8 أبريل، 2024 5:20 م
Search
Close this search box.

مشكلة الاسلاميين السنة في العراق – 1

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثير هو الكلام عن العمل الاسلامي السني في العراق ومن يقوده ؛ عن نجاحه و فشله ؛ عن التمجيد به والتخوين ونتحدث بالضبط عن مرحلة ما بعد عام ٢٠٠٣ ؛ أي بعد احتلال بغداد من قبل الامريكان و الاطاحة بنظام صدام حسين ؛ وظهور الواجهة السياسية للحركة الاسلامية في العراق و اقصد بذلك ( الاخوان المسلمون ) لا غيرهم .

الواجهة السياسية للاسلاميين في العراق تمثلت بالحزب الاسلامي العراقي الذي تأسس عام ١٩٦٠ وبقي لمدة شهور ثم توقف عمله لاسباب معروفة لدى الجميع ، ثم اعيد العمل به بالخارج من قبل بعض الاسلاميين في العاصمة البريطانية لندن وعلى رأسهم اياد السامرائي وكان ذلك في مطلع التسعينات ؛ و لا اعرف ماهو الدافع الحقيقي لاعادة إحياء الحزب ؛ وهذه كانت أحدى المؤاخذات على الحزب الاسلامي بعد عام ٢٠٠٣ .

دخل الحزب الاسلامي العمل السياسي مع بداية اول ممارسة حقيقية في العراق والتي تمثلت بمجلس الحكم وكان ممثله في المجلس الفقيه والمفكر المشهور محسن عبد الحميد ؛ وأعتقد أنه تم توريطه بهذا المشهد لاسباب منها أنه رجل ذو مكانة شرعية يحترمه كافة المجتمع السني أولاً ؛ فضلاً ان المشهد السياسي كان عام ٢٠٠٤ يحتاج الى شخصية تمتاز بالمكر والدهاء و معرفة الخصوم من الطرف الاخر في الساحة وهذا كان يفتقده عبد الحميد الذي احترمه كثيراً لما يمتلكه من علم واسع جداً .

القيادة التي ادارت الحزب بعد ٢٠٠٣ كان عليها أكثر من علامة استفهام ؛ فوجدنا شخصيات غير معروفة تميل الى الجانب التنظيري البعيد عن الواقع وليست لديها شعبية منهم اياد السامرائي الامين العام الحالي ؛ مما دفع بقيادة الحركة الاسلامية التي هي الداعم الحقيقي للحزب لاجراء تغيير بعد عام من الاحتلال وذلك بدفع شخصية معروفة ومن عائلة مارست السياسية سابقاً وهو طارق الهاشمي الذي اصبح زعيماً للحزب .

وحقيقة الامر شهد الحزب طفرة نوعية خلال السنوات التي ادار فيها الهاشمي الحزب نتيجة امتلاكه عوامل تؤهله لان يكون قائدا سياسياً لهذا الحزب منها العلاقات والكارزمة ونوعية خطابه الذي اتسم بالوضوح ؛ لكن ومن باب الانصاف هذه الشعبية للحزب جاءت لعدم وجود المنافس السياسي في الوسط السني .

مع مطلع عام ٢٠٠٨ بدأت محاولات من لوبي يمثله عدد من قيادات الحزب خصوصاً ممن كانوا يعيشون خارج البلد قبل عام ٢٠٠٣ للسيطرة على الحزب و الاطاحة بالهاشمي الذي أصبح يمثل قوة الحزب ؛ فضلاً انه اصبح نائباً لرئيس الجمهورية في اول ممارسة سياسية له ؛ وفعلاً تمكن هذا اللوبي من ازاحة الهاشمي من منصب الامين العام والذي دفعه للانشقاق وبعض القيادات التي كانت تؤيده وترى فيه شخصية لا يمكن الاستغناء عنها .

وللحديث بقية …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب