23 ديسمبر، 2024 1:07 ص

مشكلة العراق انسانه

مشكلة العراق انسانه

مهمة الانبياء هي اصلاح النفوس وتغيير اتجاه التفكير الى الصواب فعندما يحدث اصلاح الانسان من الداخل تصطلح الاوضاع في الخارج التغييرينبع من نفس الانسان وهي المعنية به اولا واخيرا لان التغييرمرتبط بها هكذا اقتضت الحكمة الالهية اي انه يبدا من الاسفل الى الاعلى من الانسان ويصعد الى الاعلى ، التغيير متكون من نصفي دائرة نصف ارضي انساني ليلتقي بالنصف السماوي لتتكامل الدورة .
التغييرمحبوس في نفس الانسان فعليه اطلاقه من داخله لينمو ويزكو الى السماء .فاذا اطلقه فسيرى بان الله تعالى ينزل عليه التوفيق والسداد قال تعالى 🙁 ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونهمن وال ) الرعد 11 فقد ربط الله تعالى التغيير السماوي بالارضي كما ربط رضاه برضا الوالدين وان هذا من مظاهر اكرام الله للعبد .
ان المشكلة في العراق هي انسانه الذي تشوه وعطب من الداخل فاصبح كل شي في الخارج معطوب وتالف لقد تشوشت بوصلته الداخليه فما عادت ترشده الى الاتجاه الصحيح كالساعة اذا لم تضبط ماكينتها الداخلية لم تعد تعطي الوقت الصحيح نتيجة المصائب والمشاكل والمعاناة التي توالت عليه في حقبة البعث الرهيبة وحكم الصبيان وشذاذ الافاق والحصار الاقتصادي وما تلاها من السقوط وانفراط عقد الدولة وضعف وغياب القانون وعدم الاستخدام الصحيح لمواقع التواصل الاجتماعي وغزو المخدرات وسط غياب واضح لمتابعة واشراف الحكومة .
لاتصلح شارعا ولا تردم حفرة ولا تنظف مجرى ولا تؤسس دائرة نزاهة بل ابدا بالاصلاح الاساسي وهو الانسان تحصل على كل ما تقدم وتزدهر البلاد ويثبت الامن والاستقرار ولا مكان للاعداء بيننا ولا العملاء . ان من الحقائق المرة التي لابد منها القول ان محبتنا لاهل البيت صورية اكثر منها حقيقية بدليل اننا نمارس اعمالا بعيدة كل البعد عن اخلاقهم عليهم السلام وما يريدون منا .
لقد وظفنا حتى الدين في سبيل مصالحنا الشخصية واعمالنا اللاخلاقية وجعلنا من كذبنا وغشنا مشرعن ومقنن واتخذنا منه غطاء لتمرير اعمالنا وخداع الناس ونحن نعلم او لا نعلم بحجم الكارثة والمصيبة التي نمارسها بهذا الشكل المريع الفضيع ولا ندمر الا انفسنا ونظن باننا نحس صنعا .
ولعل من اوضح الادلة على اننا صوريون ولسنا حقيقيين في محبتنا لديننا وائمتنا اننا الى الان في ذيل قائمة البلدان في التقدم العلمي والثقافي والمعرفي والاقتصادي لانهم عليهم السلام هم الرقي والحضارة والتطور وهم لا يريدوننا ان نبقى اخر الشعوب وامة ذليلة مسكينة تستجدي لقمة عيشها من الامم وتبقى عالة على العالم .
المطلوب منا ان نمازج بين الشعار والتطبيق بين لبيك ياحسين وبين مكافحة الفساد والظلم الذي حل بالبلد بين صورة العزاء وبين واقعه وماتريده منا هذه الشعائر وهدفها ، صوريون في تقديم الطعام والخدمة ومتقاعسون في مخالفة النفس وتطبيق المنهج الاخلاقي والحياتي لابي الاحرار عليه السلام لبسنا السواد حزنا على سيد الشهداء وخلعنا لباس الممارسة الحقيقية والصحيحة لاهداف ثورته التصحيحية الخالدة .
شددنا احزمة الخدمة والبذل للمشاة في الاربعين وكاننا ملائكة كرام وحالما تنتهي هذه الشعيرة رجعنا كالشياطين الاعداء ياكل بعضنا بعضا وكأن الرحمة منزوعة من قلوبنا ، ان من افضع الاشياء التي تحل بالوطن ان يثار المواطن من وطنه فسرق وكسر وتجاوز ونهب وكانما الوطن ملك للحكومات فمن هان عليه وطنه هان على غيره ومن نهب منه نهبه الاخرون .