23 ديسمبر، 2024 9:31 م

مشكلة الابنية المدرسية في البصرة … بين التخصيصات المالية وقلة الاماكن التابعة لوزارة التربية

مشكلة الابنية المدرسية في البصرة … بين التخصيصات المالية وقلة الاماكن التابعة لوزارة التربية

يعتبر القطاع التربوي من اهم القطاعات وأكثرها فعالية في المجتمع الامر الذي يقتضي من الجهات المعنية الاهتمام به وتوفير السبل الكفيلة بتطويره … وهو النواة الحقيقية لبناء المجتمع ، وبطبيعة الحال فان بناء الانسان اكثر اهمية من اي عمل اخر …  لذا تسعى الدول المتحضرة بكل ما اوتيت من قوة لتأسيس قاعدة رصينة من خلال البناء الصحيح لاجيالها الجديدة .

  وبعد التطور الحاصل وزيادة النمو السكاني في محافظة البصرة ، الا ان المنشات التعليمية لازالت على حالها القديم ،ولم ترتقي الى المستوى الذي يجعلها مواكبة لطبيعة الحاجة المتزايدة لهذه المنشات خصوصا اذا عرفنا ان اغلب البنايات المدرسية انشات في وقت لم يتجاوز فيه عدد نفوس البصرة نصف العد الحالي .

وتسعى حكومة البصرة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي الى احداث نقلة نوعية في قطاع التربية وذلك من خلال المبالغ المالية المخصصة لهذا القطاع وأحالت العشرات من المشاريع التاهيلية ، ألا ان هذه المشاريع جميعها لم تفي بالغرض المطلوب ولم تسد مامقداره عشرة بالمائة من حاجة المحافظة الفعلية والتي تحتاج الى اكثر من (700) بناية مدرسية جديدة للقضاء نهائيا على الدوام المزدوج والذي وصل في بعض الاحيان الى اربعة مدارس في بناية واحدة .

ورغم التخصيصات المالية الكبيرة ألا ان وزارة التربية عجزت خلال السنوات الماضية عن توفير قطع الاراضي لبناء المدارس الجديدة ، لذا انحصرت مشاريع التربية بإعادة هدم وبناء المدارس القديمة واعتماد المواصفات الحديثة في طريقة البناء ، حيث تتكون المدرسة الواحدة من ثلاثة طوابق وتحتوي على ستة عشر او ثمانية عشر صفا .

ووصلت اعداد المدارس المشيدة حديثا او التي تم هدمها وإعادة بناءها الى (40) مدرسية بحسب احصائية مديرية تربية البصرة ، وإضافة الى مساحة هذه المدارس وطريقة بنائها فهي ايضا تحتوي على مختبرات للحاسوب وصالات لممارسة الالعاب الرياضية …. وساهمت هذه الابنية كثيرا بدفع العملية التربوية الى الامام وتوفير الاجواء الدراسية المناسبة للطالب والمدرس على حد سواء .

وهنا لابد من الاشارة لدور منظمات المجتمع المدني الفاعل والتي عملت على متابعة المشكلة التربوية في محافظة البصرة وأولتها جزءا كبيرا من اهتمامها ، سعيا منها لحث الجهات المعنية على بذل المزيد وإطلاع المواطن على اسباب المشكلة الحقيقية الامر الذي بدى واضحا من خلال الندوات والورش وعقد اللقاءات الدورية بين المواطن والمسؤول للوقوف على اصل المشكل ودراسة الحلول الكفيلة بإنهائها .

وهذه دعوة للمسؤولين في الحكومتين المحلية والمركزية لعمل المزيد من اجل الارتقاء بواقع التربية والتعليم … فإذا اردنا بنا الوطن وإعادة اعماره من جديد فعلينا بناء المواطن والاهتمام بأجيالنا القادمة وتوفير السبل والمستلزمات الكفيلة بالبناء السليم واهم هذه السبل تهيئة المنشآت التربوية المناسبة .