18 ديسمبر، 2024 6:59 م

مشكلة العراقيين مع البديل التابع

مشكلة العراقيين مع البديل التابع

بدءت مرحلة حكم المافيات الديمقراطية بالعراق بعد سقوط النظام الملكي عام ١٩٥٨ واستمرت لحد اليوم ، كل مافيا تسيطر على السلطة تبدا بتصفية اتباع المافية المهزومة ماديا ومعنويا ، بعدها تبدا بعزف الموسيقى الديمقراطية النشاز وتصمم نموذج ديمقراطي لايشارك ولايفوز فيه الا اتباعها . هكذا فعل البعثيون قبل ٢٠٠٣ في انتخابات (٩٩،٩٩) وهكذا يفعل الاخوان المسلمين الشيعة اليوم في انتخابات يشارك فيها الشعب بنسبة اقل من ( ٢٠٪؜ ) وبالتزوير تصبح (٧٠٪؜ ) . فماذا كانت النتيجة في كلا الحالتين ، غير وطن غالي مهدم يعيش فيه مواطنون رخص او رخيصون . المافيات البعثية التي حكمت العراق قبل ٢٠٠٣ كان الحكم عندما يمثل مسالة حياة او موت بعد كارثة الكويت عام ١٩٩١ لانها اصبحت محاصرة من الداخل ( الشعب ) ومن الخارج حيث القوى الإقليمية والدولية التي كانت تطلب رئسها حيا او ميتا .ومافيات الاخوان المسلمين الشيعة، الحكم اصبح يمثل لها اليوم أيضا مسالة حياة او موت بعد كارثة داعش في حزيران / ٢٠١٤ عندما اصبحت هي الأخرى محاصرة من الداخل ( الشعب )ومحاصرة من قبل اسيادها في الخارج الإقليمي والدولي الذين يريدوا ان تبقى بالسلطة لأطول مدة ممكنة لعدم توفر ( البديل التابع ) ! اذن مالعمل ؟ العمل هو ان تهدد القوى الوطنية العلمانية بالعراق التي تتعرض اليوم للإبادة المنهجية كل مصالح القوى الإقليمية والدولية التي تريد شرا بالعراق ، وهذا الأمر صعب جدا ، ففي العراق لاتوجد عقلية ( ماوسي تونغ) ولن توجد في مجتمع عشائري مذهبي خرافي تقليدي ؟ اذن مالعمل ؟ العمل يبدأ باغلاق المناجم التي تصنع منها القوى الإقليمية والدولية ( البدلاء التابعون) لتنصيبهم حكاما على العراقيين واخطر هذه المناجم بالعراق هي ( المنجم العشائري ) و ( المنجم المذهبي الديني الشيعي والسني ) ، لهذا لايمكن لاي كان بالعراق ان يدعي انه علماني وطني قبل ان يحرر نفسه ويعلن التبرئة من مناجم التخلف والعمالة (العشائرية – المذهبية) . واي شخص يدعي اليوم انه يقود التيارالوطني العلماني بالعراق وهو غارق لاذنيه بالعشائرية والمذهبية هو ( بديل تابع ) موظف لضرب هذا التيار لان العلماني الوطني يجب ان يكون بعقله الباطن اي بصورة لاشعورية حاقد على كل ماهو عشائري و مذهبي . هذا هو الدواء الناجع للمرض المزمن بالعراق ، وبغيرة سيبقى العراق حلبة ملاكمة تلعب بها القوى الإقليمية والدولية وهو تحت حكم ( البدلاء التابعون ) ، ويبقى العراق قاطرة تقود التخلف والفساد في قلب العالم العربي والإسلامي .