريكا والسعودية بعدما ثبت حرص امريكا والغرب على استمرار الحرب في اليمن لتكون جرح نازف الى ما لا نهاية، الى ان تحولت الى حرب بالانابة بين السعودية وايران على ارض اليمن التي ادت الى استنزاف موارد الطرفين دون تحقيق انتصار اي طرف على الاخر خصوصاً بعد معركة مآرب، مما ولدت قناعة لدى ايران والسعودية بانها حرب عبثية من غير غالب ولا مغلوب تغذيها أطراف دولية لغايات مشبوهة .. وفي وسط زخم هذة المستجدات أثمرت وساطة الصين في الاعلان عن اعادة العلاقات الدبلوماسية وحل الخلافات بين البلدين، وبناء على ذلك سرعان ما تغيرت مواقف الحوثيين واعلانهم طي صفحة الماضي بعد سنين من العناد، وتم البدء في تبادل الاسرى، والموافقة على وقف اطلاق النار واقامة هدنة طويلة الامد، وأكيد لم يحصل ذلك الا بعد ايعاز من ايران، وهذا لا يعني ان ايران تقدم عربون لاثبات حسن النية بقدر ما تريد ان تثبت انها صاحبة القرار في قضية اليمن لهذا اعلنت الخارجية الايرانية عن دعمها لوقف اطلاق النار ورحبت بتمديد الهدنة من اجل مسيرة سياسية مستديمة كما جاء في بيان الخارجية الايرانية .. مما يعني ان الحوثيين مجرد دمى بيد ايران تتحكم بهم كيف ما تشاء وأكيد سوف يتم الايعاز لهم بتجميد نشاطهم والدخول في مصالحة سياسية والمشاركة في الحكم، الا ان ذلك غير كافي مالم يتم تسلم الحوثيين اسلحتهم للدولة والتحول الى فصيل سياسي يشارك في صناعة السلام، بمعنى ليس هناك حل جذري لمشكلة اليمن من غير نزع اسلحة الميليشيات الحوثية، والا سوف تتحول تلك الميليشيات الى خلايا نائمة تتحكم بها ايران متى ما تشاء او قنبلة موقوته متى ما تريد ايران تفجيرها، بمعنى لو لم يتم حسم موضوع سلاح الحوثيين فأن الاتفاق يصبح مجرد هدنة وقد يتعرض للانهيار في أي وقت لان خروقات الحوثيين وتراجعاتهم عن تعهداتهم كما هو معروف كثيرة جداً .. مما يعني ان انصاف الحلول غالباً ما تكون هشة لانها غير منصبة على مواقف مبدئية نابعة من مصالح وطنية عليا.