كنا قد تحدثنا في مقالنا السابق عن كيفية الاطاحة بطارق الهاشمي عن طريق بعض القيادات في الحزب الاسلامي خصوصاً التي كانت في الخارج قبل احتلال الامريكان للعراق عام ٢٠٠٣ ؛ الهاشمي أصبح الرمز الاول للسنة ؛ أصبح لا يقال في الساحة السياسية العراقية الحزب الاسلامي بل يقال حزب الهاشمي .
اثار هذا الامر حساسية تلك القيادات التي وجدت ذلك ذريعة للقول ان الحزب يجب ان يكون اقوى من ( الهاشمي ) ؛ لكنهم نسوا أمراً مهماً هو أن عموم البشرية تتأثر وتتعصب وتنظم للعمل في الاحزاب و الحركات و الجماعات عن طريق الرمز !!
واتضح ذلك بعد خروج الهاشمي من الحزب سنة ٢٠٠٩ ؛ حيث خرج معه مجموعة من القيادة وشكلوا تجمعاً تحت مسمى ( تجديد ) ؛ ودخلوا عن طريقة الانتخابات النيابية في القائمة العراقية خلال عام ٢٠١٠ واستطاعوا من جلب ١٠ مقاعد متفوقين بذلك على حزبهم الذي غادروه والذي حصد على ٦ مقاعد فقط مما سبب خيبة أمل كبيرة لاكبر حزب سني ؛ وبدأت تتعالى اصوات قيادات واعضاء في الحزب أن سبب هذا الفشل الانتخابي هو الاطاحة بالهاشمي ومن معه .
وانا هنا اتساءل ؟ هل كان مناسباً
الاطاحة بالهاشمي ومن معه حزبياً قبل الانتخابات النيابية ؟ هل الاطاحة بالرمز أمر هين ؟ خصوصاً اذا علمنا أن من اصعب الامور في العمل السياسي هي صناعة الرمز .
تشير مصادر ان عملية الاطاحة بالهاشمي كان بضوء أخضر من ايران بل وبمساعدة قيادات من الحزب الاسلامي ذهبت سراً لايران ؛ وهذا ذكره الهاشمي نفسه في عدة لقاءات بصورة غير مباشرة .
وتؤكد هذه المصادر ان الهاشمي كان يطمح لاجراء تغييرات في الحزب عامي ٢٠٠٧ و ٢٠٠٨ ؛ منها تغيير اسم الحزب والانفتاح على المحيط العربي الذي وجده المخلص الوحيد للعرب السنة من النفوذ الايراني .
وسنكشف في مقالنا القادم الاسماء التي كانت تتعامل مع ايران لاجل الاطاحة بالهاشمي .. انتظرونا !