18 ديسمبر، 2024 8:58 م

مشعان … ستندم وعندها لن ينفعك الندم

مشعان … ستندم وعندها لن ينفعك الندم

لم يتردد رئيس الحكومة نوري المالكي بكشف كل أوراقه المتبقية والتي يعتقد انها ستساهم بصورة مباشرة وغير مباشرة في تسهيل مهمته ومقاتلة خصومه نيابة عنه طالما انه كشف نواياه في تشكيل حكومة اغلبية سياسية ليس للشركاء دور فيها سواء في مجالس المحافظات المقبلة او في الحكومة التي ستنبثق بعد الانتخابات النيابية مطلع عام 2014 والتي يعتقد انه يحققها كما اعتقد من قبل …وليس مهما ان تتحقق هذه الاغلبية من خلال صناديق الاقتراع او المحكمة الاتحادية طالما ان الهدف واحد وهو البقاء في قمة الهرم الحكومي.

ومشعان الجبوري أخر السماسرة والاوراق المكشوفة التي سيستعين بها المالكي للنيل من خصومه علما ان مشعان هذا لا يعني شيئا في حسابات الرجال لانه منافق ومتقلب ولا تجد له موقفا ثابتا وهو نفس الامر في حساب الاوزان السياسية فهو لا يعدو عن كونه  تافه وعاجز وليس له حقيقة على الارض ويمكن ان تكون قوته في كذبه وفي فضائيته المتقلبه مثل اخلاقه فمن الهز والرقص الى الجهاد والمجاهدين من اخوة صابرين الى الدفاع عن حكومة الاغلبية وعن الصفويين من اتباع دولة القانون حصرا اما تباع الاحزاب الاخرى فهم لا زالوا صفويين ومن اتباع الفرس المجوس الذين قاتلهم البعث الصامد وسيقاتلهم مشعان بقناته وبعهره.

ان تبرئة مشعان الجبوري تعتبر جريمة بحد ذاتها لانه مشهور بعدائه للعملية السياسية وبفساده الموثق بالادلة لدى المحاكم العراقية وبتحريضه على قتل اكثرية ابناء الشعب العراقي من اتباع اهل البيت بقناته العاهرة وتمجيده للقتلة والمجرمين ودفاعه عن التنظيمات الارهابية.

 وكما ان تبرئته جريمة بحد ذاته فانها وصمة عار في جبين القضاء العراقي المسيس عندما اسقط التهم وبطريقة عجيبة غريبة لان ما حدث مع مشعان وبهذه الطريقة الحضارية التي لا يوجد له مثيلا حتى في سويسرا تكشف الازدواجية في تعامل القضاء ففي الوقت الذي يقبع ألاف الأبرياء في زنزانات سجون حكومة دولة القانون سنين وشهور بسبب عدم دفع المقسوم او بسبب مزاجية الضباط او البواب او يبقى بدعوى الخوف من ان يكون مطلوبا على ذمة قضايا اخرى نجد ان مشعان يخرج من باب المطار الى محراب السياسة بعد ان تم اسقاط التهم عنه وهو معلق في سماء بغداد،انها قمة التحضر والتعامل الانساني التي لم ولن نالفها بعد في جميع مرافق حكومة دولة مجلس رئيس الوزراء.

ان مشعان الجبوري لم يحسبها جيدا وهذه هي حقيقة المهرجين لان ادوارهم محدودة واشكالهم غير مقبولة مع احترامي للممثلين ممن يعملون في هذا المجال باستثناء مشعان فتبرئته لا تعني ان القضية انتهت نعم ستبقى تحت اليد طالما ادى دوره المطلوب منه باتقان وهو مهاجمة الاكراد والعرب السنة والشيعة الصفوية الذين لا يتفقون مع المالكي والحق ان مشعان افضل من يجيد هذه الادوار الا ان المشكلة الاخرى ليست في مشعان بل في المالكي لان الرجل معروف عنه عدم الالتزام بالعهود والمواثيق مع كتل واشخاص محترمين وليس مهرجين وسبب المشاكل التي نشهدها اليوم في العراق هو نكث المالكي لوعوده وعهوده.

المالكي خلق ازمة صغيرة بارجاع مشعان حتى يستفاد منه للدفاع عنه ضد خصومه لكنه سيكسب الشارع الذي لم يجني غير الازمات عندما ينقلب المالكي على مشعان ويلتهمه كما يلتهم التمساح الهائج البقرة الخاوية.